جريمة تفجير جامع الإمام الحسين عليه السلام في مدينة الدمام
إن استهداف الأبرياء من المجتمع ، لا تشكل فقط جريمة إنسانية تستحق الاستنكار والإدانة من قبل الجميع ، وإنما تنم عن خسة ودناءة مرتكبي تلك الجريمة ، لا بل تظهر مدى ضعف التنظيم الذي يمارس وعن إصرار وقصد لجريمته .
لقد فاق النظام السعودي غيره من أنظمة الجور بتبنيه المجاميع الإرهابية التكفيرية سواء داخل البلاد أو خارجها ، بحيث أصبحت قطعانه المتوحشة تملأ الفيافي والقفار بحثاً عن مواقع آمنة تثير فيها غبار القتل والتنكيل .
ان الذي لا يخطر على بال الكثير ، بان إرهاب الجماعات التكفيرية هو في حقيقة الأمر إرهاب حكومي يلقى دعماً غير محدود من سلطة النظام السعودي ، وبذلك يستمد قوته واستمراره من لدن جهات و مؤسسات حكومية التي آلت على نفسها محاربة مواطني شبه الجزيرة العربية من الشيعة ممن لا يتفق معهم مذهبيا او فكريا.
في العام الماضي ، وفي يوم الجمعة 11 شعبان 1436 هـ الموافق 29 مايو/أيار 2015 ، نفذ الإرهابي "خالد عائد محمد الشمري" الذي ينتمي لإحدى التنظيمات الإرهابية جريمة نكراء في مدينة الدمام .
ففي ذلك اليوم ، وعند حضور حشد كبير من الأهالي الذين قدموا لأداء صلاة الجمعة في جامع الإمام الحسين (عليه السلام) في حي الحسين ع (العنود) بالدمام ، وأثناء خطبة الصلاة حاول الإرهابي اقتحام المسجد وتفجير نفسه داخل الجامع ، وعندما رصد من قبل كوادر اللجان الشعبية ( حماة الصلاة ) المكلفين بحماية الجامع ، حيث قام الشهيد البطل "عبد الجليل بن جمعة بن طاهر الاربش" ، بمنع الإرهابي من الدخول للجامع ، مما جعل هذا المجرم يفر باتجاه مواقف السيارات ويفجر نفسه في مجموعة الشباب الذين امسكوا به .
أدى التفجير الى استشهاد أربعة من شباب الجامع ، وهم الشهداء ( عبد الجليل جمعة الأربش ، السيد عبد الهادي السيد سلمان الهاشم ، محمد جمعة الأربش ومحمد حسن البن عيسى) .
اننا في لجان الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية ، إذ نستذكر تلك الجريمة ، ندين جميع الأعمال البربرية والهمجية التي تنفذها التنظيمات الإرهابية ، ونؤكد على ان الداعم والممول الرئيسي لها هي جهات مرتبطة بالنظام السعودي او جزء منه ، ولا يمكن غض الطرف عن انتهاكات النظام بجميع المجالات ، ونعلن بأن ما يحاول ان يقوم به النظام لثني المواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية من مواصلة جهادهم لنيل كامل حقوقهم المدنية والسياسية، ما هي الا محاولات فاشلة لا تجدي نفعاً أمام شعب مؤمن بقضيته ، ومصمم على مواصلة الجهاد لحين بلوغ النصر .
رحم الله شهدائنا الأبرار ، حماة الصلاة بجامع الإمام الحسين عليه السلام ، ونسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يحشرهم مع الشهداء والصديقين .