دراسة: برنامج التدخل والتأثير السعودي في السياسة اللبنانية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 226
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نشر مركز الاتحاد للدراسات والتطوير دراسة حملت عنوان “برنامج التدخل والتأثير السعودي في السياسة اللبنانية”، وتطرقت الدراسة إلى مروحة من العناوين أبرزها : البرنامج العام للتدخل والتأثير السعودي في لبنان، الأهداف الرئيسية للتدخل السعودي في لبنان، العودة السعودية المقرونة بالتدقيق والتدخل بالتفاصيل، عينة حول التدخل والتأثير السعودي في لبنان: الانتخابات البلدية والمحلية، لماذا تركت واشنطن للرياض حيزاً مريحاً للعمل في لبنان، تقدير استشرافي للتدخل السعودي السلبي في لبنان (السنة القادمة)”. بعد عامين تقريبا من الانكفاء الجزئي عادت” السعودية” وبمباركة امريكية لتمارس دور الوصاية على أجزاء مهمة من المشهد اللبناني العام وذلك بعدما انتفى العائق الذي منعها من استثمار تدخلها السابق في الانتخابات النيابية اللبنانية عام2022 ، وهو تركيبة السلطة التي خرجت بعد الانتخابات والتي لم تكن مواتية إلا لممارسة جزء من النفوذ السعودي ولم تكن بحجم طموحات المملكة . كانت معركة “السعودية” التي شنت في انتخابات 2022البرلمانية تهدف إلى الامساك بالسلطة التنفيذية بطرفيها: الحكومة “مالكة الصلاحية” التي كانت تطمح الرياض أن تشكلها بواسطة الأغلبية النيابية التي اعادت انتزاعها من التحالف الوطني )حزب الله وحلفاؤه( رئاسة الجمهورية التي كانت أمام استحقاق انتخابات رئاسية جديدة مع قرب نهاية عهد الرئيس ميشال عون. فور انتهاء الحرب تمكنت الولايات المتحدة وبمشاركة سعودية من القبض على السلطة واستخدمتا نفوذهما في السلطة التشريعية لتأمين انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية باندفاعة كبيرة وتعيين القاضي نواف سلام بعد أيام رئي ا س ا لحكومة من لون واحد مع تطعيم بسيط بتكنوقراط شيعة محسوبين على حركة أمل وحزب الله وببيان وزاري استثنى المقاومة لأول مرة منذ 35 عاما. بدا من خلال ما تقدم أن وظيفة العهد الجديد وحكومته الأولى في المفهوم السعودي على الأقل قد تأمنت وأن الباقي هو إطلاق مشروع تحجيم حزب الله بعد نزع سلاحه ونزع أي إمكانات قد تكون في تصرفه لتدعيم بيئته بهدف محاصرة وتطويع تلك البيئة. اعتبرت الدراسة أن البرنامج العام للتدخل السعودي في لبنان يتمحور حول عدة نقاط رئيسية مترابطة، على رأسها احتواء وتقويض حزب الله . هذا الهدف هو المحرك الأساسي للتدخل السعودي القديم والجديد، وتسعى السعودية إلى تقليل دور حزب الله في السياسة اللبنانية وإضعاف تحالفاته المحلية والاقليمية. أما بالنسبة للأهداف والعناصر الرئيسية للتدخل والتأثير السعودي في السياسة اللبنانية أوردت الدراسة الآتي: إضعاف قوة حزب الله السياسية والعسكرية والشعبية، وعزله داخلياا وإقليمياا . شن حملات إعلامية وسياسية لتشويه صورة حزب الله وتقويض شعبيته، ودعم خطابات سياسية تهاجم الحزب وتطالب بنزع سلاحه وتقليل دوره . دعم القوى السياسية والإعلامية والمجتمعية المعارضة لحزب الله، لتقوية جبهة داخلية مناوئة للحزب. هذا يشمل دعم شخصيات وأحزاب مسيحية وسنية تعتبرها السعودية حليفة . تجفيف مصادر تمويل حزب الله بشكل غير مباشر عبر الضغط على الاقتصاد اللبناني وتقويض القطاعات التي قد يستفيد منها الحزب. منع وصول شخصيات مقربة من حزب الله أو حلفائه إلى السلطة، والعمل على تشكيل حكومات وبرلمانات تضعف من نفوذ الحزب . المغامرة الأمنية بالجيش اللبناني من خلال السعي الحثيث إلى وضع الجيش في مواجهة مباشرة أو غير المباشرة مع حزب الله، وتقوية الجيش كبديل عن حزب الله في السيطرة على السلاح . مع الاقتناع بأن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف الجيش اللبناني في حال انخراطه في صراعات داخلية، أو استخدامه كأداة في الصراعات السياسية، مما يؤثر على دوره الوطني في حماية لبنان وسيادته. عرقلة المساعدات الدولية للبنان أو توجيهها بشكل مشروط كأداة ضغط سياسي بهدف حرمان حزب الله وحلفائه من أي فوائد اقتصادية أو تنموية قد تأتي من المساعدات الدولية، وزيادة الضغط على بيئة الحزب الشعبية . تعميق الانقسام السياسي في لبنان بين الموالاة والمعارضة، وزيادة الاستقطاب الطائفي والمذهبي، مما يؤثر على الاستقرار الوطني بشكل عام . العمل على مفاقمة الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، مما يؤثر على جميع اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، ويخلق حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي العام . المساهمة في خلق مناخ سياسي متوتر ومنقسم، يزيد من حدة الخطاب الطائفي والمذهبي في الإعلام والفضاء العام اللبناني، مما يؤثر على الوحدة الوطنية والحوار الداخلي . – تعطيل العملية السياسية في لبنان، وتأخير تشكيل الحكومات، وإطالة أمد الفراغ المؤسساتي، مما يزيد من الأزمات السياسية والاقتصادية والإدارية في البلاد، ويضعف مؤسسات الدولة . وتطرقت الدراسة إلى الدور السعودي في الانتخابات البلدية والمحلية المرتقبة مبيّنة دوافع هذا الدور وآلياته. واعتبرت الدراسة أن التدخل السعودي في الانتخابات البلدية والمحلية في لبنان ليس مجرد اهتمام بالشأن المحلي، بل هو جزء من استراتيجية أوسع وأعمق تهدف إلى تعزيز النفوذ السعودي في لبنان، وتقويض نفوذ حزب الله وحلفائه ، وإعادة تشكيل المشهد السياسي اللبناني بما يخدم مصالح الرياض. هذه الانتخابات، رغم طبيعتها المحلية، تعتبر أداة مهمة في يد “السعودية” لتحقيق أهدافها العامة في لبنان. وأكدت الدراسة ختاما، أن التدخل السعودي السلبي سيكون له آثار مدمرة على لبنان ككل، حيث سيساهم في تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويزيد من الانقسامات الداخلية، ويضعف مؤسسات الدولة، ويعرقل الاستقرار والتنمية.