الى تلك الأنظمة المتخاذلة ونخبها وإعلامها: عودوا إلى موقفكم الحيادي السلبي السابق.. ولا شكَرَ اللهُ سعيكم

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 204
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

صلاح السقلدي

 نعم لقد صار مبلغ ما نتوخى  مِن هذه الأنظمة العربية المتخاذلة ومن النخب العربية المصفقة لها وإعلامها المتحامل تجاه القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية الاخرى هو العودة الى مربع مواقفها السابقة اي موقف الحياد السلبي بعد ان رأينا منها العجب العُجاب بالإنجاز  المخزي الفج للدولة الإحتلال الصهيوني تزين له جرائمه وتصفق لفظاىعه، وتعلن على رؤوس الأشهاد أن المقاومة الفلسطينية بغزة ولبنان والعراق  وكل من يدعم هذه المقاومة ارهابيا يستحق القتل، وتتحامل وتشوه وتحرض بشكل مريع عبر اعلامها المنفلت على كل من له علاقة بتضحيات الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني، انحياز للعدو وتبنى خطابه وسردياته بل يتجاوزه نفاقا وتضليلا. موقف يحز في النفوس ويدمي القلوب بالصميم ومؤكد انه سيخلف فيها ندبة غائرة ستظل زمن طويلا.

لقد صارت بعض الأنظمة العربية وبعض نخبها وبعض وسائل إعلامها وفضائياتها البائسة بل وحتى شيوخ وعلماء الدين من جوقة (علماء السلطان ) تتبنى بشكل صارخ  خطاب العدوان بحذافيره وتجلد الضحية وتلمع الجلاد بشكل فاضح، بل بلغَ الأمر بهؤلاء مبلغا لا مثيل له من السقوط والصهينة والتدحرج الى بين أقدام الصهاينة حين ذهبت تصبغ هذا الموقف المخزية صبغة دينية بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، فتارة تفتي بعدم جواز اعتبار ما يجري بأنها مقاومة او انه صراعا يستحق الذهاب للجهاد في سبيله، بل تخطى هؤلاء عدم اعتبار من يسقط من الفلسطينيين واللبنانيين شهداء والّا يجوز قياد صلاة الغائب عليهم، في تماهٍ واضح مع خطوات مؤامرة التطبيع وخيانة قضية العرب ومقدساته. ولهذا وعطفا على ما سبق من حقائق صادمة مخيبة أصبحنا حقا وبشكل مؤسفا كل من نتمناه على هذه الأنظمة واعلامها ونخبها ان تعود ادراجها الى تبني مواقفها المحايدة الي ظلت تراوحه فيها عقودا طويلة بعد ما رأينا منها ما هو أفظع وأشنع واسوأ من الحياد والتدحرج السابق ،ما جعلنا نتحسر على مواقفهم  الحيادية السابقة بكل علاتها وسلبياتها ودنو سقفها.

 فربُّ (موقفا)بكيت منه فلما صرت  في غيره بكيت عليه.!

وبالمقابل ورغم  توحش المشهد وفي حضرة الدم العربي الذي يهرق بغزارة برغم ما لديّ ولدى ملايين العرب والمسلمين  من شعور بالحسرة والأسى ،شعور يستبد بنا بقسوة حتى الانسحاق والطفح مما تفعله هذه الأنظمة حيال أطفال فلسطين ولبنان وحيال مقدساتنا وانحدارها بحضن الأعداء والقتلة هذه الأنظمة  المتردية في وحل العمالة ومستنقع المهانة هي ونُخبها البائسة المصفقة بالأجر الباذخ إلّا أنه ما يزال  للأمل فسحة واسعة في القلوب الدامية وأن القادم سيحمل لنا بشرى، فمن بطن الظلام يولد الأمل ،فقوة الحق فوق حق القوة ، فثمة وعيٌ عربي شعبي ونخبوي يتشكل ويتولد باضطراد من رحم الشعوب ومن بطن أمة جذور عزتها ونخوتها ضاربة في أعماق التاريخ ،وستنهض ذات يوم من رمادها العنقاء العربية .والأيام دولٌ بين الناس، وستظل الامة على العهد باقية، فبحسب شاعر العروبة الراحل/ بشارة الخوري:

المروءاتُ التي عاشت بنا× لم تزل تجري سعيراً في دِمانا.