هل حقًا يفكّر ترامب والسعودية باستئناف الحرب في اليمن؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 12
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

صلاح السقلدي

يقوم هذه الايام وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان  بمعية السفير، بزيارة واشنطن لإجراء مباحثات عسكرية بين البلدين. وهي الزيارة الأولى لمسئول سعودي كبير للولايات المتحدة الأمريكية منذ عودة الرئيس الأمريكي ترامب لحكم البيت الأبيض، وفي وقت تتعرض فيه المملكة العربية السعودية  لموجة ابتزاز من الرئيس ترامب وإدارته الجمهورية.

الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، وهو بالمناسبة المسئول سعوديًا عن الملف اليمني فسّرها البعض بأنها مؤشرا على نية الولايات المتحدة والمملكة استئناف الحرب باليمن، خصوصا وان السفير السعودي لدى اليمن محمد  آل جابر يرافق الأمير خالد بهذه الزيارة. وبرغم من منطقية هذا الاعتقاد لدى كثير من المحللين والمراقبين العرب والأجانب- خصوصا وان الرئيس ترامب ما انفك من تهديداته بضرب الحركة الحوثية( أنصار الله) على خلفية الصراع في البحر الأحمر- يضاف لها الرغبة الاسرائيلية الجامحة لغزو اليمن او على اقلها توجيه ضربات مميتة لهذا البلد الذي تمزقه الصراعات منذ عقد من الزمن، إلّا ان ثمة حقائق  بالمقابل تؤكد ان عودة الحرب باليمن بذات الوتيرة التي كانت قبل الهُدنة التي ما زالت سارية المفعول غير ممكن ،فالرياض حسَمَتْ أمرها بالمضي مع صنعاء بطي صفحة الحرب والتفرغ لاستحقاقتها اي المملكة، الاقتصادية والثقافية الداخلية الطموحة،وهي بهذه الزيارة لوزير دفاعها إلى واشنطن تعمل فقط على مجاراة وترويض هيجان الثور  الترامبي الطامح لإبرام اتفاق تعاون عسكري مع المملكة العربية السعودية  اتفاق اشمل واوسع واكثر نفعا لترامب وإدارته مما هو موجود منذ عقود ك( حماية أمريكية للمملكة من البعبع  الايراني) ولانتزاعه ترليون دولار باسم الاستثمار داخل  الولايات المتحدة.

ولأن المملكة لا تقوى على مواجه جنون ترامب بالرفض او حتى بالتجاهل، فهي تدرك مدى فجاجته باستخدام أساليب الضغط والتركيع لذا نراها تفرمل اندفاعه بطريقتها.

 الأمر الآخر الذي يحملنا على استبعاد عودة الحرب ثانية في اليمن  هو أن ترامب- الرجُل الذي دوما يفكر من جيبه لا من عقله- يؤكد دائما أنه في فترة حكمه هذه ان لن يدخل   في حروب ونزاعات باي رقعة في العالم، بل أنه بحسب تأكيداته أتى لإخماد نيران الحروب المشتعلة في غزة وأوكرانيا وغيرها من المناطق. ففي موضوع الحركة الحوثية لن يذهب ترامب اكثر من ضربات جوية  تؤكد الإدارات  الامريكية المتعاقبة انها لا تغير شيئا على ارض الواقع وان تلك الهجمات تاتي  كضربات وقائية او كانتقام و ردّة فعل عن هجمات صنعاء في  البحر الأحمر،  فالبنتاجون يؤكد منذ أسابيع انه قد يعمد الى شن هجمات لتقويض قدرات الحركة الحوثية.وهنا نفهم من مصطلح (تقويض قدرات) أن مبلغ ما قد يقوم به ترامب هو تحجيم قدرات الحركة وليس التورط  في حرب برية شاملة يعرف جيدا باستحالة تحقيق النصر فيها وعلى ارض بلد وعر التضاريس معقد التركيبة الاجتماعية تتملكه حساسية مفرطة من الأجنبي الغازي، فحتى القوى المناوئة للحركة الحوثية او لنقل بعضها لا تتحمس ان تعود للحكم في صنعاء على ظهر دبابة امريكية، فالغزو الأمريكي الغربي للعراق عام2003م وتنصيب حُكام عراقيين جدد في بغداد بإرادة  خارجية وتحت ظلال الF16 ما يزال عالقا بالذاكرة الجمعية اليمنية وتمقته بشدة وتأنف تطبيقه في وطنها. فكثير من القوى اليمنية  -ولا نقول كلها-على تباينات مشاربها وعمق خلافاتها السياسية والفكرية والأيديولوجية والجغرافية تخجل من الانخراط مع قوى أجنبية في المشاركة  بهكذا غزو أو القبول باستباحة أرضها وانتهاك سيادتها.

كاتب يمني