دارك بوكس: انسحاب سعودي وتصعيد إماراتي يكشفان وجها واحدا لسياسات تفكيك وتفتيت اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 47
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نبأ – كشفت معلومات وتقارير مسرّبة اطلعت عليها منصة “دارك بوكس” عن تطور لافت في مسار الصراع السعودي الإماراتي جنوب وشرق اليمن يتمثل في انسحاب للقوات الموالية للسعودية من عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، بالتوازي مع تصعيد ميداني يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا لتوسيع نفوذه في الشرق، في مؤشر واضح على تعمّق الخلاف حول النفوذ بين الرياض وأبوظبي.

تكشف التطورات الأخيرة أن ما يُروَّج له كخلاف سعودي – إماراتي ليس صراعا على وحدة اليمن أو مصلحة شعبه، بقدر ما هو تنازع أدوار ونفوذ بين نظامين اشتركا في تفكيك الدولة اليمنية وإغراق البلاد في الانقسامات خدمة لأجنداتهما الخاصة.

فانسحاب القوات الموالية للسعودية من عدن ومحافظات الجنوب، كما أوردت تقارير “دارك بوكس”، لا يمكن فصله عن سنوات من السياسات السعودية التي أسهمت في إضعاف مؤسسات اليمن، ورعاية قوى متناحرة، واستخدام ما تزعم أنها “الشرعية” غطاء لإدارة صراع طويل بلا أفق. وهذا الانسحاب لا يعكس حرصا على وحدة اليمن كما يدعي نظام محمد بن سلمان، بل فشلا في إدارة مشروع هيمنة لم ينجح إلا في إنتاج الفوضى.

في المقابل، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم مباشرة من الإمارات، تمدده في حضرموت والمهرة، مستندا إلى دعم سياسي وعسكري من أبوظبي. وتظهر الوثائق المسرّبة أن هذا التوسع جزء من مخطط إماراتي للسيطرة على الموانئ وحقول النفط والممرات البحرية، وتحويل جنوب وشرق اليمن إلى كانتونات نفوذ تخدم المصالح الاقتصادية والأمنية للإمارات.

وتُوصف أبوظبي في وثائق “دارك بوكس” المسرّبة بأنها تتجه نحو نهج أكثر عدوانية، مستغلة تراجع الانتباه الدولي لترسيخ مكاسبها الميدانية. وتصف مصادر المنصة ذلك صراحة بأنه تصميم شرير قائم على السيطرة لا السلام.

اختزال المشهد في تناقض الرؤى بين الرياض وأبوظبي يُخفي حقيقة أكثر خطورة، فالطرفان مسؤولان عن تفكيك اليمن، كلٌ بأسلوبه. السعودية، عبر إدارة حرب مدمرة، وتهميش القرار اليمني، واستخدام القبائل والمؤسسات بشكل انتقائي، والإمارات عبر إنشاء مليشيات وسلطات موازية، وتكريس الانفصال كأمر واقع.

وتشير مراسلات مسرّبة، بحسب “دارك بوكس” إلى أن قلق الرياض من سلوك الانتقالي لا ينبع من رفض مبدأ التقسيم، بل من خشيتها فقدان السيطرة لصالح شريكها الإماراتي. فالصراع هنا ليس بين مشروع دولة ومشروع تفتيت، بل بين مشروعين متنافسين على النفوذ داخل بلد منهك.

وتتكرر هذه المعادلة في ساحات إقليمية أخرى، كالسودان مثلا، حيث تتعامل الرياض وأبوظبي مع الدول كساحات تصفية حسابات ومناطق نفوذ، لا كشعوب لها حق السيادة والاستقرار. وفي اليمن، كانت النتيجة واحدة، سلطات متناحرة، ومعاناة إنسانية مستمرة.

ما يجري اليوم ليس انسحابا سعوديا ولا تمددا إماراتيا فحسب، بل حلقة جديدة في مسار مشترك قادته سياسات النظامين، عنوانه تفكيك اليمن وإدامة أزمته. وبينما يتنازع الطرفان على الحصص، يدفع اليمنيون ثمن حرب ونفوذ لا علاقة لهما بمستقبلهم ولا بوحدة بلدهم.ششش