صراع النفوذ في جنوب اليمن: “السعودية” تحشد على الحدود

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 36
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا كشفت فيه عن تبلّغ ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” في  اليمن، المدعوم من الإمارات، بإمكانية تعرّضه لغارات جوية بعد سيطرته على محافظة حضرموت . وأكدت الصحيفة تجمّع ما يصل إلى 20 ألف عنصر من القوات المدعومة من “السعودية” على الحدود مع اليمن، في وقت يتعرض فيه المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي لضغوط للانسحاب من المكاسب الإقليمية الواسعة التي حققها خلال الشهر الماضي في المحافظة الشاسعة والغنية بالنفط، حضرموت، في شرق اليمن. إذ يستخدم المجلس الانتقالي الجنوبي هذا التقدم لرفع سقف مطالبه في انفصال اليمن إلى دولتين، شمالية وجنوبية، كما كان الحال حتى عام 1990. وقد جرى تحذير المجلس الانتقالي، المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، من احتمال تعرّضه لغارات جوية مباشرة من القوات السعودية، وهو تطوّر من شأنه أن يهدد مواقع أساسية يسيطر عليها المجلس. وقد بدأت قوات مأجورة، معظمها من ميليشيا ممولة من “السعودية” تُعرف باسم «درع الوطن»، بالتجمع في منطقتي الوديعة والعبر القريبتين من الحدود السعودية. وفي الوقت نفسه، تلقى المجلس الانتقالي تطمينات بأنه لا يزال يحظى بدعم الإمارات، ما يرفع احتمالات اندلاع اشتباكات مستقبلية بين قوات موالية للسعودية وأخرى موالية للإمارات، وفقا للصحيفة. إلى ذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن استئناف القتال على نطاق واسع في اليمن قد تكون له تداعيات تمتد عبر البحر الأحمر وخليج عدن والقرن الأفريقي. ودعا جميع الأطراف في اليمن، بما في ذلك الجهات الخارجية، إلى إدراك أن «الإجراءات الأحادية لن تفتح طريقاً نحو السلام، بل ستعمّق الانقسامات، وترفع خطر التصعيد الأوسع، وتؤدي إلى مزيد من التفكك». وقال يوم الأربعاء: «يجب الحفاظ على سيادة اليمن ووحدة أراضيه»، مضيفاً أن ما يقرب من خمسة ملايين يمني أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب حرب أهلية طويلة بين الحوثيين في الشمال والقوى المتشظية الآن بشدة في الجنوب. وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن، خلال محادثات جرت في مدينة عدن يوم الجمعة الماضي، أنه لن يمتثل لمطلب سعودي بسحب قواته، التي دخلت حضرموت لأول مرة قبل أسبوعين، ثم انتقلت إلى المحافظة المجاورة المهرة المحاذية لسلطنة عُمان. كما شدد قبضته بإرسال قوات إلى محافظة ثالثة هي أبين. ورأت “الغارديان” أن تقدم المجلس الانتقالي كان مفاجئا وغير متوقعا وقد أصاب الرياض بالذهول، إذ كانت السعودية حتى وقت قريب اللاعب المهيمن في اليمن. وأشارت الصحيفة إلى تأييد “المملكة المتحدة، إلى جانب معظم المجتمع الدولي، الإبقاء على اليمن دولة واحدة، غير أن ذلك يتطلب توصل (أنصار الله) ، الذين يهيمنون على الشمال، إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع الجنوب ضمن حكومة اتحادية. ويقترح المجلس الانتقالي أن دولة جنوبية مستقلة يمكن أن تصبح سداً في وجه التطرف، يحمي ممرات الشحن في البحر الأحمر من ما وصفته الصحيفة بـ”إرهاب الحوثيين”، وتنظيم القاعدة. غير أن معضلة المجلس تكمن في أن ليس كل القوى الجنوبية ترغب في تقسيم اليمن، وسيكون عليه اختبار قدرته على تشكيل حكومة متماسكة. ونقلت “الغارديان” عن فارع المسلماني، الباحث في برنامج الشرق الأوسط بمركز تشاتام هاوس البحثي قوله: “حتى الآن حاولت “السعودية” انتهاج الصبر الاستراتيجي، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيستمر. وهذا لا يعني بالضرورة أنها ستدخل في حرب مباشرة مع الإمارات في اليمن. لكن اليمن بلد فقير، فيه عدد كبير جداً من المقاتلين الشباب وعدد كبير جداً من الوكلاء. كلا الطرفين يضع كل أوراقه على الطاولة. وبينما أن كثيراً مما حدث ليس مفاجئاً لمراقبي اليمن، فإن الصورة العامة مهينة للغاية بالنسبة “للسعودية”. فكل هذا يجري على حدودها هي، لا على حدود الإمارات». ومع السيطرة على المحافظتين، يستطيع المجلس الانتقالي الادعاء بأنه بات يسيطر على كامل الأراضي التي كانت تشكل دولة اليمن الجنوبي السابقة. وتمتد حضرموت على 36% من مساحة اليمن، وتضم أكبر احتياطات النفط في البلاد، وتشمل موانئ رئيسية مثل المكلا والشحر ومحطة تصدير النفط في الضبة. وقالت قيادة حزب الإصلاح، أكبر الأحزاب السياسية في اليمن والمعارض لانفصال الجنوب، لصحيفة «الغارديان» إنها تعتقد أن الدعوات الصادرة من داخل حضرموت لمطالبة المجلس الانتقالي بالانسحاب قد تصبح قريباً جارفة. وخلال زيارة إلى لندن، قال الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح، عبدالرزاق الهجري: «نأمل أن يُحل هذا الأمر سلمياً، لكن ما حدث في حضرموت تطور خطير ويؤثر سلباً على مؤسسات الدولة الشرعية. قوات غير نظامية لا تخضع لسيطرة الدولة غزت محافظات مستقرة وآمنة، وأدخلت كل شيء في حالة من الفوضى». وأضاف أن حضرموت لها تاريخ طويل من الاستقلالية، وأن جميع القيادات السياسية والقبلية الكبرى في المحافظة تريد من المجلس الانتقالي أن يغادر. كما أضاف أن تقارير واسعة الانتشار تتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات المجلس الانتقالي، بما في ذلك الاستيلاء على الممتلكات وعمليات اعتقال جماعية. وقال: «السعودية مصممة على أن تغادر هذه القوات وتعود إلى مناطقها. “الحكومة الشرعية” تتعرض للتفكك، والمستفيد الوحيد من هذه الانقسامات المتفاقمة سيكون الحوثيون (أنصار الله)”.