منظمة| اضطهاد “السعودية” عابر للحدود: قضية المدافع عن حقوق الإنسان الخالدي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 320
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يواجه المدافع السعودي عن حقوق الإنسان والناشط السياسي عبد الرحمن الخالدي، المحتجز في بلغاريا منذ عام 2021، أمر ترحيل قسري إلى “السعودية”، مما يعرضه لخطر التعذيب والمحاكمة الجائرة وعقوبة الإعدام. ووفقا لتقرير صادر عن منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين  تعكس قضية الخالدي حملة أوسع من القمع العابر للحدود الوطنية التي تشنها أنظمة الخليج سعيًا لإسكات المعارضة السلمية والحفاظ على السيطرة على الروايات خارج حدودها. في أكتوبر/تشرين الأول 2021، عبَر الخالدي الحدود بين تركيا وبلغاريا سيرًا على الأقدام وطلب اللجوء لدى وصوله إلى بلغاريا. جاء قراره بالفرار من تركيا بعد حملة مكثفة ضد النشطاء السعوديين هناك، وأبرزها مقتل زميله جمال خاشقجي. وبدلًا من الموافقة على طلب اللجوء، اعتقلته السلطات البلغارية بعد يومين. وخلال استجوابه، أفاد الخالدي أنه رأى ممثلًا سعوديًا يراقب الإجراءات إلى جانب مسؤولين بلغاريين. يُثير هذا مخاوف جدية بشأن امتداد القمع السعودي عبر الحدود الوطنية، والضغط الدبلوماسي المُمارس على دول أخرى، مثل بلغاريا، على حساب حقوق طالبي اللجوء والإجراءات القانونية الواجبة. ومنذ ذلك الحين، لا يزال الخالدي رهن الاحتجاز التعسفي رغم إصدار محكمة إدارية قرارًا غير قابل للاستئناف في مارس/آذار 2025 يطالب بالإفراج عنه. وبدلًا من الامتثال لهذا القرار، أصدرت وكالة الأمن القومي البلغارية “قرارات مضادة” للالتفاف على أمر الإفراج والموافقة على ترحيله القسري، واصفةً الخالدي بأنه تهديد؛ وهو ما يبدو متوافقًا مع ما يُسمى بتصنيف “الأمن القومي” السعودي الذي يُصنف الخالدي بأنه تهديد “للسعودية”. وفي انتظار ترحيله، نقلته السلطات إلى مركز ترحيل، حيث يعاني حتى اليوم من ظروف معيشية سيئة، وإيذاء جسدي، ورعاية طبية غير كافية. وهذه ليست حالة معزولة، بل هي استراتيجية تسمح للنظام السعودي بتوسيع سيطرته القمعية على المعارضين الذين فروا من “السعودية” بسبب التهديدات والمخاوف الأمنية. ووفقًا لدراسة حديثة أجراها البرلمان الأوروبي، فإن إحدى الأساليب الرئيسية للقمع العابر للحدود الوطنية هو استمالة دول أخرى، حيث تتلاعب الأنظمة الاستبدادية بالسلطات والمؤسسات الأجنبية للتحرك ضد الأفراد المستهدفين. ويشمل ذلك إساءة استخدام الآليات الدولية، مثل نظام الإشعارات الحمراء للإنتربول، لتسهيل احتجاز وترحيل النشطاء. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى استخدام جميع الأنظمة في الخليج، مجموعة من تدابير الأمن القومي وقوانين الجرائم الإلكترونية بشكل روتيني لتجريم النقد السلمي للحكومة. ثم يُدرج الأفراد المستهدفون على قوائم مراقبة الإرهاب الدولية، ويُحتجزون لاحقًا دون مراعاة للإجراءات القانونية الواجبة، كما في حالة الخالدي. في الوقت نفسه، أتاح الحضور المتنامي للإنتربول في الشرق الأوسط وتعاونه المعمق مع مجلس وزراء الداخلية العرب تبادلًا واسع النطاق للبيانات بين المنظمتين، مما أثار مخاوف جدية بشأن الشفافية وخطر الاعتقالات بدوافع سياسية، لا سيما في ظل انتشار انتهاكات حقوق الإنسان في الخليج المتعلقة بحرية التعبير. يُسلّط هذا الضوء على كيفية تحويل الآليات الدولية المُخصصة للأمن إلى أدوات قمع من قِبل “دول الخليج”، واستغلالها لإضفاء الشرعية على الحملات العابرة للحدود الوطنية التي تُمكّن من اضطهاد النشطاء الإلكترونيين عبر الحدود. وعلى حدّ تعبير الخالدي نفسه، “لم تعد الحالات الفردية تفسيرًا معقولًا، بل نمطًا مؤسسيًا يتطلب المراجعة”. يُشكّل احتجاز الخالدي وترحيله القسري انتهاكًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك المادة 3 من اتفاقية مناهضة التعذيب، التي تُكرّس مبدأ عدم الإعادة القسرية، وتحظر إعادة الأفراد إلى بلدان قد يواجهون فيها خطر التعذيب والاضطهاد. تُجسّد قضيته كيف يعمل القمع العابر للحدود الوطنية في المملكة العربية السعودية من خلال استراتيجيات مُستهدفة والتلاعب بالأنظمة الدولية، مما يُهدد سلامة النشطاء الأفراد ويُقوّض حماية اللجوء التي يسعون إليها في الخارج. في ضوء هذه الانتهاكات، حثّت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين السلطات على وقف ترحيل الخالدي فورًا، والامتثال لأحكام المحاكم المحلية، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. علاوة على ذلك، دعت منظمة ADHRB الإنتربول إلى تعزيز ضماناته ضد الاستغلال السياسي للأطر الأمنية، وضمان عدم احتجاز النشطاء الذين يلتمسون الحماية ظلمًا من خلال التواطؤ الدولي. في وقت سابق، أصدرت 21  منظمة دولية وإقليمية، من بينها المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومنظمة القسط لحقوق الإنسان، وغيرهم من المنظمات المحلية والدولية، بيانًا مشتركًا دعت فيه السلطات البلغارية إلى وقف ترحيل المدافع السعودي عن حقوق الإنسان عبدالرحمن البكر الخالدي والإفراج الفوري عنه، بعد أكثر من أربع سنوات من الاحتجاز التعسفي في مركز احتجاز في العاصمة البلغارية صوفيا. وأكدت المنظمات أن ترحيل الخالدي إلى السعودية سيُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولمبدأ عدم الإعادة القسرية، نظرًا لما يواجهه من خطر حقيقي بالتعرض للتعذيب والمحاكمة الجائرة وربما لعقوبة الإعدام بسبب نشاطه السلمي في الدفاع عن حقوق الإنسان. دعا البيان كذلك مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى القيام بخطوات عملية تشمل: مراجعة الدعم المالي الأوروبي المقدم لمراكز الاحتجاز البلغارية وتقييم مدى توافقها مع ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي. تنظيم جلسة عاجلة في البرلمان الأوروبي لمناقشة القضية وإرسال بعثة تقصي حقائق إلى مركز احتجاز بوسمانتسي. إدراج القضية على جدول أعمال مجلس الاتحاد الأوروبي المعني بالحقوق الأساسية وحرية تنقل الأشخاص.