ابن سلمان في واشنطن..الكلمة “للمال”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 333
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كما كان متوقعا، رافقت زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقاءه محمد بن سلمان حملة من التطبيل الإعلامي الرسمي السعودي تحت مزاعم أنها ستكون كفيلة بتغيير ورسم مستقبل الشرق الأوسط. لم يكن مستغربا هذا النوع من التهريج الإعلامي، أولا لأنها ليست المرة الأولى التي يجتمع بها ترامب بإبن سلمان، وثانيا، لأن كلا الطرفين يدركان تماما ما يريده كل شخص من الآخر. فما بين ابن سلمان الساعي إلى ضمان وصوله كرسي الحكم خلفا لأبيه سلمان وزيارته التي أتت بعد فترة “نضج” مزعومة، أعاد فيها دراسة سياساته وانتقل من حالة الغضب غير المدروس إلى براغماتية إدارة الصورة الخارجية مع ثبات في القمع الممارس داخليا، مع خلق بعض المساحات فيه والتي تساهم في تحسين الصورة أمام الرأي العام الخارجي، هذا من جهة. أما ترامب، صاحب الصفقات، يدرك تماما أن ابن سلمان هو أحد أكثر الأبواب ضمانا لعدم الانقلاب لتمويل مشاريعه السياسية والاقتصادية في الداخل الأميركي، كأن يروج نفسه كواحد من رؤساء البيت الأبيض المهتم بجلب الاستثمارات الخارجية إلى البلاد وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية. وعلى وقع ما تقدم، شارك العديد من الكتاب وأصحاب الرأي موقفهم من تصريحات ترامب وضيفه السعودي: قال الدكتور فؤاد إبراهيم، عضو الهيئة القيادية في “لقاء” المعارضة بالجزيرة العربية، على حسابه في منصة “إكس” “اذا أردت معرفة سر الاستقبال الاستثنائي لابن سلمان في البيت الابيض عليك معرفة حجم التدفق المالي الذي تحدث عنه ترمب حتى انه تفاجأ برفع حجم المال المستثمر في الاقتصاد الامريكي من 600 مليار دولار الى تريليون….أما حقوق الانسان، والاصلاح السياسي والديمقراطية ووقف الاعدامات ووو فهي موضوعات لم يتثقف ترمب عليها وليست واردة في جدول أعماله” وأضاف “ترمب توّج ابن سلمان ملكًا وهذا ماكان يريده..قال حرفيًا “Future King” وكان متعمدًا في ذلك ليوحي لكل من يهمه الأمر ان القرار صدر وان مبس هو الملك الذي عيًناه.. وهذا ليس تفصيلًا عابرًا بل هو ما سعى اليه فهد وعبد الله وحتى سلمان في بداية عهده وتحديدا في سبتمبر 2015.. هؤلاء كانوا يتطلعون الى دعم أبنائهم من البيت الابيض لوراثة العرش”. وعن حادثة قتل الصحافي جمال خاشقجي رأى إبراهيم أن “في كلام ترمب عن خاشقجي ودفاعه عن قاتله هناك احتمالات: – إما أن ذاكرته مضروبة فصار يتحدث عن خاشقجي بطريقة عجيبة – وإما أنه كان يخلط بين جمال خاشقجي وعدنان خاشقجي خصوصا حين قال بأنه شخصية خلافية وان هناك أناسا تحبه وأناسا تكرهه وان مبس لا يعرف عنه شيء – وإما انه دخل في نوبة انكار حتى بات يتعامل مع قضية خاشقجي وكأنها مجرد حادثة عادية ولاتستحق الاهتمام.. أيا يكن الاحتمال الصحيح، فما قام به ترمب هو توهين لقيم العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان”. وأكد القيادي المعارض للنظام السعودي أنه “فقط في مملكة الافلاس يصطحب رئيس الوفد شخصًا من خارج البلد لمجرد أنه مشهور وكأنه يقر بالافلاس الرمزي، أي أنه يضطر للاستعانة بمشاهير للتعويض عن عقد النقص” وشدّد أن “زيارة ابن سلمان للبيت الابيض تقاس بالمال فحسب..وكل موقف أو صفقة أو اتفاق يخضع لمعايير “مالية”..وهناك شخص وضع يده على المال العام من دون أن يتعب في جمعه وهو على استعداد لتبديده من أجل ان يحصل على دعم امريكا ليكون ملكًا من دون منازع من عائلته” من جهته، لفت عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله حزام الأسد إلى أنه “لو كانت هذه الترليونات صفقاتٍ تجاريةً وعسكريةً حقيقية، لاشترت بها الرياض مصانع الأسلحة نفسها وأصول الشركات التي لا يساوي أكبرها ربع تلك المبالغ. لكنها في الحقيقة جزيةُ حمايةٍ وإثباتُ ولاءٍ وتبعية… لا أكثر. بدوره، استهزأ  الباحث أسعد أبو خليل من تصريحات ترامب بالقول “عندما يكون ترامب مع نتانياهو يقول: رفعنا العقوبات عن سوريا بناء على طلب من إسرائيل. وعندما يكون مع أردوغان يقول: رفعنا العقوبات بطلب من تركيا.” الدكتورة حصة بنت محمد الماضي علّقت على وجود كرستيانو رونالدو في العشاء الذي أقيم في البيت الأبيض بالقول أن ” اصطحاب محمد بن سلمان للاعب اجنبي في زيارة رسمية يدل على مدى حماقته” رئيس حزب التجمع الوطني عبدالله العودة أشار إلى إلغاء “لقاء محمد بن سلمان الجماعي في مجلس الشيوخ بالكونغرس (السينت)!  لكنه سيقابل بسكل منفرد بعض الأعضاء وسيقابل مجلس النواب! السبب حسب التقارير: حساسيته الشديدة من الكونغرس وحساباته الإعلامية والسياسية!” وعن سؤال ابن سلمان حول قضية مقتل خاشقجي رأى العودة أن “أهم نقاش حصل في البيت الأبيض اليوم.. دماء الصحفيين.. اضطر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يتحدث عنه.. في وقت ظن أن قصة خاشقجي وتركي الجاسر وآخرين خلف ظهره الدموي”