خطة لتحويل صواريخ “ثاد” من “السعودية” إلى كيان الاحتلال

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 761
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كشف تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تفاصيل مقلقة حول مساعٍ أمريكية محمومة لدعم كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الأيام الاثني عشر التي اندلعت في يونيو الماضي مع إيران. ويسلط التقرير الضوء على نقص حاد في مخزونات الصواريخ الاعتراضية الأمريكية والإسرائيلية، مما دفع البنتاغون إلى دراسة خطة غير مسبوقة لتحويل صواريخ “ثاد” التي سبق أن زودت بها “السعودية”، إلى الكيان المحتل. حرب “الأيام الاثني عشر” تكشف ضعف الدفاعات وفقاً للتقرير، تمتلك الولايات المتحدة سبعة أنظمة دفاع صاروخي متطورة من طراز “ثاد” (الدفاع الطرفي للمناطق المرتفعة). وخلال حرب يونيو، نُشر نظامان من هذه الأنظمة في كيان الاحتلال، وهو عدد لم يكن كافياً لمواجهة وابل الصواريخ الباليستية الإيرانية. وبحسب مسؤولين أمريكيين، أُطلقت أكثر من 150 صاروخاً اعتراضياً، وهو ما يمثل ربع إجمالي الصواريخ الاعتراضية التي اشتراها البنتاغون على الإطلاق. هذا الاستهلاك “الجنوني” للصواريخ كشف عن فجوة مقلقة في الإمدادات الأمريكية، وأشار إلى قصور في الأداء التشغيلي لبعض الصواريخ الاعتراضية. خطة تحويل صواريخ “ثاد” السعودية: مناقشات حساسة في خضم هذا الاستنزاف غير المتوقع، درس البنتاغون “في مرحلة ما” خطة لتحويل الصواريخ الاعتراضية التي اشترتها “السعودية” إلى الأنظمة المنشورة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما ذكرته الصحيفة الأميركية. هذه المناقشات، وفقاً للتقرير، كانت “حساسة” للغاية، حيث تُعتبر المدن السعودية ومنشآتها النفطية معرضة للخطر خلال أي صراع إقليمي. كما تثير هذه التفاصيل تساؤلات جدية حول مدى استقلالية القرار السعودي في ظل التبعية للسياسات الأمريكية، خاصة وأنها تعكس استعداد واشنطن لتجريد حلفائها من دفاعاتهم من أجل دعم كيان الاحتلال. لم يقتصر الأمر على صواريخ “ثاد”؛ فقد استخدمت الولايات المتحدة أيضاً أعداداً كبيرة من الصواريخ الاعتراضية المحمولة على متن السفن، وسرعان ما استنفد كيان الاحتلال مخزوناته من هذه الصواريخ لصالح أنظمته الخاصة. وعلى الرغم من المساعدات الأمريكية الضخمة، نجحت عشرات الصواريخ الإيرانية في اختراق الأجواء، مما يؤكد على فاعلية القدرات الإيرانية رغم كل هذه الأنظمة الدفاعية المتطورة. واقع الدفاعات الصاروخية الأمريكية: أزمة وشيكة يتفق المخططون في البنتاغون على أن الدفاعات الصاروخية الأمريكية الحالية، المصممة لحماية القوات والأصول الأمريكية من الهجمات المستهدفة من قبل قوى كبرى مثل روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية، غير كافية لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصواريخ الباليستية الرخيصة والكبيرة التي أصبحت السلاح الجوي المفضل. ويسلط التقرير الضوء على الصراعات الأخيرة التي أظهرت هذه الحاجة الملحة، من معارك البحرية الأمريكية مع الحوثيين في اليمن، إلى القصف الروسي المتكرر لأوكرانيا بالصواريخ والطائرات المسيرة، والاستثمارات الصينية الضخمة في تطوير الصواريخ. يقول توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “لقد استيقظنا أخيراً على الحاجة إلى شراء كميات هائلة من الذخائر الدفاعية”. وتكلفة هذا النقص باهظة، حيث يبلغ سعر كل صاروخ اعتراضي من طراز “ثاد” حوالي 13 مليون دولار. ومن المرجح أن يستغرق تجديد الصواريخ الاعتراضية التي أطلقت خلال حرب “الأيام الاثني عشر” أكثر من عام، ويتكلف ما بين 1.5 مليار دولار و2 مليار دولار. الكشف عن خطة تحويل صواريخ “ثاد” السعودية إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي يمثل خير دليل على مدى استعداد أميركا التخلي عن فقاعة ووهم “الحلفاء” لصالح الحليف الأكبر “إسرائيل”. وهو يعبّر عن مستوى التنسيق الأمني بين واشنطن وتل أبيب، والذي يبدو أنه يأتي على حساب أمن حلفائها الآخرين في المنطقة. هذه الخطوة، إن تمت، لن تضعف القدرات الدفاعية للسعودية فحسب، بل ستعمّق أيضاً القناعة حول خطورة الدور الأمريكي في المنطقة، وتعزّز الرواية بأن واشنطن مستعدة للتضحية بأمن الدول العربية لضمان تفوق كيان الاحتلال. وخلال العام الماضي كانت شركة صناعة الأسلحة الأمريكية لوكهيد مارتن (LMT.N)قد أعلنت عن عقدها اتفاقيات لشركات سعودية لتصنيع أجزاء من نظام الدفاع الصاروخي الخاص بها، لإنتاج أجزاء من نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية محليًا. صحيفة وول ستريت جورنال كانت قد نقلت منذ بدء العدوان على غزة -فترة ما قبل الاجتياح البري- عن مسؤُولين عسكريين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي يسعى حاليًا لنشر ما لا يقل عن 12 نظامًا للدفاع الجوي في عدة بلدان في الشرق الأوسط منها السعودية. ووفقًا لما نشرته الصحيفة حينها أنّ “بطارية من منظومة ثاد THAAD الدفاعية المُخصصة للاستخدام ضد الصواريخ البالستية على الارتفاعات الشاهقة في طريقها حاليًا إلى المملكة العربية السعودية، بينما ما لا يقل عن 11 نظام دفاع جوي من طراز إم آي إم-104 باتريوت سيتم نشرها في مواقع في الكويت والأردن والعراق والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.”