الرئيس السابق للفيفا: ضاعت كرة القدم باستحواذ الأموال السعودية عليها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 403
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وجّه سيب بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، انتقادات لاذعة للاتحاد الحالي، معربًا عن قلقه العميق إزاء تزايد نفوذ “السعودية” في عالم كرة القدم، وعدم وجود أي معارضة من الفيفا لهذه الاستثمارات الهائلة. يأتي هذا في ظل فوز السعودية باستضافة كأس العالم للرجال 2034 دون أي منافسة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول شفافية وحوكمة اللعبة. نفوذ سعودي متزايد واستحواذ على الأندية تؤكد تصريحات بلاتر أن السعودية “خسرت” كرة القدم، مشيرًا إلى أن الفيفا لم يُبدِ أي اعتراض على هذا النفوذ. وتتجلى هذه الهيمنة في عدة محاور أشار إليها بلاتر في تصريحاته. من استضافة كأس العالم 2034: فازت السعودية بحق استضافة البطولة دون معارضة، مما يُعد مؤشرًا واضحًا على حجم نفوذها. إلى جانب ملكية الأندية، حيث يسيطر صندوق الاستثمارات العامة السعودي على أربعة أندية كبرى في الدوري السعودي للمحترفين (الأهلي، الهلال، الاتحاد، النصر)، بالإضافة إلى امتلاكه حصة 85% في نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي. إلى ذلك تعقد “السعودية” شراكات تجارية ضخمة تثير ريبة المراقبين: من أبرز مظاهر هذا النفوذ صفقة البث التلفزيوني لكأس العالم للأندية الموسعة بقيمة مليار دولار مع DAZN، والتي باتت مملوكة جزئيًا لشركة SURJ، الذراع الرياضية لصندوق الاستثمارات العامة. كما تشمل هذه الشراكات ترويج علامات تجارية سعودية كبرى مثل أرامكو، وطيران الرياض، وزيارة السعودية. مخاوف بلاتر بشأن إدارة الفيفا وصحة اللاعبين أعرب بلاتر عن مخاوفه الجدية بشأن إدارة الفيفا الحالية، خاصة تحت قيادة جياني إنفانتينو، مسلطًا الضوء على عدة قضايا، منها جدولة المباريات المكثفة: وصف بلاتر العدد الهائل من البطولات والمباريات، مثل كأس العالم للأندية الموسعة التي تضم 32 فريقًا، بأنه “غير صحي”. وأشار إلى أن اللاعبين والأندية يعانون من الإرهاق بسبب عدم وجود راحة كافية. كما سلّط في تصريحاته، خلال مقابلةٍ مع قناة NTV الألمانية، الضوء على نقطة لافتة تتعلق بالحرارة الشديدة، حيث انتقد بلاتر إقامة المباريات في ظل درجات حرارة مرتفعة، واصفًا ذلك بأنه “غير صحي وغير لائق”. إلى جانب انتقاده إنفانتينو على غياب المساءلة والالتزام بالمواعيد خلال الفعاليات الرسمية، مما يشير إلى وجود خلل في الحوكمة الداخلية للفيفا. إلى ذلك، يصف مراقبون النشاط السعودي في مجال الرياضة سيما هذه الاستثمارات الضخمة، على أنها ليست سوى ستار دخاني لأهداف أبعد. يسعى النظام السعودي، شأنه شأن الأنظمة الخليجية الأخرى، إلى استغلال الرياضة لإضفاء “الجمال” و”التألق” و”اللطف” على صورته الدولية. إنها محاولة مكشوفة لشراء الاعتراف الدولي وتلميع سمعة النظام بعيداً عن ملفاته الحقوقية الكارثية وقمع المعارضين. وذكرت صيحفة ips في مقال لها نُشر هذا الشهر، أن “النظام السعودي” يسعى لتقديم نفسه كمنظم محترف و”بارع” للأحداث الرياضية الكبرى ومركز للابتكار التكنولوجي. فالبلاد تستغل الرياضة للترويج لنفسها كدولة رائدة في التطور التكنولوجي، خصوصاً في قطاع الطاقة. وقد أبرمت شركة أرامكو النفطية الحكومية اتفاقيات طويلة الأجل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وفورمولا 1، وفورمولا إي. وبصفتها منتجاً رئيسياً للنفط، يحاول “النظام السعودي” من خلال هذه الشراكات تجميل صورته كـ “بطل صديق للبيئة” ملتزم بتطوير وقود خالٍ من الانبعاثات والتنقل الكهربائي، في تناقض فاضح مع اعتماده الكلي على النفط، الذي لا يزال يشكّل أكثر من 60% من دخله، وتجاهل الآثار البيئية الكارثية لصناعة النفط. وتشير الصحيفة إلى أن “النظام” يحاول الظهور كدولة مضيفة ممتازة وعضو جدير بالثقة في المجتمع الدولي، مستغلاً دبلوماسية الرياضة لتصحيح صورته المشوهة، وتغطية ملفات حقوق الإنسان الشائكة، ومحاولة إضفاء شرعية على حكمه الاستبدادي. ولكن وبينما يسيطر “النظام السعودي” على أجزاء واسعة من الرياضة خارج الملعب، إلا أنه يظل لاعباً ثانوياً على أرض الملعب، وهذا ما يحاول تغييره بشتى السبل، وفق ما تلفت إليه الصحيفة. ففوز نادي الهلال السعودي بنتيجة 4-3 على مانشستر سيتي المدجج بالنجوم في ربع نهائي كأس العالم للأندية لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل كان رسالة بأن كرة القدم السعودية أصبحت تنافسية دولياً، ولو ظاهرياً. تُظهر مقاطع الفيديو لرئيس نادي الهلال، فهد بن نافل، وهو يبكي فرحاً ويحتفل مع الجماهير، مدى تعطش النظام للنجاح في الملعب، ومدى قوة الضغط لتبرير الاستثمارات المالية الهائلة بالانتصارات الوهمية.