شعب عدن في مواجهة تمادي الاحتلال السعودي الإماراتي
تستمر المظاهرات في عدن من جراء تفاقم أزمات حرمان المواطنين، تحت قيادة الحكومة المدعومة سعوديا- إماراتيّا، من أبسط حقوق الكهرباء والمياه التي امتدت لتهدد صحة وحياة الكثيرين. مظاهرات عمّن مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة ما يُسمى بالحكومة الانتقالية التي أتت بها “السعودية” والإمارات، بسبب تردي الاوضاع الإقتصادية وتفاقم حدّة الحرمان، حيث يشتكي سكان بعض المناطق من حرمانهن من الكهرباء منذ عشر سنوات. لعلّ انقطاع الكهرباء له الصدى الأبرز بسبب تدايعاته القاسية منها توقّف بعض الوظائف الخاصة وتلك التابعة للدولة، الى جانب انعاكسه على الوضع الصحي للكثير من المرضى نتيجة تأثيره على الخدمات الصحية المشافي وغيرها. تعليقاً على الظروف الراهنة، قال محافظ عدن طارق سلام أن “الوضع المعيشي للمواطنين في عدن والمحافظات المحتلة وصل إلى مستويات خطيرة نتيجة سياسات الاحتلال التدميرية”، منوّهاً إلى أن “ما يقوم به الاحتلال السعودي الإماراتي من تجويع للمواطن يعكس الأهداف الخفية التي حاول المحتل تغييبها عن أبناء عدن”. كما لفت إلى أن حالة الغضب والاحتجاج السلمي للمواطنين يعكس الرغبة الشعبية الجامعة في طرد المحتل وأدواته العابثة بمقدرات الوطن وثرواته. وتعقيبا على ما بادرت اليه عناصر الدولة في التصدّي للتزاهرات، قال سلام: “ما تقوم به مليشيات الاحتلال من اعتداءات وقمع للمظاهرات السلمية لن يوقف الغضب الشعبي المتعاظم ضد المحتل وأدواته”. ووفق وستئل إعلام محلية، فق قامت قوات الانتقالي بإطلاق النار على متظاهرين في نقطة الحمراء بين مديرتي خور مكسر والمعلا، وأصابت شاب معاق على كرسي متحرك. وقامت عناصر الانتقالي بتفريق المظاهرة التي كانت متوجهه إلى مكتب المحافظ، فيما انتشرت بالتزامن مع ذلك، ذات الفصائل في مديرتي البريقة والمنصورة، قبيل انطلاق احتجاجات شعبية فيها. التظاهرات التي انطلقت تحت شعار “ثورة الجياع” لم تقف عند حدود المطالبة بتحسين وضع العملة وتوفير أبسط الحقوق من كهرباء ومياه، بل تعدتها للمطالبة بأمور سياسية، حيث طالب المحتجّون بالإفراج عن كل المخفيين قسراً والمختطفين من منازلهم في مديريات المنصورة والبريقة وخور مكسر، وكل الذين غيبوا خلف القضبان. ودعت النقابات في عدن للعصيان المدني يوم الاثنين المقبل في ٢٤ شباط، رفضا لسياسة التجويع والإفقار التي تعتمد حكومة الانتقالي ومن خلفها تطبيقها. اتحاد نقابات الجنوب دعا لمشاركة مليونية في العصيان؛ على ان تتبعها “مرحلة تصعيد غير مسبوقة سيشهدها الجنوب اليمني”. وأوضح رئيس اتحاد النقابات سامي خيرات خلفية الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الاتحاد: “نحن نسعى للقاء مباشر مع مكتب التحالف لشرح الأوضاع الصعبة التي يمر بها العمال والمعلمون نتيجة تدهور العملة المحلية والارتفاع الكبير في الأسعار، مما أدى إلى تدهور الأحوال المعيشية وتدني مستوى الرواتب”. وتحسّباً من الاحتجاجات، شهدت محافظة لحج انتشارا مكثّفاً لمسلّحي “الحكومة الانتقالية”، التي تسعى من خلال هذا التحرك إلى منع أي مظاهرات محتملة ضد سياساته والأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تشهدها المنطقة. وكانت محافظة لحج قد شهدت مظاهرات عديدة تنديدا بتردّي الخدمات والانقطاع شبه الكلّي للتيار الكهربائي. وفي انعكاس لشكل من أشكال المعاناة التي يتكبّدها المواطنون اليمنيون تحت حكم الإنتقالي، سلّط ناشط حقوقي الضوء على تفاقم معاناة المواطنين في عدن جراء استمرار أزمة انعدام الغاز المنزلي، مشيرًا إلى أن العائلات باتت تمضي ساعات طويلة في البحث عن أسطوانة غاز بأسعار مرتفعة، في حين يلجأ البعض إلى بدائل خطرة أو مكلفة لتلبية احتياجاتهم اليومية. وأكد الصحفي وديد ملطوف أن هذه الأزمة ليست مجرد نقص في مادة أساسية، بل تعكس تدهور الأوضاع الاقتصادية وغياب الحلول الفعالة. ودعا إلى إيجاد حلول عاجلة لإنهاء هذه الأزمة التي وصفها بالخانقة، مؤكدًا أن استمرارها يفاقم معاناة السكان ويزيد من الأعباء المعيشية التي يواجهونها يوميًا.