منطلق المفاضلة بين غزة و”السعودية” في الحسابات الإسرائيلية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 80
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كشفت صحيفة “معاريف” العبرية أن كيان الاحتلال الإسرائيلي وجهت رسالة واضحة إلى “السعودية” بشأن تطبيع العلاقات بين البلدين، مؤكدة أن موقف الاحتلال الرافض للدولة الفلسطينية ثابت، وأن التطبيع سيأتي في مرحلة لاحقة بعد تحقيق أهدافه الاستراتيجية. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عرض مساء الأحد أولويات إسرائيل خلال اجتماع مع وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين، وهي “منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وتحرير جميع الرهائن، والقضاء على حماس في غزة، وبعد ذلك اتفاق مع السعودية”. وأضافت الصحيفة أن الاجتماع الذي عُقد بهدف التعبير عن الدعم للاحتلال، حضره عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، من بينهم ليندسي غراهام، وشيلدون وايتستون، وريتشارد بلومنتال، وجوني إرنست، ودان ساليفان.. بالإضافة إلى نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتيغوس. وأوضحت الصحيفة أن كاتس شدد خلال الاجتماع على أن “إسرائيل لن توافق أبدا على إقامة دولة فلسطينية تهدد وجودها”، مضيفا أن “خطة ترامب بشأن غزة هي الخطة الوحيدة التي يمكن أن تضمن الأمن لسكان الجنوب ولدولة إسرائيل، خاصة بعد الدروس المستفادة من أحداث 7 أكتوبر”. ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات الوزير الإسرائيلي تأتي في وقت تؤكد فيه السعودية رسميا رفضها تهجير سكان غزة، مشددة على أنها لن تُقيم علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية. وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى تصريحات العميد السابق في جيش الاحتلال أودي ديكل الذي تحدث في إذاعة “103FM” في وقت سابق من هذا الشهر، قائلا إن “ترامب دخل البيت الأبيض وهو يصرح بأنه سيغير جميع قواعد اللعبة العالمية. ولكن في الموضوع الإيراني، هو يرغب في العودة إلى الاتفاق النووي – مع تحسينات – الذي يبعد إيران عن القنبلة النووية. في الوقت نفسه، هو يروج لصفقة بقيمة تريليون دولار مع السعودية تهدف إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط”. وأضاف ديكل أن “السعوديين من جانبهم مستعدون الآن للتقدم في موضوع التطبيع مع إسرائيل، سواء لوقف إيران أو لجعلها معزولة في المنطقة، خاصة بالنظر إلى أن قدرة إيران على إلحاق الضرر قد ضعفت نتيجة الحرب الأخيرة”. وتابع بالقول: “أنا لا أزعم فهم تحركات نتنياهو، ولكن إذا كان لا بد من تحليل هذا القرار، فيبدو أن الخطة تتوسع بما يتجاوز صفقة الرهائن. المرحلة التالية يجب أن تقود إلى وقف القتال في غزة وإيجاد حل سياسي – وهو موضوع تجنبته إسرائيل حتى الآن”. وشدّد ديكل على أن “هذا يرتبط مباشرة باتفاق التطبيع مع السعودية، لأنه لا يمكن التقدم في التطبيع طالما استمر القتال، وطالما لم يتضح ما سيكون عليه الحل الدائم في قطاع غزة”. وخلصت الصحيفة العبرية إلى أن هذه المواقف المتباينة بين إسرائيل و”السعودية” تثير تساؤلات حول مستقبل جهود التطبيع، وسط إصرار إسرائيلي على رفض إقامة دولة فلسطينية، وتمسك “سعودي” بإقامة تلك الدولة كشرط مسبق لتطبيع العلاقات. من جهته، شدد الباحث الإسرائيلي آيال زيسر على أن “اتفاق سلام مع “السعودية” سيكون إنجازا بالغ الأهمية لإسرائيل، ما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية بشكل كبير”، لكنه شدد على أن هذا الاتفاق لا يمكن أن يكون بديلا عن مواجهة القضايا الجوهرية التي تهدد أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقال زيسر في مقال نشره في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل دخوله البيت الأبيض أن أولويته في الشرق الأوسط هي “دفع اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية”. وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أن هذا الاتفاق “ليس مجرد صفقة قرن، بل صفقة تريليون”، في إشارة إلى الاستثمارات والمشتريات السعودية المحتملة في الولايات المتحدة، خاصة في صناعات الأسلحة والطاقة. ولفت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أيضا سعت لتعزيز هذا الاتفاق، وكان الطرفان على وشك تحقيق اختراق في المحادثات خلال صيف 2023، لكن هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس “عرقل هذه الجهود”. وأكد الباحث الإسرائيلي أن “اتفاقيات أبراهام لم تمنع هجوم حماس، ولم تحل دون توسع القتال في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن، وصولا إلى إيران”، لافتا إلى أن هذه الاتفاقيات “في لحظة الحقيقة لم تكن تساوي أكثر من الورق الذي كُتبت عليه”. وأضاف أن الاتفاقيات الإبراهيمية لم تُسهم كثيرا في حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد أعدائه، مشددا على أن “النصر تحقق بفضل القوة العسكرية وبطولة الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى الدعم الأمريكي”، وليس بسبب تلك الاتفاقيات. وشدد زيسر على أن “الشرق الأوسط الجديد، الخالي من التهديدات، لم يتحقق لا بعد اتفاقيات أوسلو، ولا بعد اتفاقيات أبراهام، ولن يتحقق بعد توقيع اتفاق مع السعودية”، محذرا من أن “الرهان على هذه الاتفاقيات كبديل لمواجهة القضايا الجوهرية، مثل مستقبل الضفة الغربية وغزة، والتهديد الإيراني، هو مجرد وهم”. وأردف قائلا: “يجب على إسرائيل استغلال فرصة الاتفاق مع السعودية، لكن ليس بأي ثمن، خاصة إذا كان ذلك يعني تقديم تنازلات تمس القضايا الأمنية الأساسية”. واختتم الباحث مقاله بالتأكيد على ضرورة “السير في مسارين متوازيين، أحدهما تعزيز السلام مع “السعودية”، والآخر معالجة التحديات الأمنية الوجودية على مختلف الجبهات، بما في ذلك غزة  ولبنان وإيران”، محذرا من أن “أي ربط بين المسارين قد يؤدي إلى نتائج عكسية”.