أم بنغلاديشية تعود إلى أسرتها بعد 13 عاما من العمل القسري في السعودية
نبأ – قضايا انتهاكات حقوق العمال الوافدين في السعودية تكاد لا تعد ولا تحصى، ومع كل قضية جديدة يعود الملف إلى الأضواء مجددا.
وفي قضية اليوم، ماليكا خاتون، أم من قرية نازيربور في دولاتبور أوبازيلا في كوشتيا في بنغلاديش تجتمع بعائلتها بعد 13 عاما من العمل القسري في السعودية.
في التفاصيل،رغادرت ماليكا بنغلاديش عام 2006 للعمل، كعاملة منزلية في جدة على أمل تأمين مستقبل أفضل لأطفالها. إلا أنها تعرضت لظروف عمل شاقة، ولم تحصل في مقابله على أجر تستحقه، بل على أجر أقل بكثير مما وعدت به.
وعندما قررت العودة إلى بلدها، صادر صاحب عملها جواز سفرها ووثائقها، ومنعها من العودة.
عمل أولاد ماليكا، سونيا وسوابان، لسنوات على إعادتها خلال كل تلك السنوات إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل إلى أن تواصلوا مع مركز “براك” لرعاية الهجرة الذي تمكن من لم شمل الأسرة بعد جهود كبيرة حيث تواصل المركز مع سفارة بنغلاديش للضغط من أجل حل هذه القضية، وتمكين ماليكا من التحرر من عملها القسري.
وتتقاعس السلطات السعودية عن حماية العمال الوافدين من الانتهاكات الجسيمة. وفي هذا الإطار أكدت منظمات حقوقية من بينها هيومن رايتس ووتش أن الثغرات الواسعة في إنفاذ القوانين السعودية التي تهدف إلى حماية العمال الوافدين تتطلب اهتماما عاجلا لأنها لا تلبي المعايير الدولية والالتزامات السعودية بموجب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وكان قد تم رفع أكثر من أربعة وثلاثين ألف قضية عمالية في مختلف المناطق السعودية، وفي مقدمتها الرياض التي تضمنت عشرة آلاف وستة مئة قضية وحوالي عشرة آلاف في مكة خلال الربع الأخير من عام 2024 الحالي.
أرقام الشكاوى تكشف حجم المعاناة التي يتعرض لها العمال الوافدون نتيجة تدني الأجور وحرمانهم من حقوقهم، مع العلم أن الرقم الحقيقي للشكاوى قد يساوي الضعف مع الأخذ بعين الإعتبار العمال الذين لم يقدموا شكاوى بسبب الخوف وأسباب متعددة.
وسبق ونشرت صحيفة الغارديان تحقيقًا يوثّق الانتهاكات بالأرقام والتي بلغت وفاة ما معدله أربعة عمال من بنغلاديش كل يوم في السعودية خلال عام 2022، نتيجة لظروف العمل غير الإنسانية.