“السعودية” تعتزم تقليص طموحات نيوم للتفرّغ لتمويل استضافة المونديال

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 233
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بعد يوم واحد من الإقالة المفاجئة للرئيس التنفيذي لمشروع نيوم، المهندس نظمي النصر، وتعيين أيمن المديفر بديلا عنه، كشفت مصادر لوكالة “رويترز” أنه في ظل ارتفاع تكاليف “نيوم”، قلّصت “السعودية” طموحاتها العالية للمشروع العملاق، وذلك لإعطاء الأولوية لاستكمال العناصر الأساسية لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية خلال العقد المقبل، المقرر استضافته عام 2034. وفي حديث أحد المصادر عن تكاليف المشروع، قال أحد المستشارين المطلعين على الأمر: “عندما تم طرح مشروع نيوم لأول مرة كفكرة، كانت التكاليف 500 مليار دولار. ومع ذلك، فإن مشروع ذا لاين وحده كان سيكلف أكثر من تريليون دولار، ولهذا السبب تم تقليصه”. العمل في المشروع يركز الآن فقط على الانتهاء من مسافة 2.4 كلم تشمل الاستاد الذي من المتوقع أن يستضيف المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2034، وبعد ذلك سيتم تقييم الخطط المستقبلية، وفق ما تنقله الوكالة عن أحد المصادر الثلاثة التي لديها معرفة مباشرة بالأمر. وتابع بالإشارة إلى أن “ذا لاين غيرت خططها في شهري سبتمبر وأكتوبر لدمج الاستاد وهو ما أضاف فائدة للمشروع لأنه سيتم استخدامه لكأس العالم”. وقال المصدر نفسه إن من الأولويات الأخرى استكمال مشروع تروجينا، وهو منتجع جبلي مخطط سيستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في عام 2029، مضيفا أن نيوم “تم تقليص حجمها وتقسيمها إلى أجزاء”. وكنا شهدنا في الفترة السابقة تقليصا فعليا لمدينة “ذا لاين”، مع توالي التصريحات والمعلومات التي تتحدثت عن تراجع المساحة التي ستشغلها المدينة الخطية المُفترضة وتراجع عدد سكانها المفترضين، حتى وصل الأمر إلى توصيف “المدينة” على أنها تقرتب من كونها منتعا أكثر منه مكانا للسكن الدائم. المستشار كريس هابلز جراي، المؤلف والاستشاري الذي أجرى أبحاثًا حول جماليات تصميم الخيال العلمي لمجلة The Line في عام 2021، في تصريح لموقع “بيزنس انسايدر”، قال إن المدينة المستقبلية ستكون “منتجعًا لـ 0.01٪ من السكان”. وقال جراي إن مقاطع الفيديو الترويجية لـ”ذا لاين” التي أنتجتها شركة “نيوم” كانت تهدف إلى أن تكون “مغرية” وأظهرت “رؤى مثيرة للدهشة لمستقبل لن يتحقق أبدًا”. وقال المستشار “إنهم ينظرون إلى كل شيء عن كثب الآن، وهو أمر منطقي لأن الجميع في مشاريع مختلفة كانوا يعملون في صوامع وكان هناك الكثير من التداخل”. وأفادت مصادر متعددة في وقت سابق إن قادة المشاريع كانوا يعملون في مواعيد نهائية ضيقة للغاية لإنجاز تطورات ضخمة بحلول الموعد النهائي في عام 2030 مع تأخر العديد من المشاريع عن الجدول الزمني أو مواجهة تأخيرات. وقال مصدران آخران مطلعان على الأمر لوكالة “رويترز” إن رحيل نظمي النصر الرئيس التنفيذي لشركة نيوم لفترة طويلة يرجع جزئيا إلى عدم قدرته على تحقيق أهداف رئيسية. فيما نوّه مصدر آخر مطلع على الأمر للوكالة إن العديد من مسؤولي نيوم المرتبطين بشكل وثيق بالرئيس التنفيذي السابق قد يتركون الشركة قريبًا أيضًا. يذكر أنه ومع حلول سنة 2024، بدأت الرياض بإصدار سندات ديون ضخمة. ففي بداية كانون الثاني/ يناير، باع النظام السعودي سندات بقيمة 12 مليار دولار، وهي أكبر صفقة لها منذ سنة 2017، مما يمثل أكثر من نصف عجز الموازنة البالغ 23 مليار دولار الذي تتوقعه السلطات في سنة 2024 وبناء على ذلك، من المتوقع أن يزداد عجز الميزانية بنسبة 2.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2024، مثلما كان عليه الأمر في سنة 2023، بحسب وكالة فيتش. إلى جانب ذلك، تتوقع الرياض تسجيل عجز سنوي “صغير” حتى سنة 2026، بينما كانت تتوقع قبل بضعة أشهر تحقيق فائض في الميزانية حتى سنة 2025 على الأقل. في المقابل، وفقا لجيمس سوانستون، الخبير الاقتصادي لدى كابيتال إيكونوميكس “يبدو أن الأمر مستدام نسبيًّا في الوقت الحالي. لكن، قد يصبح محفوفا بالمخاطر إذا انخفضت أسعار النفط إلى 65 دولارا”.