صنعاء تتلمّس تورّطاً سعودياً: خطة التصعيد الأميركية ليست يتيمة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 536
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

صنعاء | بعد تهدئة دامت عدة أشهر، عاد التوتر بين صنعاء والرياض أخيراً إلى الواجهة، في أعقاب اتهامات وجّهتها الأولى إلى الثانية، بالمشاركة في خطة أميركية لتقويض مسار السلام في اليمن، وتفجير الوضع عسكرياً في هذا البلد، بهدف إضعاف الجبهة اليمنية المساندة لغزة. ويبدو أن سقف التورّط السعودي ارتفع هذه المرة، مع منح المملكة قيادات الفصائل العسكرية اليمنية الموالية لها، الضوء الأخضر للمشاركة في اجتماعات واشنطن، والتي جرى فيها وضع الترتيبات لتنفيذ الخطة العسكرية الأميركية. وأكدت مصادر في صنعاء، لـ»الأخبار»، أن لقاءات جرت حديثاً في الرياض بين قادة عسكريين من التحالف الغربي وقادة الفصائل الموالية للسعودية والإمارات، مشيرة إلى أن «التورّط السعودي في المخطّط الأميركي الأخير بات واضحاً، وسيدفع صنعاء الى مواجهة أي تصعيد بالتصعيد ضد الرياض وأبو ظبي”.
وخلال الأيام الماضية، انعقدت عدة اجتماعات، في الرياض أيضاً، بين قادة عسكريين سعوديين وقادة «محور نجران» التابع للمملكة وآخرين من الفصائل اليمنية الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، كان آخرها لقاء مع قائد الفصائل الموالية لأبو ظبي في الساحل الغربي اليمني، طارق صالح، بمشاركة سفيري بريطانيا وفرنسا لدى اليمن. وذكرت وكالة «سبأ» (نسخة الرياض) أن طارق صالح، وهو عضو في «المجلس الرئاسي» التقى، أول من أمس، قائد قوات التحالف السعودي، الفريق فهد بن حمد السلمان، في مقر قيادة القوات المشتركة في الرياض. وأشارت إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث التنسيق المستمر مع دول التحالف لدعم حكومة عدن وتحقيق أهدافها. كما اجتمع صالح مع السفيرتين، البريطانية عبدة شريف، والفرنسية كاثرين كرم كمون، حيث تركّز البحث على التصعيد العسكري في البحر الأحمر وسبل احتواء عمليات قوات صنعاء.
في موازاة ذلك، واصل السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، لقاءاته مع قيادة حزب «الإصلاح» المقيمة في تركيا، ضمن التحركات التصعيدية ضد صنعاء. وقال القيادي في «الإصلاح»، شوقي القاضي، في منشور على منصة «إكس»، إنه أجرى مع فاجن في إسطنبول «نقاشاً صريحاً وشفافاً عن اليمن والسيناريوات المستقبلية والتحديات وفرص السلام». كما التقى فاجن، القيادية في «الإصلاح»، توكّل كرمان، ودارت نقاشات حول عقد مؤتمر للأحزاب اليمنية الموالية للتحالف في الخارج.
وفي مواجهة تلك التحركات، يحاول المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، وقف التصعيد الذي سيؤدي إلى انهيار كل مساعيه من أجل الدفع بالسلام إلى الأمام. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر سياسية مطلعة، لـ»الأخبار»، عن ترتيبات جديدة تقودها مسقط مع مكتب المبعوث الأممي، من أجل عقد مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية. وقالت المصادر إن مسقط تقود حراكاً ديبلوماسياً جديداً بين صنعاء والرياض، في محاولة لإحداث اختراق في الملف الاقتصادي. وأشارت إلى أن «الجهود الأممية والإقليمية الجديدة تحاول حلّ مشكلتي توقّف صادرات النفط الخام اليمني، وتوقف مرتبات الموظفين اليمنيين”.
وأكدت المصادر تعامل صنعاء بمرونة مع هذا الملف، واستعدادها للسماح بتصدير النفط، مقابل توزيع عوائده على الموظفين. وأوضحت أن الجهود الديبلوماسية الجديدة تحاول استكمال مناقشات سابقة قادتها سلطنة عمان والأمم المتحدة في هذا الملف، وتبحث عن توافق الأطراف اليمنية حول الآليات التنفيذية الخاصة بذلك، والتي تحوي الكثير من التفاصيل. وأضافت أن هذه الخطوة ستكون مقدمة لبحث توحيد العملة والعمل المصرفي في اليمن. لكن الولايات المتحدة تواصل ربط أي تقدم في مسار السلام بوقف العمليات العسكرية التي تنفّذها قوات صنعاء في البحر الأحمر.
ميدانياً، أعلنت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية، أمس، عن تعرّض سفينة جديدة لعملية استهداف جنوب مدينة المخا الساحلية. وأفادت بأنها تلقت «تقريراً عن حادث على بعد 25 ميلاً بحرياً جنوبيّ المخا”، مشيرة إلى «وقوع انفجارين قرب السفينة”.