كيف يتحالف خُصوم “الإسلام السياسي” في عمّان والرياض وأبو ظبي معًا؟
بيروت- خاص بـ”رأي اليوم”:
وصف مصدر سياسي أردني رفيع المستوى أن استمرار السماح للأخوان المسلمين في الأردن بالعمل السياسي العلني وتمكينهم من المشاركة في الانتخابات من أهم وأول مصادر الخلاف الأردني السعودي السياسي الذي ميّز العلاقات بين عمان والرياض بالبرود الشديد طوال السنوات الماضية.
وكشف المصدر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شخصيا طلب في الماضي من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مرتين على الأقل اتخاذ إجراءات ضد نفوذ جماعة الأخوان المسلمين في بلاده أسوة بالترتيبات التي يتّخدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ورغم أن الجانب الأردني يرفض الوصفات السعودية هنا أو يدفع كلفتها بغياب التضامن الاقتصادي والمالي السعودي إلا أن ملف الأخوان المسلمين في الأردن قد يكون عنصر الخلاف الأساسي والمركزي أو من الملفات الخلافية الأساسية التي تظهر وجود أزمة دائمة منذ سنوات بين المملكتين الجارتين.
ولم يُعرف ما إذا كانت الزيارة التي قام بها الملك عبدالله الثاني قبل أيام قليلة للسعودية قد تطرقت إلى هذا الملف.
لكن الأردن شهد مؤخرا إجراء انتخابات برلمانية موسعة ونزيهة إنتهت بحصد الأخوان المسلمين وحزبهم لأكثر من 31 مقعدا في البرلمان.
ونقل شخصيات عن وزير البلاط الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر توثقه من المعلومة التي تقول بأن السعودية تتهم الأردن بـ”التساهل” مع جماعة الأخوان المسلمين وتطالب بحلّها وتعتبر ذلك شرطا من اشتراطات العودة لعلاقات طبيعية مع الأردن.
لكن من غير المعروف ما إذا كانت تلك المعطيات تتميز بمصداقية مرتفعة وإن كان يعتقد أن حملات شيطنة الأخوان المسلمين في الأردن توفر لها السند والظهير أذرع شبكات الفضائيات السعودية والإماراتية تحديدا مثل محطة العربية أو سكاي نيوز فيما فتحت وسائل إعلام سعودية ما أسمته بمنصات تفاعلية لمساعدة الأردن من مخاطر الجماعات المتشددة فيما يبدو انه إستجابة للموقف الرسمي السعودي.
وأغلب التصريحات التي صدرت عن صحفيين أو معلقيين أردنيين بخصوص شيطنة الأخوان المسلمين والحديث عن تنظيمات سرية لهم مرتبطة بالخارج روّجت عبر وسائل إعلام سعودية حيث تخصصت منابر سعودية باستضافة وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة وعضو البرلمان عمر عياصره وكلاهما نقّاد شرسين للأخوان المسلمين بعد سنوات من العضوية في سجلات الجماعة.
بكل حال لا يوجد تفاصيل وحيثيات محددة تخص الموقف السعودي الحقيقي من التحديث السياسي في الأردن ولكن مساحة العداء لـ”الإسلام السياسي” لها أصدقاء مشتركون في عمان والرياض معا بكل حال.
ولم يُعرف بعد ما إذا كانت السلطات الأردنية بصدد اتخاذ إجراءات ضد جماعات الإسلام السياسي في البلاد بسبب الرغبة في التقارب مع السعودية لكن المشهد يستوجب المراقبة والانتظار وإن كانت الحكومة الأردنية تقاوم الضغوط وتبحث عن خيارات أكثر اعتدالا تتضمّن مخارج استراتيجية وبدون دفع كُلف وفواتير.