السعودية «تُعقلن» خياراتها: «النصر» ليس بمتناول إسرائيل

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 240
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يقول أحد المعارضين السعوديين إن ولي العهد، محمد بن سلمان، لا يمتلك خطة واضحة أو استراتيجية للتعامل مع التطورات الإقليمية الحالية، ما يفتح ثغرة كبيرة قد يتعرّض من خلالها لضربة سياسية، معتبراً أن الضغوط الداخلية ستتزايد عليه، ولا سيما في ظل استمرار الخلافات داخل الأسرة المالكة، والتدهور الذي تشهده صحة الملك سلمان. ولعل أحد مظاهر ذلك الارتباك، هو الازدواجية بين الموقف الرسمي الذي يلتزم بثوابت معينة، وموقف الإعلام والجيوش الإلكترونية التي تواكب العدوان الإسرائيلي وتعكس السردية الإسرائيلية. وعلى كل حال، فقد هذا الإعلام وتلك الجيوش الإلكترونية الكثير من الفعالية، ما يعني أن حرب السرديات حُسمت مبكراً، هذه المرة، لمصلحة قوى المقاومة.
للمقارنة فقط: عندما بدأت حرب عام 2006، تحدّثت السعودية بشكل رسمي عن «مغامرة»، محملةً المقاومة مسؤولية استدعاء العدوان على لبنان. أما اليوم، فلا يجرؤ أحد على تحميل المقاومة بصورة رسمية المسؤولية، وهذا مؤشر قوي إلى حجم التأييد للأخيرة في الشارع العربي، والذي يعود الفضل فيه إلى أن المقاومة في لبنان وفلسطين تخوض معركة واحدة بجبهتين. والأهم مما تقدّم، أن الموقف الرسمي السعودي يعكس عدم وجود قناعة لدى المملكة بأن التحالف الذي يخوض الحرب ضد المقاومة، لديه فرصة لإلحاق هزيمة بها. ويبدو أن السعودية حسمت باكراً أمرها هذه المرة، بأنها لا تستطيع تحمّل تأييد حرب على إيران، سواء كانت إسرائيلية فقط، أو إسرائيلية - أميركية، إلى درجة دفعت الإسرائيليين إلى اتهام الرياض، عبر الإعلام، بعرقلة الحرب على طهران.
وبالفعل، تحدّث تقرير لصحيفة «هآرتس» عن أن بعض الدول العربية، ولا سيما الخليجية، وتحديداً السعودية، دقّت جرس الإنذار حول ضربة إسرائيلية محتملة للمنشآت النفطية الإيرانية، وطلبت من الولايات المتحدة استخدام كل نفوذها لكبح الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران. كذلك، يقول إيدي كوهين، على منصة «إكس»: «إلى كل من يتساءل أين الرد الإسرائيلي ضد النظام الإيراني؟ الحقيقة أن السعودية هي التي تضع العراقيل. الجماعة خايفين من انتقام إيراني - حوثي على المنشآت الاستراتيجية السعودية».

في المقابل، يعتقد حساب «ملفات كريستوف» السعودي، المعبّر بدقة عن التوجهات الرسمية للمملكة، أنه على رغم «تحقيقها نتائج ضخمة، فإن الوقت ليس في صالح إسرائيل من كل النواحي، الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية». ويضيف أن قوات الاحتلال «تواجه معضلة خطيرة تتمثّل في أن القبة الحديدية والوسائل الدفاعية المساندة، وصلت إلى حد الإنهاك والتهتّك جراء الهجمات المتكرّرة، إلى درجة أنه جرى نشر منظومات دفاعية أميركية لأول مرة للإسناد، وليس كما يروّج من أنها تحضير لاستهداف إيران، فضلاً عن تضعضع قدرات القوات البرية، بخلاف الادعاءات الرسمية والإعلامية بأنها القوة الرادعة والتي بمجرد دخولها ستنهي كل عمليات المقاومة».
هذا التقييم السعودي تَعزّز بعد أن رأت المملكة ودول الخليج الأخرى بأمّ عينها دقة الصواريخ الإيرانية التي تساقطت على إسرائيل في الأول من تشرين الأول الجاري، وعدم القدرة على اعتراضها على رغم بعد المسافة، فكيف إذا أرادت إيران استهداف قواعد أميركية أو منشآت نفطية في الخليج انتقاماً لأي تسهيل خليجي أو مشاركة أميركية في هجوم إسرائيلي عليها؟