النظام السعودي يعتقل ضابطا عراقيا أثناء تأديته للعمرة
اعتقلت قوات الأمن السعودية المواطن العراقي عمر نزار، أثناء تأديته لمراسم العمرة في مكة المكرمة. ونزار ضابط عراقي برتبة مقدم وأتى اعتقاله بسبب نشره لمقطع مصوّر قرب الكعبة المشرفة، دعا فيه بالنصر للمقاومة على الكيان المحتل. إلى ذلك، كشف عبد الحسين الهنين المستشار السابق لرئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، يوم الأربعاء، عن احتجاز السلطات السعودية 21 مواطناً عراقياً بسبب منشور يتعلق بالأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصر الله الذي أُغتيل بقصف اسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية. وكتب الهنين في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن “المواطن حسين حيدر عبدالسادة الجمالي من اهالي الديوانية معتقل في المملكة السعودية ومعه 20 آخرون منذ يوم السبت المصادف 29 أيلول بسبب منشور على فيسبوك مرتبط باستشهاد السيد حسن نصر الله”. وأضاف، “اتصلنا بسفيرتنا وبعض الأطراف الحكومية لكن لا أثر لأي خطوة لإطلاق سراحهم”. وتابع الهنين، “بقي أن نضع هذا الأمر امام الرأي العام العراقي، لعل للفيسبوك وجاهة و تأثير”. وأكد أن “الموضوع يحتاج تدخل رئيس الحكومة شخصياً”، موضحاً أن “رؤساء دول عظمى يتابعون مواطنينهم حتى لو كانوا مجرمين، فلم الخوف أو الخجل من الدفاع عن مواطن بريء ؟” وفي وقت سابق، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال معتمر عراقي على خلفية نشره صورة له من أمام بيت الله الحرام وبين يديه لافتة كتب عليها إهداءه العمرة إلى روح الشهيد هنية، لتنقلب موجة السخط إلى دفّة آل سعود. وفقا للورقة التي حملها المعتقل بلال داوود السبعاوي من أمام الكعبة خلال تواجده في الجزيرة العربية لتأدية مناسك العمرة، كانت مُوقّعة بتاريخ الـ31 من شهر حزيران الماضي، دون أن يعرف تاريخ الاعتقال. وفي الفترة نفسها، أقدم النظام السعودي على اعتقال المحلل السياسي العراقي عماد مسافر من داخل فندق في المدينة المنورة أثناء أدائه لمناسك الحج، وهو المقرب من الإطار التنسيقي، قبل أن يتم الإفراج عنه. يتكرر مشهد الاعتقالات في السعودية للمعتمرين والحجاج على خلفية رفعهم لشعارات أو ترديدهم لشعارات تدعو بالنصر للمقاومة في فلسطين. وخلال موسم الحج الماضي، وبحسب المنظمة الأوروبية السعودية، فمع بداية موسم الحج 2024، برزت معلومات عن اعتقال عدد من المواطنين العراقيين. وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن هذه الاعتقالات تأتي في سياق الترهيب الذي تستخدمه السعودية خلال السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة والاعتقالات واسعة النطاق التي لحقتها أحكام تعسفية. لافتة إلى أثر ذلك على حق الأفراد في ممارسة الشعيرة الدينية الإسلامية الأبرز وهي الحج والعمرة. فإلى جانب المزاجية والانتقائية في الاعتقالات قبل وخلال وبعد تأدية المناسك، فإن انعدام الشفافية وإمكانية الاعتقال عند الوصول على الرغم من الحصول على تأشيرة دخول أدت إلى زيادة المخاوف عند أي فرد قد تجرم السعودية ممارساته وأفكاره ومعتقداته. من بين هؤلاء المعارضين والنشطاء السعوديين الذين يعيشون في الخارج، وكذلك الصحفيين والباحثين الذين نشروا عن انتهاكاتها. وفي سياق متصل، اعتقل النظام السعودي خلال موسم الحج الأخير، في 21 من شهر أيار الماضي، أعضاء من المجموعة الإعلامية للبعثة الإيرانية في المدينة المنورة أثناء قيامهم بتسجيل تلاوة القرآن الكريم في المسجد النبوي، وبعد عدة ساعات من الاستجواب، تم نقلهم إلى مركز احتجاز الشرطة المركزي بالمدينة المنورة دون الإعلان عن السبب. وبعدها بيومين، ادت الشرطة واعتقلت صحفيَّين اثنين، أحدهما مراسل من قناة العالم والثاني مراسل من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني (صدى وسيما)، عند ارتجالهما من السيارة قاصدين الفندق الذي يقيم فيه الحجاج الإيرانيون، للمشاركة بدعاء كميل. ووفقا لما أكدته وكالة الأنباء الرسمية فلم يُقدم أي من الصحفيين على القيام بأي تصرف خارج عن المألوف عند اعتقالهما. وفي اليوم نفسه، استدعت الشرطة السعودية واعتقلت صانع أفلام وثائقية إذاعية من فندقه في المدينة المنورة. وبعد احتجاز دام قرابة الأسبوع، تم إخلاء سبيل المجموعة الإعلامية المؤلفة من ستة أشخاص، ورُحّلوا إلى مطار دبي قبل أن يقلّهم طيران إيراني ويصلوا إلى إيران صباح الأمس دون أن يُبلّغوا بخلفيات الإعتقال أو دوافعه مع تكتّم معتاد من قِبل السلطات السعودية. رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، پیمان جبلی، أكد أن المرحّلين الستة كانوا في مهمة إعتيادية خلال مراسم الحج ضمن المجموعة الإعلامية للبعثة الإيرانية، حيث تكون مهمتهم نقل الأجواء الروحانية في الأماكن المقدسة، وتابع “وهذا ما حصل هذا العام أيضاً، حيث زارت مجموعات مختلفة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بيت الله الحرام تحت عنوان “رسالة الجمهورية الإسلامية” في الوقت الذي يدّعي فيه آل سعود نبذهم لأي مظاهر أو شعارات يدّعون أنها “سياسية” تحت حجج عدم تسييس الفرائض، فيمنع النظام حرية تأدية الحجاج لمسيرة البراءة، وكذا من حرية أداء مناسكهم وعباداتهم وفق عقائدهم ومذاهبهم بحجة عدم التسييس نفسها، لكنهم في الوقت نفسه يُمسكون بمفاصل تنظيم مراسم الحج والعمرة، ويستغلونه لاصطياد المعارضين أو المتجرئين على القوانين السعودية الخاصة بمنع الشعارات الدينية خلال تأدية المناسك. يستغلّ “النظام” سلطته القهرية على مراسم الحج باعتبارها أداة دبلوماسية لتزخيم العلاقات مع دول وجهات سياسية بعينها مقابل التضييق على حصة دول وجهات أخرى تعاديها، في تسييس واضح للتوزيع. ليست المرة الأولى التي تحرم فيها “السعودية” أبناء عدد من الدول من أداء مناسك الحج والعمرة، فقد أغلقت سابقا أبواب بيت الله الحرام أمام الحجاج لأسباب سياسية، مثل مواطني دول قطر، سورية، اليمن، الكويت، مصر، البدون واللاجئين الفلسطينيين. فمنعت العام الماضي رجل دين شيعي من إيران بأداء فريضة الحج حيث أجبرت الشيخ جواد الزّنجاني على العودة إلى إيران بعد وصوله مطار جدة وانتظاره ساعات فيه، ومن دون تقديم أسباب له عن منعه من دخول البلاد.