كوشنر يستأنف المفاوضات مع السعودية للتطبيع مع إسرائيل
واشنطن – قالت مصدر إن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أجرى مفاوضات دبلوماسية تشمل إسرائيل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بضع مرات منذ مغادرة البيت الأبيض، وتضمنت نقاشا بشأن عملية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وذكرت وكالة رويترز أن المصدر المطلع على المناقشات لم يحدد متى جرت المحادثات وما إذا كانت جرت قبل أو بعد بدء الصراع في غزة. لكنها شملت التطبيع بين السعودية واسرائيل وهو هدف دبلوماسي رئيسي لكل من إدراتي الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والسابق ترامب.
وكان كوشنر أحد أهم المساهمين في صياغة اتفاقيات إبراهيم للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية، ويرتبط بعلاقة وثيقة مع السعودية التي يقول محققون من الكونغرس إنها استثمرت ملياري دولار في شركته للاستثمارات الخاصة أفينيتي بارتنرز التي أسسها كوشنر بعد مغادرة البيت الأبيض.
وتوضح الأنباء عن مناقشة كوشنر وولي العهد، اتفاق سلام حاول الرئيس الأميركي جو بايدن أيضا التوسط فيه، الأهمية التي يوليها الجمهوريون والديمقراطيون للشرق الأوسط المتزايد اضطرابا في غمرة انتخابات رئاسية محتدمة بشدة.
وتشير المحادثات أيضا إلى الكيفية التي قد يدير بها ترامب الأزمة في المنطقة إذا أعاده الناخبون إلى السلطة وتجدد التساؤلات حول مدى تأثير العلاقات المالية بين كوشنر والرياض على السياسة الأميركية في ظل حكم والد زوجته.
وذكر كوشنر، في تصريحات سابقة إن اتفاقيات إبراهيم للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية أصبحت أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى في ضوء الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
وأضاف أثناء المشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار في العاصمة السعودية الرياض "يتعين أن تنعم إسرائيل بأمنها... ويتعين أن يحظى الفلسطينيون بفرصة لحياة أفضل".
وقال كوشنر إن أمن إسرائيل مرتبط بالدول المجاورة لها وقدرتها على حماية مواطنيها "أمر بالغ الأهمية... وغير قابل للتفاوض". وتابع أن الفلسطينيين بحاجة إلى "فرصة لعيش حياة أفضل" لكن "الأمر لا يقتصر على قول: دعونا نقيم دولة، بل يجب أن تكون دولة قادرة على أداء مهامها وتحقيق الازدهار".
وذكر كوشنر أن التغييرات في السعودية على مدى نصف العقد المنصرم "غيرت مسار الشرق الأوسط" وسمحت "بحدوث أمور مثل اتفاقيات إبراهيم"، وفقا لما نقلت عنه رويترز.
وأشار كوشنر إلى أن هدف هجوم حماس على إسرائيل كان تعطيلا التطبيع. وأضاف في تصريحات أوردتها فرانس برس إن "التقدم بين السعودية وإسرائيل كان يمضي بشكل جيد للغاية، وأعتقد أن ذلك يشكل تهديدا كبيرا لقوى الشر".
وتابع "إذا استمرت اتفاقيات أبراهام واجتمع الجميع سويا، فمن الواضح أن هذا شيء سيرغب الناس (الأشرار) في إيقافه".
وأكد مسؤولون في إدارة بايدن، في وقت سابق أن صفقة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية "كانت في المتناول"، لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تراجعت عن الاتفاق التاريخي بدلا من قبول مطالب الرياض بتقديم التزام جديد تجاه إقامة دولة فلسطينية ووقف حرب غزة.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، إن السعوديين "أوضحوا أن التطبيع سيتطلب هدوء في غزة ومسارا موثوقا به نحو دولة فلسطينية"، مرجحا أن "إسرائيل غير قادرة أو غير راغبة في السير في هذا المسار خلال هذه اللحظة".
ولأشهر، أملت الإدارة الأميركية أن ينتزع نتانياهو "الجائزة المنشودة" منذ فترة طويلة وهي التطبيع مع الرياض كجزء من اتفاق شامل يهدف إلى وقف حرب غزة وتحويل الانقسامات الراسخة في المنطقة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
لكن نتنياهو، تحت ضغط من أعضاء يمينيين في ائتلافه الحاكم ويكافح من أجل بقائه السياسي، لم يوقع بعد على عناصر الصفقة التي تعد أساسية للحصول على موافقة السعودية، وفقا للمصدر ذاته.