واشنطن تُعيد خلط الأوراق و”السعودية” تتحفظ خوفا من اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 19
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تحضر واشنطن لترتيبات جديدة في جنوب اليمن، تؤكد عزم الولايات المتحدة على إعادة استخدام الفصائل الموالية لتحالف العدوان السعودي- الإماراتي في جنوب اليمن. المخطط الأميركي يرمي إلى إعادة فتح الجبهات ضد حركة “أنصار الله” للضغط والتأثير على عمليات الأخيرة ضد الكيان المحتل. وفي هذا الإطار، أجرت السفارة الأميركية في اليمن، مؤخرا، اتصالات مع قادة الفصائل الموالية للإمارات والسعودية، فيما أبلغ السفير ستيفن فاجن، رئيس “المجلس الرئاسي”، رشاد العليمي، خلال لقاء جمعه الأربعاء الماضي، نية بلاده دعم الفصائل ودمجها استعداداً للتصعيد.ويأتي الحراك الأميركي الجديد، والذي بدأ منتصف الأسبوع الجاري بتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل الموالية للإمارات في جنوب اليمن، كردّ فعل على استهداف صنعاء تل أبيب بصاروخ فرط صوتي من نوع “فلسطين 2”. بالإضافة إلى ما ورد، و وللمرة الأولى منذ سنوات، أعلن “المجلس الانتقالي الجنوبي” تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل التابعة لطارق صالح في الساحل الغربي، بعد أيام من فتح الأخيرة مكتباً لها في عدن. وقد جمعت الإمارات بين رئيس “الانتقالي”، عيدروس الزبيدي، وطارق صالح في أبو ظبي، في 16 سبتمبر/أيلول 2024، حيث اتفقا على تشكيل تلك الغرفة. وتزامن توقيت الاجتماع بين الطرفين اللذين كانا يعيشان حالة قطيعة منذ سنوات، مع دعوة السفير فاجن، القوى الموالية للإمارات و”السعودية” إلى إنهاء الخلافات والتوحّد لمواجهة التحدّيات التي تفرضها حركة “أنصار الله”، وهو ما يشير إلى أن هذه الخطوة قد تكون جزءاً من ترتيبات أميركية لتصعيد جديد في اليمن. إلى ذلك، هددت حركة “أنصار الله” ، الخميس 19 سبتمبر/أيلول، النظام السعودي بـ”حرب لا هوادة فيها ولا نهاية لها ستحرق الأخضر واليابس وستكسر كل الخطوط”. وقال وزير الدفاع والإنتاج الحربي في الحكومة اليمنية، محمد العاطفي، في فعالية احتفائية للحركة بتخرج دفعات عسكرية جديدة، وفق ما نقلته وكالة “سبأ”، إن الجماعة “تقف اليوم أكثر من أي وقت مضى في جهوزية عالية وتمتلك كل عوامل القوة والاقتدار لمواجهة التحديات والأزمات والمواقف الطارئة كافة، والتصدي للتهديدات التي يكيدها الأعداء”. وأضاف العاطفي، أن “زمن الضعف والاستسلام والخنوع قد ولّى وحل محله عهد القوة والعزة والحرية والكرامة والاستقلال”، مشيرا إلى أن “أي تجاوز للمعطيات التي تؤسس اليوم سيكون له ثمن باهظ، والجزاء من جنس العمل. وعبر عن استعداد الحركة لخوض معركة طويلة الأمد مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والموالين لها في المنطقة. وكشف القيادي العسكري في الحركة، عن “مفاجآت جديدة من التصعيد في إطار المرحلة الخامسة، وستكون إيذانا بفتح باب الجحيم على العدو ومرحلة جديدة من الحرب البرية”. وقال وزير الدفاع والإنتاج الحربي في الحكومة محمد العاطفي؛ إن على دول ما أسماها ” العدوان”، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده السعودية، ومن يدور في فلكها، أن “تكون على يقين أننا ندرك تفاصيلكم، ونعرف جيدا أين ومتى وكيف نوّجه ضرباتنا الموجعة؟”.  وأردف: “كما أننا نعي كل خاصرة رخوة في نظامكم، وقادرون على استهدافها بكل سهولة، وحذاري إن استمريتم في إثارة غضب وصبر الحليم”. وتابع قائلا: “على تلك الدول أن  تعي أن صمتنا عن بعض تجاوزاتهم وتصرفاتهم الرعناء وإعراضنا عن حربهم الاقتصادية والأمنية والمخابراتية، يعود لانشغالنا بإسناد غزة والوقوف مع محور القدس والجهاد والمقاومة، ولا نريد أن تنحرف الأنظار والاهتمامات عما يدور من حرب عدوانية متوحشة في غزة” وحذّر العاطفي، كل القوى وجماعات “الارتزاق” من مغبة “السير الأعمى خلف حسابات الأمريكي، البريطاني، الصهيوني الذين يسعون بالدفع بهم لإثارة الفتن والفوضى والاحتكاك والتصادم” مع أنصار الله، و”إشغالها حتى لا تقوم بدورها تجاه أبناء غزة”، وفق وكالة سبأ اليمنية. واتهم العاطفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بـ”تسعير نيران الحروب الظالمة في المنطقة”، محذرا إياهما من أن “ذلك سيتحول إلى كارثة ستكتوي بنيرانها واشنطن ولندن ودول أوروبا، باعتباره انتحارا عسكريا وجيوسياسيا” لهذه العواصم التي وصفها بـ”العدائية”. في المقابل، نقلت وسائل إعلام تابعة لـ”أنصار الله”، عن مصادر ديبلوماسية غربية، حديثها عن خلافات أميركية – سعودية بشأن خطة التصعيد التي يجري الترتيب لها مع الإمارات في اليمن.  وأفادت المصادر بأن الولايات المتحدة ناقشت مع “السعودية” دعم الفصائل الموالية لـ”التحالف”، وإعادة ترتيب صفوفها لتفعيل الجبهات عسكرياً ضد “أنصار الله”، لكن الرياض رفضت الخطة الأميركية نهائياً، خشية تعرّضها للردّ من قبل “أنصار الله”. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ أعرب في وقت سابق من الشهر الجاري عن قلقه من الأنشطة العسكرية على خطوط الجبهات في الداخل اليمني، إضافة إلى تصاعد حدة الخطاب بين الأطراف المتنازعة. وقال غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي: “على الرغم من أن مستويات العنف لا تزال أقل مما كانت عليه قبل الهدنة عام 2022، إلا أن الاشتباكات في الضالع، جنوبا، وفي الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، وشبوة، وتعز (غرب وجنوب وشرق وشمال) غالبا ما تؤدي إلى خسائر في الأرواح بشكل مأساوي وغير مبرر”. وأكد الدبلوماسي الدولي أن هذا الوضع الحالي “يوضح بجلاء أن خطر العودة إلى حرب شاملة لا يزال قائما”، حسب تعبيره.