تعويل إسرائيلي على «حاشية» ابن سلمان: نموذج منصور عباس يتمدّد

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 65
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

رغم التعثّر في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل نتيجة عدم قدرة حاكم المملكة الفعلي، ولي العهد محمد بن سلمان، على السير في مشروع من هذا النوع في ظل الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة، ومشاهد الإبادة بحق الفلسطينيين في القطاع، إلا أن موقع «واينت» الإسرائيلي اعتبر أن ابن سلمان يربّي الجيل الجديد من الدائرة الضيقة المحيطة به، على أساس التطبيع. ويأتي التقرير الذي نشره الموقع حول ذلك، بعد أيام قليلة على نقل مقال رأي في صحيفة «بوليتيكو»، كتبته كبيرة مراسلي الصحيفة للشؤون الخارجية، نهال توسي، عن ابن سلمان قوله لأعضاء كونغرس أميركيين التقاهم، إنه معرّض لخطر الاغتيال في حال إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل. وأوضحت توسي أن ولي العهد استشهد، في مناسبة واحدة على الأقل، بما حدث للرئيس المصري السابق، أنور السادات، الذي قُتل بعد إبرام اتفاق سلام مع العدو، متسائلاً عما فعلته الولايات المتحدة لحمايته.وبالعودة إلى تقرير «واينت»، فهو يقول إنه «بخلاف ما يراه الجمهور الإسرائيلي من تعثّر في عملية التطبيع مع السعودية، فإن الدائرة الضيقة حول ولي العهد، لها فهم مختلف لإسرائيل»، مضيفاً أن «جيلاً جديداً متعلّماً وكثير الأسفار من السعوديين، يملك سردية مختلفة للعلاقة بين السعودية وإسرائيل، بحيث يظهر الكثير من هؤلاء الذين درسوا في الخارج ويجيدون لغات متعدّدة فضولاً عميقاً نحو إسرائيل، رغم الافتقار إلى العلاقات الديبلوماسية» بين الجانبَين. وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن «من بين دائرة النخبة التي تحيط بابن سلمان، ثمة عدد قليل من الأشخاص الذين جرى اختيارهم للقيام بدور استشاري رفيع المستوى. وهؤلاء مولجون بمهمة صياغة تقارير وتلخيص اجتماعات لتقديمها لولي العهد. ويتطلب الترقّي إلى موقع كهذا أن تتوفّر في الشخص ميزات ثلاث: الولاء المطلق، والقدرة العالية على التقدير، والانتباه الشديد إلى مخاطر التسريب والثرثرة. ويقتضي الدور نقل كل المعلومات ذات الصلة وتفاصيل المحادثات مع الكيانات الأجنبية إلى المكتب المركزي، بمعزل عما إذا كان ولي العهد سيقرأ التقارير أم لا».
ورغم البيئة السعودية المحافظة والمعادية لإسرائيل، والتي تصاعد عداؤها للأخيرة بشكل كبير بعد حرب غزة، إلا أن الموقع يذهب إلى عملية ترويج لا تبدو متّسقة مع الجو العام السائد في ظل عملية «طحن» الفلسطينيين في القطاع؛ فيقول إن «فهم هؤلاء السعوديين الشباب لإسرائيل جيّد جداً، رغم أن المعرفة بها غير مباشرة. فهم يعرفون مثلاً مفاهيم مثل الكيبوتزيم، ونمط الحياة في القرى العربية داخل إسرائيل. ويمكنهم التمييز بين المجتمع الدرزي والمجتمع البدوي، ومدركون للفوارق الاقتصادية بين السكان العرب واليهود. ويمتد اهتمامهم ليشمل السياسات، وبعضهم يبدي حماساً لأشخاص مثل رئيس القائمة العربية الموحّدة منصور عباس، ويتحمّسون لمعرفة كيف استطاع اكتساب تأييد بين الإسرائيليين».
ورغم الزيادة الكبيرة في شعبية المقاومة، إلا أن التقرير الإسرائيلي يتجاهل ذلك بشكل مقصود ويرى أن «الجيل الجديد من المستشارين السعوديين يتميّز بشعور قوي بالثقة، ويعتقد أن السعودية استطاعت أن تخلف مصر كقائدة للعالم العربي، وفي الوقت نفسه أبقت للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، موقعاً شرفياً، وذلك نتيجة الأزمة الاقتصادية في مصر، والتي أدت في العام الماضي إلى تولي الإمارات والسعودية إدارة جوانب من الاقتصاد المصري». ويلفت إلى أنه «رغم استئناف العلاقات مع إيران، بعد سنوات من التوتّر التي شملت إعدامات وسنوات سجن طويلة لمن تعتبرهم المملكة موالين لطهران، لم يحصل تقارب بين البلدين، وإنما مجرّد وقف للعدائيات. وحالياً، تعمل الرياض على كبح الخطاب المناهض لإسرائيل، وتصر على أن السلام مع إسرائيل مرتبط فقط بإقامة دولة فلسطينية».
ويشير «واينت» إلى مشاركة السعودية في مناورات فوق الأردن انخرطت فيها إسرائيل، وتطلّبت اتصالات بين مقر قيادة جيش الاحتلال في تل أبيب وقاعدة جوية في الرياض. كما يذكّر بالزيارة السرية التي قام بها رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى السعودية قبل سنوات. ويقول إن الرياض تسعى أيضاً إلى عقد صفقات سلاح مهمة مع واشنطن قد تشمل مقاتلات متطورة، وتعاوناً استخباراتياً يشمل عدة وكالات بما فيها جهاز «الموساد». كما ينقل الموقع عن مستشارين لم يحدّدهم، القول إن «التطبيع أُرجئ إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية التي ما زال توقيتها غير محدد بعد»، مضيفاً أن «ابن سلمان لا يبدو في عجلة من أمره، ويمكنه أن ينتظر لاستضافة زعيم إسرائيلي آخر. أما إذا عاد نتنياهو، فإن الأول سيحرص على إحاطة أي زيارة له، بسرية أكبر».