عدوان إسرائيلي على اليمن: «تصعيد خطير ومرحلة جديدة من المواجهة»
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على اليمن، بعد إصابة مُسيّرة يمنية تل أبيب، كانت قد أطلقتها القوات اليمنية في صنعاء، في إطار عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
واستهدف العدوان، الأول من نوعه، ميناء الحديدة غربي اليمن، على بعد أكثر من 2,000 كلم من موقع الانطلاق في فلسطين المحتلة. وأفاد مصدر رسمي يمني «قناة المسيرة» بأن العدوان استهدف محطة الكهرباء وخزانات المازوت التابعة لها، فيما أعلنت وزارة الصحة في صنعاء سقوط أكثر من 80 إصابة.
وتبنى الجيش، بشكل رسمي، شنّ «قصف طائرات مقاتلة تابعة له أهدافاً عسكرية لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن، رداً على مئات الهجمات التي نفذت ضدّ دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة». وقال وزير الحرب يوآف غالانت، في تصريح، إن «النيران المشتعلة حالياً في الحديدة يُمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح»، مضيفاً: «الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بقصفهم. وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة».
وفي وقت لاحق، قال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إن هجوم اليوم «يوضح لأعدائنا أنه لا يوجد مكان لن تصل إليه الذراع الطويلة لإسرائيل»، زاعماً أن «الميناء الذي هاجمناه ليس ميناء بريئاً (...) لقد تمّ استخدامه لأغراض عسكرية، وتمّ استخدامه كنقطة دخول للأسلحة الفتاكة التي زودتها إيران للحوثيين. واستخدموا تلك الأسلحة لمهاجمة إسرائيل، ومهاجمة دول المنطقة، ومهاجمة بعض أهم ممرات الشحن في العالم». وتوجّه نتياهو، في تصريح مُصوّر، إلى أعداء إسرائيل، بالقول: «لا تخطئوا بشأننا (...) سوف نحمي أنفسنا بكل الطرق وعلى كل الجبهات. ومن يلحق بنا الأذى سيدفع ثمناً باهظاً».
وفيما أعلن الجيش أنه استخدم طائرات «F-15»، كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن عدد الطائرات التي نفذّت العملية 20 طائرة حربية. كما كشف مسؤول في الجيش (طلب عدم الكشف عن هويته)، لوكالة «رويترز»، أن إسرائيل أخطرت الحلفاء بغاراتها في اليمن قبل تنفيذها، معلناً أنها استهدفت «أهدافاً ذات استخدامات مزدوجة؛ بعضها بنية تحتية للطاقة».
في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم حركة «أنصار الله» اليمنية، يحيى سريع، أن «العدو الإسرائيلي استهدف بعدة غارات محطة الكهرباء والميناء وخزانات الوقود وجميعها أهداف مدنية»، متوعداً بالرّد على «هذا العدوان الإسرائيلي السافر ولن نتردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو». كما أكد، في بيان، «استمرار عملياتنا المساندة لإخواننا في غزة مهما كانت التداعيات والنتائج»، مشيراً إلى «(أننا) أعددنا العُدّة لحرب طويلة مع هذا العدو حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني».
وفي ردود الفعل، أدانت حركة «حماس» العدوان على اليمن، معتبرةً أنه «عربدة صهيونية وتصعيد خطير، في محاولة يائسة لثني قوى المقاومة الحرّة في أمتنا، عن أداء واجبها المقدس نحو القدس والشعب الفلسطيني». وحمّلت الحركة، في بيان، الاحتلال والإدارة الأميركية «المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة»، داعيةً كافة الدول وقوى الأمتين العربية والإسلامية إلى «إدانة هذا العدوان الفاشي، والوحدة وحشد الطاقات والانخراط في مواجهة هذا الكيان الصهيوني الغاصب، حتى دحره عن أرض فلسطين».
أمّا حزب الله، فاعتبر أن العدوان «هو تأكيد لا لبس فيه عن الأهمية القصوى لجبهات الإسناد في كل المنطقة»، معرباً عن اعتقاده أن «الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني هي إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها».
كما أعرب الحزب، في بيان، عن ثقته بـ«بأن القيادة اليمنية بما تمتلك من معرفة وشجاعة وقوة قادرة على اتخاذ الخطوات المناسبة والضرورية لردع هذا العدو وحلفائه الإقليميين والدوليين»، مؤكداً «أننا نقف بقوة إلى جانب الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وسيادته وموقفه البطولي والتاريخي إلى جانب فلسطين وشعبها ومقاومتها».