المعارضة في الخارج: الحكومة البريطانية متواطئة مع “السعودية” في تهديد حياتنا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 252
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

أعادت صحيفة الغارديان البريطانية طرح مسالة التهديد المحدق بالمعارضين السعوديين في الخارج، والخطر الذي يتهدد أفراد اسرهم. الصحيفة ناقشت أوضاع المعارضين للمنظومة الحاكمة في الجزيرة العربية المتواجدين في بريطانيا وكفية التعاطي السلبي لهذه الأخيرة مع هذه المخاطر. تنقل الصحيفة عن البعض من أولئك المقيمين في المملكة المتحدة إنهم واجهوا موجة من التهديدات والانتهاكات بعد التحدث عن الحقوق وسجن السلطات السعودية لناشطات حقوق المرأة. تنقل عن عثر المهارض يحيى عسيري، الذي يترأس منظمة القسط لحقوق الإنسان منذ عام 2014، على سكين خارج منزله في لندن. وتم الاتصال بعائلته وقيل لهم إنه يمكنهم طلب المساعدة من السفارة السعودية إذا أعربوا عن معارضتهم لآرائه. وقال عسيري: “كأب، تركني هذا الأمر قلقًا حقًا”. سبق أن صُنّفت “السعودية” من قبل ناشطين كواحدة من أكبر مرتكبي الهجمات على الأشخاص خارج حدودها في تقييم يُعرف باسم القمع العابر للحدود الوطنية ، والذي يهدف إلى قمع النقاش أو الانتقادات من المنفيين واللاجئين الذين فروا إلى الخارج. ووفقا لمنظمة فريدوم هاوس فإنه هناك ما لا يقل عن ستة تهديدات بالقتل تعرض لها مواطنون سعوديون يعيشون في المنفى في المملكة المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا. وواحدة من الإفادات الشهيرة كانت المعارض غانم الدويسري المقيم في لندن، والذي اشتهر في مقاطع الفيديو التي ينشرها على منصة يوتيوب، الناقدة لحكم آل سعود. كان قد كشف عن حادثة اعتداء عليه بالضرب من قبل شابين سعوديين يمثّلون السلطات السعودية وقد تحركوا بأمر مباشر من ولي العهد محمد بن سلمان بحسب قولهم. وأكد الدوسري في تغريدة له عبر حسابه على “تويتر”، أن الشابين هدّدوه بالقتل، مشيراً إلى أن أحد أصدقائه حاول اقناعهم بعدم خرق القانون البريطاني فيما كان الرد “ملكة بريطانيا خدامة عندنا”. في سياق المخاطر التي تتهدد عوائل المعارضين، قالت جوي شيا، الباحثة في شؤون السعودية في هيومن رايتس ووتش: “من النادر جدًا أن يتمكنوا من إخراج أسرهم بأكملها من السعودية، لذا فإن أولئك الذين بقوا معرضون للخطر للغاية. وتابعت إن “المخاطر الجسدية هنا [في المملكة المتحدة] والمخاطر التي يتعرض لها أفراد الأسرة في المملكة العربية السعودية هائلة”، مؤكدة أن “السعوديين كانوا رائدين في الكثير من القمع العابر للحدود الوطنية الذي نراه اليوم، بما في ذلك استخدام أحكام الإعدام والأحكام التي تمتد لعقود من الزمن انتقاما ضد الأشخاص الذين ينشط أفراد عائلاتهم في الخارج”. أفادت فوزية العتيبي بدورها أنها تتلقى تهديدات بالقتل بشكل شبه يومي “مفادها أنهم سيسممونني ويرسلون أشخاصاً موالين لوطنهم ليقتلوني بأي ثمن، حتى لا يحاول أحد تقليدي”. كما أن إحدى شقيقات فوزية العتيبي مُنعت من مغادرة السعودية وسجنت أخرى لمدة 11 عامًا بعد أن أجبرت هي نفسها على الفرار من البلاد بسبب منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حقوق المرأة. وقالت العتيبي: “أعتقد أنهم يعاقبون ويعذبون شقيقاتي لأنهم غير قادرين على معاقبتي”، مضيفة أنها استمرت في تلقي التهديدات أثناء وجودها في المنفى في المملكة المتحدة. السلطات البريطانية تتستر على تهديدات “السعودية” للمعارضين عسيري وآخرون قالوا إن السلطات البريطانية لم تأخذ التهديدات التي تلقاها المنفيون السعوديون على محمل الجد بعد. وقال إنه اتصل بالشرطة بعد العثور على السكين خارج منزله. وأضاف “لقد زاروني وقالوا إنهم يحققون في الأمر، وأخبروني أنهم سيقدمون لي تقريرا، لكنني لم أتلق أي رد”. وقال عسيري إنه انتقل إلى منزله منذ ذلك الحين في محاولة للحفاظ على سلامة أسرته. “كلما تحدثت إلى الحكومة البريطانية، يقولون لي دائمًا: لا تقلق.نحن على دراية بكل شيء؛ أنت آمن”. لذا أعتقد أنهم يقصدون أنني آمن جسديًا. تابع العسيري “أعتقد بشدة أنهم يسمحون له بالقيام بانتهاكات الخصوصية مثل المراقبة والتتبع، وأعتقد أن لديهم الإذن للقيام بذلك”. وقال عسيري إن السعودية تلقت معاملة مختلفة مقارنة بغيرها من مرتكبي القمع في المملكة المتحدة، مثل إيران، لأنها حليفة للمملكة المتحدة. وقال أحد المعارضين السعوديين المقيمين في لندن للصحيفة إن ضابط شرطة العاصمة طلب منه العام الماضي التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاد المملكة العربية السعودية بشأن حقوق الإنسان. لينا الهذلول، التي سُجنت شقيقتها ومنعت من مغادرة السعودية بعد قيادتها حملة ضد حظر البلاد لقيادة المرأة، قالت إن المملكة المتحدة “تغض الطرف عن المملكة العربية السعودية وتحتاج إلى التوقف عن القول إنها تتحسن في مجال حقوق الإنسان”، وأضافت أن السعوديين نجحوا في “إسكات أصوات الجميع”. واتفقت شيا مع هذا الرأي وقالت إنه إذا لم تتحدث المملكة المتحدة عن انتهاكات حقوق الإنسان، فإن ذلك “يشجع النظام محليًا ودوليًا على مواصلة حملته القمعية العابرة للحدود الوطنية”.

/