“السعودية” توظّف أدواتها الإفتائية للتبرّؤ من كارثة الحج: “أُفتوا بحرمة الحج بدون تصريح”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 362
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تمكنت السعودية من تحويل النقاش بعد مراسم الحج من المسار الذي ينبغي أن يكون فيه، بما فيه من حصد لبركات اجتماع المسلمين من مختلف أنحاء العالم وإعادة شعور الوحدة فيما بينهم تجاه بارئهم، إلى نقاش يحصد أعداد ضحايا سوء إدارتها التي كابرت على الاعتراف بهم محمّلة الضحايا مسؤولية الكارثة. حاولت الماكينات الإعلامية التابعة للنظام تدوير زوايا كارثة الحج التي نتجت دون أدنى شك عن إهمال السلطات، باستخدام الشرع. فخرج إلينا “عضو هيئة كبار العلماء” سعد الشثري على قناة إم بي سي السعودية ليكمل دعاية السلطات ويعطيها الغطاء الشرعي عبر تحريض العلماء في أصقاع الأرض السير مع خطى السعودية وإصدار فتاوى تحرّم الحج دون تصريح. لتحول هذه البدعة التي ابتركتها إلى حكم ما أنزل الله به من سلطان، في نفس الوقت الذي ترتكب فيه جرما أخلاقيا كبيرا عبر برفعها كلفة الحج إلى هذا الحد الذي لا يحتمله ملايين المسلمين وتحرمهم بذلك من فريضة الحج. يزعم “عضو هيئة كبار العلماء” الشثري أن الحجاج الذين يحجون دون تصريح هم أصل المشكلة وكاد أن ينطيق بأنهم جنوا على أنفسهم. متهّما الحجاج دون تصريح من آل سعود بأنهم اعتدوا على أموال الناس وعلى حقوقهم من طعام وماء محاولا تجريم من صعدت أرواحهم إلى السماء جون أي احترام لحرمة الموتى. رغم أن أحدا لم يخرج بتسجيل مقطع يتحدث فيه عن إزعاج الحجيج من غير حاملي التصريح، بل على العكس انتشرت آلاف مقاطع الفيديو والشهادات التي تحدث فيها الحجاج عن مشاهد ارتماء جثث الحجيج دون أي اكتراث من أفراد الشرطة ونداءات الحجيج. كما أن أصل فكرة تصريح الحج لقت انتقادات عديدة، خاصة أن السعودية لم تبخل على ميزانيتها باستقبال الأشخاص الذين يتقدمون للحصول على فيزا سياحية، حتى لو كانت تعلم علم اليقين أن أكثر من نصف المتقدمين للحصول على هذه التأشيرات لا ينوون قصد حفلات الفجور التي تنظمها السلطات بل هم ممن لم يتمكنوا من الحصول على هذا التصريح إما بسبب القيود التي وضعتها السعودية أمام أعداد المسموح لهم أداء الفريضة أو بسبب ارتفاع تكاليف الحج وصولا للعشرة آلاف دولار وأكثر في بعض الدول مقارنة مع دخول بلاد الحرمين بالتأشيرة السياحية. في هذا السياق كان قد لفت مدير مركز الجزيرة للأبحاث محمد العمري في حديث له مع ”مرآة الجزيرة” إلى أن العديد من المسلمين أخذوا التأشيرات السياحية التي تقدمها السعودية لتعزيز الاستقطاب السياحي الترفيهي في البلاد، لكنهم استغلوها للتمكن من دخول أرض بلاد الحرمين وأداء مناسك الحج التي باتت تكلفتها باهظة جدا مقارنة مع التأشيرا السياحية المُيسرة أمام السياح طالبي الحفلات في الرياض والمعقّدة أمام طالبي الحج إلى مكة. ذاكرا مثالا على ذلك مثال على ذلك أن الإحصاءات بيّنت أن 70% ممن قَدِموا إلى السعودية عام 2023 في فترة موسم الترفيه ذهبوا لأداء مناسك العمرة بعد انتهاء الموسم، أي أنهم اتخذوا موسم الترفيه حجة للبقاء في البلاد حتى موسم الحج. وعلى النقيض من هذه لدعوة التي صجرت على إثر زخم الانتقادات التي طالت “السعودية” خلال موسم الحج، هناك العديد من التصريحات السابقة الصادرة من “مشايخ” سعوديين تنفي بطلان الحج دون تصريح: “صالح الفوزان: هذا عمل مخالف للنظام ولكن حجه صحيح– سليمان الرحيلي: لا يجوز له أن يحج بدون تصريح ولكن حجه صحيح– محمد بن عمر بازمول: عليه إثم ولكن حجه صحيح– عبدالله السلمي: الحج صحيح كحال حج المرأة التي تسافر بدون محرم.” ردا على نكران السلطات السعودية مسؤوليتها عن الكارثة، خرج وسم “إهمالهم قتل الحجاج”. ومن المتفاعلين مع الوسم عماد المبيّض وهو داعية وشغل سابقا منصب إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام، حيث كتب على حسابه في تويتر: أنا ،وغيري، لم نكن نتوقع أن تمر بلاد الحرمين يوماً من الأيام بهذا الكم من الفشل في إدارة الحج، وأن يصل أمن الحجاج إلى هذا المستوى من التردي والانهيار الذين دفعوا ثمنه من أرواحهم الطاهرة نتيجة فشل المسؤولين في إدارة حج هذا العام إننا كشعب بلاد الحرمين نقدم اعتذارنا للعالم الإسلامي بأكمله، ونعرب عن أسفنا عما حصل لضيوف الرحمن من شتى بلدان العالم الإسلامي، ونتبرأ من تلك الفعلة النكراء التي لم تعهدها بلاد الحرمين الشريفين من قبل. كما ندعو أهالي الضحايا من ضيوف الرحمن إلى التشديد في المطالبة بحقوق أهاليهم وذويهم الذين ماتوا بسبب الإهمال واللامبالاة.