الحوثيون ينقلبون على التفاهمات مع السعودية بتوجيه تهديدات جديدة لها
صنعاء – جددت جماعة الحوثي تهديداتها باستهداف الأراضي السعودية في حال سمحت الرياض باستخدام أجوائها لمرور الطائرات الأميركية والبريطانية لشن غارات على مواقع الميلشيا في اليمن، في تراجع متوقع عن تعهداتها بالالتزام بالتهدئة.
وقال محمد الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مساء الأحد إن الحاصل بين الحوثيين والسعودية هو "خفض للتصعيد وليس هدنة".
وكشف في مقابلة متلفزة أجرتها معه قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين عن فحوى رسالة تهديد وجهتها جماعته للسعودية "بأنها ستكون هدفا لو سمحت للطيران الأميركي باستخدام أراضيها أو أجوائها في العدوان على اليمن".
وأشار الى أن الميلشيا "تستفيد من مناورات فعلية وحقيقية في ميدان عمليات ينصر فيه إخوته في فلسطين ويقوم بالتطوير والتدريب".
وقال "لو اتجهت السعودية اليوم لتقف إلى جانب غزة كما وقفت ضد الشعب اليمني لكان خيراً لها".
وطالب "الأنظمة العربية والإسلامية بتخفيض تصدير المشتقات النفطية إلى الولايات المتحدة وأوروبا إلى 50 بالمئة (النصف)".
وقال إن هذه "الخطوة سيكون لها انعكاساتها (باتجاه وقف الحرب)".
كما طالب الأنظمة العربية "بعدم السماح بإقلاع الطيران من القواعد الموجودة في الوطن العربي أو نقل السلاح من تلك القواعد إلى إسرائيل".
ورأى الحوثي "في أيدي العرب أوراق كثيرة جداً لو أرادوا فعلها لفعلوها وكان لها نتائجها الكبيرة لكن هذا يدل على ارتهانهم".
ودعا الحوثي السعودية "باعتبارها قائدة العدوان بعد أميركا أن تحرك موضوع السلام وتمضي فيه والمراوغة ليست في صالحها".
وحول نتائج المفاوضات السياسية مع السعودية أكد "الحوثي توصل جماعته مع السعودية إلى "اتفاق مبادئ وإطار عام عن الشق الإنساني وهو أولوية بالنسبة للحوثيين" منوها إلى أنه " لا يمكن الدخول في أي مفاوضات قبل أن تفضي إلى حل الملف الإنساني الذي يتضمن صرف المرتبات وإعادة الكهرباء وتقديم الخدمات".
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت الأسبوع الماضي، توقف خارطة الطريق للحل في اليمن، نتيجة التصعيد العسكري في جبهات القتال بالمحافظات اليمنية، وما يحدث من تحشيد وعسكرة وعمليات حوثية بالبحر الأحمر.
وتتضمن خارطة الطريق، اتفاق بين الأطراف اليمنية، على عدة ملفات، بينها استئناف تصدير النفط والغاز، وصرف مرتبات جميع موظفي البلاد، والإفراج عن المعتقلين والأسرى، ولكن المليشيات الحوثية، رفضت التوقيع في اللحظات الأخيرة، بعدما أعلنت الموافقة عليها، العام الماضي.
وتتهرب جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا، منذ أكثر من سبع سنوات، من كل اتفاق أو مبادرات من جانب الحكومة اليمنية، والتحالف العربي، لصرف مرتبات الموظفين بمناطق سيطرتها.
وللعام التاسع على التوالي يشهد اليمن صراعاً مسلحاً بين مسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران من جهة، وقوات الجيش الحكومي مسنودة بقوات التحالف الذي تقوده السعودية من جهة ثانية، أدت إلى جر البلاد نحو أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وكشف الحوثي عن إرسال الحوثيين تطمينات إلى كل من روسيا الاتحادية والصين بخصوص سلامة حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر قائلا في هذا الصدد "هناك تطمينات للصينيين والروس من خلال السفارات ونطمئن بقية الدول بنفس المستوى بخصوص الملاحة البحرية".
وكانت وكالة بلومبرغ قد نقلت عن مصادر لم تذكرها قولها إن روسيا والصين أبرمتا اتفاقا مع الحوثيين المدعومين من إيران يسمح لسفنهما التجارية بعبور البحر الأحمر وخليج عدن دون خوف من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.
وقال أحد المصادر "إن الصين وروسيا توصلتا مع دبلوماسيين في عمان إلى اتفاق مع كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبدالسلام”. وذكر أن "مرور السفن الآمن كان مقابل الدعم السياسي للحوثيين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وذكرت بلومبرغ أنّ "ليس من الواضح كيف سيتجلى هذا الدعم. لكنه قد يشمل منع المزيد من القرارات ضد الجماعة". وهاجم الحوثيون السبت سفينة صينية، ويرجح محللون أن يكون الهجوم قد حدث على وجه الخطأ، خاصة بعدما استكملت السفينة التجارية مسارها مع عدم وقوع إصابات.
وأعلن الجيش الأميركي فجر الأحد أنّ الحوثيّين هاجموا السبت ناقلة نفط صينيّة بصواريخ بالستيّة أصاب أحدها السفينة قبالة سواحل اليمن، حيث تتزايد هجمات المتمرّدين المدعومين من إيران ضدّ سفن تجاريّة.
وقالت القيادة المركزية الأميركيّة (سنتكوم) في بيان على منصّة إكس “إنّ السفينة هوانغ بو التي ترفع علم بنما وتملكها وتُشغّلها الصين أصدرت نداء استغاثة لكنّها لم تطلب المساعدة”. وأضاف البيان “لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، وقد استأنفت السفينة مسارها”.
وشنّ المتمرّدون المدعومون من إيران، والذين يُسيطرون على جزء كبير من ساحل اليمن المطلّ على البحر الأحمر، العشرات من الهجمات بصواريخ ومسيّرات ضدّ سفن تجاريّة خلال الأشهر الأربعة الماضية، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزّة، حيث تخوض إسرائيل حربا ضدّ حركة حماس.
وفي محاولة للتصدي للأزمة في البحر الأحمر أطلقت إدارة جو بايدن عملية "حارس الازدهار" العسكرية التي تقودها مع دول حليفة أخرى لحماية ممر الشحن الحيوي. لكن العملية فشلت في حماية السفن منذ أشهر رغم الإعلان المتكرر عن اعتراض طائرات مسيرة وصواريخ يطلقها الحوثيون.