جسرٌ جويٌّ وبحريٌّ لم يشهده التاريخ لإمداد إسرائيل بالأسلحة الأمريكيّة.. واشنطن استخدمت قواعدها بقطر والسعوديّة والعراق والأردن والبحرين لنقل الأسلحة والذخيرة للاحتلال بهدف قتل الفلسطينيين..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 708
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

كشفت حساباتٌ إسرائيليّةٌ على منصة (تيلغرام)، والتي لا تخضع للرقابة العسكريّة، كشفت النقاب عن أنّ دولة الاحتلال تُعاني من نقصٍ حادٍّ في الأسلحة والعتاد بسبب الحرب التي يخوضها الاحتلال منذ ستة أشهر ضدّ قطاع غزّة، بالإضافة إلى تبادل إطلاق النار اليوميّ دون توقفٍ على الجبهة الشماليّة ضدّ حزب الله اللبنانيّ، وشدّدّت الحسابات المذكورة على أنّ موجة الغلاء الجديدة التي يشهدها الكيان هي نتيجةً لنقصٍ كبيرٍ في الموارد لاقتناء المزيد من الأسلحة، مع تخوّفٍ كبيرٍ من قيام الولايات المُتحدّة بوقف الإمدادات العسكريّة للجيش الإسرائيليّ.

في السياق عينه عُلِم أنّه نتيجة النقص الكبير في الأسلحة فإنّ العمل في المصانع العسكريّة الإسرائيليّة لإنتاج الأسلحة تمّ تكثيفه في الآونة الأخيرة دون توقفٍ في محاولةٍ لسدّ الثغرات لافي النقص بالأسلحة والذخيرة، على ما كشفته الحسابات الإسرائيليّة.

 في السياق عينه، كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة عمّا وصفته بجسرٍ جويٍّ وبحريٍّ غير مسبوق في تاريخ إسرائيل لإمدادها بالأسلحة الأمريكيّة، دعمًا لعملياتها العسكرية في قطاع غزة.

 وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، إنّ هذا الجسر شمل ما لا يقل عن 100 رحلة انطلقت من القواعد الأمريكيّة في أنحاء العالم، ومئات الرحلات سيّرتها شركات شحن جوي وبحري، في عملية إمدادٍ عسكريٍّ مستمرّةٍ بعد دخول الحرب على غزّة شهرها السادس.

 وأظهرت بيانات مواقع لرصد الرحلات الجوية، اعتمدت عليها الصحيفة العبريّة، أنّ 140 طائرة نقل عسكريّ وصلت إلى إسرائيل منذ بداية الحرب، بينها نحو 70 طائرة من طراز “سي-17” تابعة لسلاح الجو الأمريكيّ هبط أغلبها في قاعدة  (نيفاتيم) بصحراء النقب، ناهيك عن أسلحة وذخائر إضافية وصلت على متن 150 سفينة شحن.

 ولفتت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها إلى أنّ تقارير إعلاميّة أمريكيّة كانت كشفت نهاية الأسبوع عن تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة في 100 عمليةٍ سريّةٍ منذ بداية الحرب، بينها عشرات الأطنان من القذائف عيار 155 مليمترًا وعشرات آلاف القنابل الموجهة وصواريخ جو أرض من طراز (هلفاير) وطائرات مسيّرة.

 وطبقًا للمصادر عينها، اختارت إدارة بايدن عدم إبلاغ الكونغرس بها لأنّ سعر القطع متدنٍّ نسبيًا الأمر الذي يعفيها من الإجراء، بحسب ما ذكره مشرعون، لكن الصفقات السريّة ليست إلّا النزر اليسير في الجسر المُسيّر نحو إسرائيل منذ بداية الحرب.

 وكانت وتيرة رحلات الشحن الجوي الأمريكيّة شديدة الارتفاع في الأشهر الثلاثة الأولى قبل أنْ تتراجع في الشهرين الماضيين.

ومضت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّ الأمر لم يقتصر على الطائرات الأمريكيّة، إذ سُجل أيضًا نشاط كبير لطائرات نقل سلاح الجو الإسرائيليّ من وإلى القواعد الأمريكيّة في الولايات المتحدة ودول أخرى.

 بالإضافة إلى 30 رحلة لشركة شحن جوي إسرائيلية سُيرت بين قاعدتي (نيفاتيم) و (دوفر) الأمريكيّة، فيما قالت وزارة الأمن الإسرائيلية إنّها شاركت في نقل السلاح والذخيرة، وهذه الرحلات بالمقابل لم تتراجع وتيرتها الشهرين الماضيين.

وبالاستناد إلى بيانات المصادر المفتوحة أيضًا، أشارت الصحيفة العبريّة أيضًا إلى 30 رحلة شحن قامت بتسييرها شركات أجنبية استأجرها سلاح النقل الجوي الأمريكيّ وانطلقت من الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان، لكن هذه الرحلات توقفت بشكل شبه تامٍّ في الشهرين الماضيين.

 علاوة على ما ذُكِر أعلاه، بينّت المصادر المفتوحة أنّ 11 طائرة شحن تابعة لشركات نقل جوي وطنية ولشركة (كال) الإسرائيليّة للشحن الجويّ انطلقت من 3 قواعد أمريكية في جزيرة غوام في المحيط الهادي وكوريا الجنوبية و70 رحلة أخرى لشركات نقل جوي وطنية و20 لشركة (سيلكواي) من أذربيجان، بعضها لطائرات شحن استأجرتها كاملة وزارة أمن الكيان على ما يبدو، طبقًا لتقرير الصحيفة العبريّة.

ونقلت هذه الطائرات حمولات ثقيلة خاصة من نيويورك وهونغ كونغ ولييج البلجيكية، حيث قالت نقابات عمال المطارات في مطلع الحرب إنّ السلاح الأمريكيّ يمُرّ عبر المرفأ الجوي وطلبت عدم المشاركة في تحميله وتفريغه.

وقالت الصحيفة العبريّة أيضًا إنّ شركة النقل الجوي الإسرائيلية (كال) استخدمت أيضًا أسطولها الأوروبيّ لتسيير مئات الرحلات من بلجيكا وهونغ كونغ، لكن لا يعرف إنْ كانت لها علاقة مباشرة بالحرب، أوْ إنّها لتعويض انخفاض حمولات الشحن على متن طائرات الركاب بعد التناقص الكبير في الرحلات التجارية القادمة إلى إسرائيل.

وخلُص مُعِّد التقرير، آفي شيرف إلى القول إنّ الجسر الجويّ الأمريكيّ لإسرائيل كان جزءًا من منظومة النقل الهائلة والضخمة التي قامت بتفعيلها الولايات المتحدّة منذ بدء الحرب على غزّة، ومن خلال هذه المنظومة قامت طائرات عسكريّة ومدنيّة بنقل كمياتٍ ضخمةٍ من العتاد والذخيرة من اليونان وقبرص عن طريق العراق والأردن والسعوديّة وقطر والبحرين وحتى جيبوتي، حيث تتركّز هناك قوّات دوليّة في محاولةٍ لصدّ الهجومات التي تقوم بها مجموعة (أنصار الله) في اليمن، على حدّ تعبير الكاتب.