شروط سعودية مقابل صفقات مع شركات تكنولوجيا صينية.. تعرَّف عليها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 783
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قالت مصادر مطلعة إن السعودية منحت شركات تكنولوجيا صينية رائدة صفقات كبيرة، مقابل شروط صارمة بينها استثمار هذه الشركات في المملكة، بهدف تعزيز صناعة التكنولوجيا المحلية، وفقا لصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).

وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "علي بابا" و"سينس تايم" من بين أكبر الشركات الصينية التي أبرمت صفقات بمئات الملايين من الدولارات مع الرياض خلال السنوات الثلاث الماضية، مقابل إقامة مشاريع مشتركة في المملكة الثرية بالنفط.

وأوضحت المصادر، وبينها مديرو صناديق ورجال أعمال في مجال التكنولوجيا ومستشارون يعملون على الاتفاقيات، أن "المستثمرين السعوديين يطبقون متطلبات صارمة بشكل متزايد مقابل تمويل الصفقات".

وقال مستشار صيني إن "السعوديين يريدون من شركتك ومهندسيك تدريب مواهبهم.. إنهم يفرضون شروطهم".

وتضخ السعودية استثمارات في شركات التكنولوجيا العالمية ضمن قطاعات أخرى للمساعدة في تنويع وتوسيع اقتصادها بعيدا عن النفط، في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة المتجددة غير الملوثة للبيئة.

وتكرر الاستراتيجية السعودية تكرر تكتيكات حكومات الصين المتعاقبة تجاه الشركات الأجنبية منذ عقود، إذ منحت حق الوصول إلى أسواقها مقابل تدريب الشركات المحلية والاستثمار، بحسب الصحيفة.

عقود عديدة

وقال مصدران إن مجموعة الذكاء الاصطناعي "سينس تايم" فازت بعقد لمشروع السعودية لبناء مدينة نيوم الضخمة.

وذكرت الصحيفة أن مجموعة "بوني إيه آي (Pony.ai) الصينية للقيادة الذاتية جمعت 100 مليون دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من صندوق نيوم للاستثمار، مع الاتفاق على أن تنشئ الشركة في السعودية مقرا إقليميا للبحث والتطوير والتصنيع.

كما دخلت شركة "علي بابا كلاود" السوق السعودية عام 2022، عبر مشروع مشترك مع مجموعة الاتصالات السعودية، التي أبرمت أيضا شراكة مع "هواوي" في مشاريع الجيل الخامس "5G"، وتعهدت "بتعزيز التعاون" في أبحاث التكنولوجيا.

وجمعت "سينس تايم" في 2022 مبلغ 207 ملايين دولار من "الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي"، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي للمملكة)، لإطلاق مشروع مشترك لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.

وقالت الشركة الصينية إن هذه الشراكة تهدف إلى "تمكين المواهب الشبابية المحلية، ونقل المعرفة، وتحفيز ابتكارات الذكاء الاصطناعي".

وبموجب شروط الصفقة، سيتعين على "سينس تايم" شراء حصة الشركة السعودية إذا فشلت في طرحها للاكتتاب العام أو لم يتم العثور على مشترٍ بعد 7 سنوات.

الذكاء الاصطناعي

ومن ضمن شروط السعودية، قال مستثمرون صينيون إنه "عند جمع أموال جديدة، فإن نظراءهم السعوديين لن يستثمروا إلا إذا تم إنفاق 30% من الصندوق الجديد على مشاريع في المملكة".

وقال ثلاثة من مديري الصناديق الصينيين إن هذه التدابير "تتناقض مع الموقف قبل عقد من الزمن".

وبحسب أحد مستثمري رأس المال الصيني فإنه "في السابق، كان أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية الصينيون الذين ليس لديهم اسم أو سجل حافل، يحصلون على شيك على بياض، لكن الأمر أصعب بكثير الآن".

ووفقا لمطلعين على الصناعة، فإن السعودية "تتودد أيضا إلى شركات التكنولوجيا الأجنبية لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي الناشئ، وتنتقي من بين أفضل الشركات من وادي السيليكون (الأمريكي) أو شينزين (مقر أكبر شركات التكنولوجيا بالصين)".

وفي أواخر 2023، أصدرت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا "AceGPT"، وهو نموذج لغوي يركز على اللغة العربية، تم تصميمه بالتعاون مع الجامعة الصينية في هونج كونج ومعهد شينزين لأبحاث البيانات الضخمة.

وقال كريس فاسالو، الباحث في مركز تحليل الصين التابع لمعهد سياسات المجتمع الآسيوي، إنه "يوجد دافع خفي لزيادة العلاقة الاستثمارية بين الصين والسعودية، فربما يكون لدى المملكة كميات كبيرة من اليوان مقابل بيع النفط إلى الصين، وبالتالي فإن أحد أفضل الطرق للتخلص منه هي الإنفاق على السلع والخدمات الصينية".

وبحسب رجال أعمال صينيين فإنه قد يكون لديهم ميزة أخرى في الفوز بالعقود والاستثمارات، مقارنة بالمنافسين الغربيين الذين يندفعون أيضا إلى الشرق الأوسط، وهي الاستعداد لنقل الملكية الفكرية، وهو أمر ترفضه الشركات الأمريكية والأوروبية.

 

المصدر | فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد