ف. تايمز: حرب غزة تهز اقتصادات الشرق الأوسط.. ودول الخليج ستتضرر
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الحرب الحالية في غزة تهز اقتصادات الشرق الأوسط، والأضرار ليست فقط على الدول المحيطة بفلسطين، مثل مصر والأردن ولبنان، بل إنها بدأت تطال أيضا دول الخليج البعيدة نسبيا جغرافيا عن غزة، لكن خطر توسع النزاع ودخول إيران فيه يهدد كل شيء.
ففي الأردن، حيث تمثل السياحة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، قال أحد منظمي الرحلات السياحية إن الحرب أدت إلى سلسلة من عمليات الإلغاء للرحلات، ما كبد الاقتصاد الأردني خسائر فادحة.
وفي مصر، حيث لجأت الحكومة بالفعل إلى صندوق النقد الدولي لتخفيف أزمتها الاقتصادية، تم إلغاء العديد من الحجوزات السياحية في سيناء، المتاخمة لغزة، وأيضا في منتجعات شرم الشيخ وطابا القريبة من إيلات، التي تعرضت إلى صواريخ متتالية من الحوثيين في اليمن.
ويقول فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي الإقليمي لدى بنك "جولدمان ساكس": "نرى بالفعل تقارير عن إلغاء الحجوزات في دول مجاورة مثل مصر".
وأضاف: "نعتقد أن ذلك قد يكلف مصر المليارات من عائدات السياحة المفقودة في هذه السنة المالية وحدها، ولا تمتلك القاهرة احتياطيات من النقد الأجنبي لاستيعاب هذا النوع من الضربات"، بحسب التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".
ومضى سوسة بالقول إن "خطر حدوث المزيد من التصعيد يهدد بتعميق وتوسيع نطاق التداعيات الاقتصادية".
وفي لبنان، الذي ترفده السياحة بنحو 40% من الناتج المحلي، يواجه كابوسا اقتصاديا، بسبب احتمالية تفجر الجبهة اللبنانية، حال قرر "حزب الله" دخول الحرب بكامل قوته.
دول الخليج
وفي دول الخليج، والتي لا تزال تشعر بالانتعاش جراء ارتفاع أسعار النفط، لكن جيمس ريف، كبير الاقتصاديين في "جدوى للاستثمار" في الرياض يقول إنه "من المرجح أن يقابل ذلك انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والدخل السياحي بسبب أحداث فلسطين"، وأضاف: "نظراً لأن الأولوية في دول الخليج الآن هي التنويع الاقتصادي، فهذه هي الخسارة الأكبر".
دافوس الصحراء
ويقول التقرير إنه رغم الحرب، تدفق كبار الممولين على مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد الأسبوع الماضي، والذي أطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء"، في محاولة للاستفادة من صناديق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية للاستثمار في الأصول العالمية أو النظر في الفرص المحلية، مثل تصنيع السيارات الكهربائية. .
لكن العديد من الحاضرين كانوا يتنقلون على هواتفهم المحمولة، في أعقاب المأساة الإنسانية في غزة، والتي يخشى المسؤولون أن تؤدي إلى إبطاء خططهم التنموية الضخمة، كما يقول التقرير.
دبي
في مدينة دبي المزدهرة بعد الوباء، كانت القوة الاقتصادية مدفوعة بتدفق الروس الفارين من الحرب وبحث الأثرياء عن منازل إضافية.
لكن أصحاب الفنادق يقولون الآن إن حرب غزة هي المسؤولة عن إلغاء بعض الرحلات السياحية الإسرائيلية والأمريكية والغربية.
وبينما يتوقع القليل أن تظل دبي بعيدة عن خطر الأحداث الناشبة على شاطئ المتوسط، هناك تخوفات من أن تؤدي تداعياتها إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا، تدخل فيها إيران، المقابلة للإمارات والسعودية جغرافيا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تقليص تقييمات العقارات المرتفعة وإفساد فترة الخريف المزدحمة.
وبالفعل، تأجلت فعاليات كانت ستحضرها الممثلة الأمريكية ومقدمة البرامج الحوارية جادا بينكيت سميث، والمغني ماكليمور.
ويقول أحد المستشارين الاقتصاديين في دبي إن "تجار التجزئة يشعرون بالقلق بالفعل بشأن ضعف المبيعات، خاصة في السلع الفاخرة، وتم إلغاء فعاليات إطلاق كبيرة لمنتجات جديدة، لأن الجميع خائفون مما سيأتي".
ومن المقرر أن يحضر الملك تشارلز افتتاح قمة الأمم المتحدة للمناخ COP28 في دبي، إلى جانب قادة العالم الآخرين، اعتبارًا من 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ورفعت حكومة المملكة المتحدة هذا الأسبوع خطر وقوع هجمات إرهابية في الإمارات العربية المتحدة من "محتمل" إلى "محتمل جدًا".
المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد