غزة تعيق تطبيع السعودية.. فهل تحرم إسرائيل من الممر الاقتصادي؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 700
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مع الحرب الشرسة المتصاعدة بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس"، من غير المؤكد إلى حد كبير أن ينطلق مشروع المرر الاقتصادي لربط الهند بشرق أوروبا عبر دول شرق أوسطية بينها السعودية والإمارات وإسرائيل.

ذلك ما خلص إليه يورجن رولاند وإليزابيتا نادالوتي، في تحليل بموقع "ذا ديبلومات" (The Diplomat) الأمريكي ترجمه "الخليج الجديد"، لفت إلى أنه في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، وخلال قمة مجموعة العشرين بنيودلهي، كشف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن هذا المشروع.

وتابعا أنه "مخطط ضخم يتكلف مليارات من الدولارات ويربط بين الهند وأوروبا. والدول الموقعة على المشروع مع الهند هي الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي".

وأوضحا أنه "ممر نقل متعدد الوسائط يربط الساحل الغربي للهند بالإمارات، عبر البحر وطريق السكك الحديدية الذي يعبر شبه الجزيرة العربية، مع ميناء حيفا الإسرائيلي كنقطة النهاية".

و"من المقرر أن يتم شحن البضائع من حيفا إلى (ميناء) بيرايوس في اليونان، ومنها إلى وجهات أوروبية أخرى عبر السكك الحديدية أو الطرق أو البحر، كما تشمل خطط الممر خطوط أنابيب للهيدروجين المنتج في السعودية والإمارات واتصالات تكنولوجيا المعلومات عالية الطاقة، وشبكات الطاقة"، كما أردف رولاند ونادالوتي.

الحزام والطريق

رولاند ونادالوتي قالا إن المشروع "يرتبط بالشراكة من أجل الاستثمار العالمي في البنية التحتي، التي أطلقتها دول مجموعة السبع في يونيو/ حزيران 2022، كبديل غربي لمبادرة الحزام والطريق الصينية".

وزادا بأنه "سعيا إلى إحداث تناقض مع مبادرة الحزام والطريق، التي تم انتقادها لكونها غير مستدامة اجتماعيا وبيئيا وتثقل كاهل الشركاء بالديون الثقيلة وتعمل كمضخم للنفوذ الصيني في الجنوب العالمي، يَعد مشروع الممر الاقتصادي بتقديم جودة خضراء ومستدامة ومرنة وبنية تحتية، بفضل مكوناته الرقمية وإنتاج الهيدروجين".

وأضافا أنه "من خلال المشروع، تعتزم الولايات المتحدة والهند معالجة الوجود الصيني المتزايد في الشرق الأوسط، والذي تجسد في وساطة بكين الأخيرة (الناجحة) في الصراع بين إيران والسعودية".

وبموجب اتفاق في مارس/ آذار الماضي، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية؛ ما أنهى 7 سنوات من القطيعة بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في الشرق الأوسط.

وتريد الولايات المتحدة، بحسب رولاند ونادالوتي، "ربط الهند بشكل أقرب إلى الغرب، وتعزيزها باعتبارها قطبا مضادا للصين، كما تريد واشنطن تعزيز تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل عبر دمج الأخيرة في المشروع".

الرياض وتل أبيب

لكن الرد الإسرائيلي "الهائل والدموي" على هجوم "حماس"، "سيعّرض للخطر عملية التطبيع الدبلوماسي الجارية بين إسرائيل والسعودية"، كما تابع رولاند ونادالوتي.

وزادا بأن "الممر الاقتصادي كان من المفترض أن يسهل عملية التطبيع، وربما يكون هذا (منع التطبيع) دافعا إضافيا لهجوم حماس".

وشددا على أن "الرأي العام (العربي) مؤيد للفلسطينيين، وسيتكثف التضامن مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، وهذا يعيق التطبيع ويشدد المعارضة ضد مشاركة إسرائيل في مشروع الممر الاقتصادي".

وحتى الأربعاء، قتلت إسرائيل نحو 3300 فلسطيني في غزة، بينهم أكثر من 700 طفل، بالإضافة إلى آلاف الضحايا تحت الأنقاض، فيما قتلت "حماس" نحو 1400 إسرائيلي، في مواجهة متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وأردف رولاند ونادالوتي: "كما أن حيفا، وهي بالقرب من الحدود اللبنانية، والبنية التحتية التي تربطها بشبه الجزيرة العربية، معرضة للهجمات من جانب حزب الله الموالي لإيران، إذا قررت التدخل في الصراع لدعم حماس".

وتابعا: "ومع تصاعد انعدام الأمن في نقطة عصبية من المشروع، فإن المستثمرين سيتهربون من الممر الاقتصادي المتصور، ويزداد الأمر سوءا لأن مشاريع البنية التحتية الغربية الكبرى تميل إلى الاعتماد على الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومن المتوقع أن يساهم القطاع الخاص بحصة الأسد من الاستثمارات".

 

المصدر | يورجن رولاند وإليزابيتا نادالوتي/ ذا ديبلومات - ترجمه وتحرير الخليج الجديد