الحوثيون يغادرون الرياض.. ووساطة أمريكية لتحقيق توافق سعودي-إماراتي حول السلام اليمني
غادر وفد من جماعة الحوثي اليمنية العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، بعد محادثات استمرت 5 أيام مع مسؤولين سعوديين؛ في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات، والتي تمزق أفقر دولة في العالم العربي.
جاء ذلك، حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة على المفاوضات بين الجانبين الحوثي والسعودي، دون كشف مزيد من التفاصيل حول النتائج التي خرجت بها المحادثات.
ولا يزال من غير الواضح ما هي الشروط التي تتم مناقشتها بين الرياض والحوثيين المدعومين من إيران، والذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء منذ سبتمبر/كانون الأول 2014.
وتعد هذه هي الزيارة العلنية الأولى لوفد كبير من الحوثيين للرياض، وتأتي بعد توصل المتنافسين الإقليميين السعودية وإيران، بوساطة صينية، إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من هذا العام، بالتزامن مع موجة من النشاط الدبلوماسي بين الأطراف المختلفة في الحرب بالوكالة بالمنطقة.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد أفادت في وقت سابق بأن المملكة وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة الرياض لمواصلة المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية.
وأوضحت الوكالة أن "الدعوة جاءت امتدادا للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021، واستكمالا للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عمان في صنعاء خلال الفترة من 8 إلى 13 أبريل 2023".
والسبت الماضي، كشف تقارير يمنية نقلا عن مصادر مطلعة، قولها إن "اتفاقا في لمساته الأخيرة تجري مناقشته الأخيرة في العاصمة السعودية الرياض"، مشيرة إلى أنه "يتضمن اتفاقا دائما على وقف إطلاق النار على الشريط الحدودي".
وتسعى الرياض إلى الخروج من الحرب الأهلية التي تسببت في تعريض مدنها للخطر بشكل روتيني من قبل الحوثيين، بطائرات بدون طيار وهجمات صاروخية هددت مستقبلها في مرحلة ما بعد النفط.
وساطة أمريكية
وفي السياق ذاته، أشار مركز "ستراتفورد" الأمريكي إلى ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بأن الولايات المتحدة تضغط من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع السعودية والإمارات؛ لأنها تشعر بالقلق من أن الخلافات بين جيران الخليج يمكن أن تقلب جهودها لتأمين اتفاق سلام دائم في اليمن
ووفق الصحيفة، فإن المبادرة الأمريكية التي يقودها مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينج، يمكن أن تؤدي إلى محادثات في وقت مبكر من هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتدعم السعودية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد انفصال الجنوب عن بقية اليمن
ووفق "ستراتفورد"، فإن الولايات المتحدة تحاول التوسط من أجل تحقيق تحالف استراتيجي بين السعودية والإمارات في اليمن؛ لتعزيز فرص التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكن لا يزال من غير المرجح أن تتخلى أبوظبي عن حلفائها في المجلس الانتقالي الجنوبي أو مجال نفوذها الذي يعد محركا للصراع بين الشمال والجنوب.
على الرغم من أن الإماراتيين سيرحبون اسمياً بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، فمن غير المرجح أن يتخلوا عن دعمهم لحلفائهم الجنوبيين، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سيؤدي هدفه المتمثل في الحكم الذاتي والاستقلال إلى تقويض استدامة وقف إطلاق النار هذا.
وذكر المركز الأمريكي أنه على المدى الطويل، إذا كان هناك وقف لإطلاق النار بين السعودية والحوثيين ثم محادثات بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي والإماراتيين، فقد يؤدي ذلك إلى حصول المجلس على الحكم الذاتي أو الاستقلال؛ حيث تفقد الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من السعودية الشرعية والدعم دون تدخل الرياض في البلد.
المصدر | ستراتفورد - ترجمة وتحرير الخليج الجديد