النفط يلامس 80 دولارا.. بشرى للسعودية ربما يبددها خداع روسيا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 344
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يحمل اقتراب سعر خام برنت من 80 دولارا للبرميل بشرى للسعودية، التي تتبنى سياسة تخفيض الإنتاج لضبط السوق، لكن لا يزال عليها التعامل مع يعتبره محللون خداعا من جانب روسيا التي تزيد إنتاجها لمواجهة تداعيات عقوبات غربية تتعلق بحربها في جارتها أوكرانيا، بحسب شون ماثيوز في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد".

ماثيوز اعتبر أن "المملكة لديها خيارات قليلة للتعامل مع روسيا، التي تتلاعب بتخفيضات الصادرات، حيث تتطلع الرياض إلى إظهار الوحدة داخل (منظمة الدول المصدرة للنفط) أوبك وتعزيز الأسعار".

وتلتزم الرياض الصمت حيال خلافها مع حليفتها موسكو، وبهدف رفع الأسعار مددت السعودية للشهر الثاني على التوالي خفض إنتاجها الطوعي بمقدار مليون برميل نفط يوميا لشهر آخر حتى أغسطس/ آب المقبل، بينما أعلنت روسيا عن خفض مقداره نصف مليون برميل.

وقال مدير شركة "سيري كلين إنريجي" لاستشارات الطاقة (Surrey Clean Energy) آدي إمسيروفيتش إن "النصف الثاني من العام الجاري سيشهد ارتفاعا في الطلب على النفط، وتجاوز الـ80 دولارا للبرميل قصة طلب ولا يتعلق بالعرض."

والإثنين بلغ السعر 79.30 دولار للبرميل. وسعر 80 دولارا يعد رمزيا للسعودية، فهذه هي نقطة السعر التي يقول صندوق النقد الدولي إن المملكة تحتاجها لموازنة ميزانيتها وضخ الأموال في المشاريع الضخمة، مثل مدينة نيوم المستقبلية، الهادفة إلى تنويع اقتصاد البلاد بعيدا عن النفط.

ولفت ماثيوز إلى أن "السعودية تضغط، منذ أشهر، على أعضاء أوبك وتحالف منتجي النفط (أوبك+)، بقيادة روسيا، لخفض إمدادات الخام العالمية"، في إشارة إلى رغبة الرياض في تقليص المخزونات ورفع الأسعار.

ومن المرجح أن يرحب السعوديون بأي إشارة على ارتفاع الأسعار، حيث قالت كارول نخله، رئيسة شركة "كريستول إنريجي" لاستشارات الطاقة (Crystol Energy) إنه المملكة "تواجه خطر الوقوع في حلقة مفرغة من التخفيضات، فإذا لم يرتفع الطلب على النفط أو دخلت المزيد من الإمدادات إلى السوق، سينتهي الأمر بتخفيض المزيد من إنتاج السعودية في كل مة للضغط من أجل رفع الأسعار".

 

فوائد دون تضحيات 

وتاريخيا السعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم، وكانت تتحمل العبء الأكبر من تخفيضات "أوبك"، لكن الوكالة الدولية للطاقة أعلنت الخميس الماضي أن المملكة على وشك أن تفقد مكانتها كأكبر منتج للنفط في "أوبك+" لصالح روسيا، كما أضاف ماثيوز.

واعتبر جريج بريدي، زميل أول في مركز المصلحة الوطنية بواشنطن العاصمة، أن "روسيا كانت تخدع السعودية وتعوض تخفيضاتها من الإنتاج".

ولفت ماثيوز إلى أنه في أبريل/ نيسان الماضي، بلغت صادرات الخام الروسي أعلى مستوى لها منذ غزو أوكرانيا، وتجاهلت موسكو بشكل عام محاولة الرياض ضم أعضاء جدد إلى "أوبك+" للمساعدة في السيطرة على الصادرات، مضيفا أنه إلى جانب إغراق السوق، تبيع روسيا خامها بأسعار مخفضة لمواجهة العقوبات الغربية على نفطها.

وتابع: "لأن أسعار النفط تحددها قوى العرض والطلب، يقول محللون إن موسكو تمتعت بفوائد خفض السعودية دون تقديم أي تضحيات، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال (الأمريكية) أن عدم رغبة موسكو في تخفيض الصادرات أدى إلى تصاعد التوترات مع الرياض".

وقال إمسيروفيتش إن "إحدى أكثر القضايا حساسية للسعودية هي دخول روسيا في حصة المملكة السوقية في آسيا، فحتى مع خفض المملكة للإنتاج، تتنافس الرياض وموسكو على المركز الأول كمورد رئيسي للنفط للصين".

كما تجاوزت مبيعات النفط الروسي للهند إجمالي النفط المشترى من السعودية والإمارات والعراق والولايات المتحدة، بل وتمكنت موسكو من الحصول على سعر للنفط المتجه إلى الهند أعلى مما كان عليه في الأشهر الأولى من حرب أوكرانيا، وفقا لماثيوز.

واعتبر أن "غض الطرف عن الخداع الروسي يتماشى مع تحول (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان إلى نهج أكثر حذرا تجاه مآزق المملكة، الذي لجأ إلى الصين وروسيا لأنه ينتهج سياسة خارجية أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة".

 

المصدر | شون ماثيوز/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد