ناشونال إنترست: على أمريكا مقابلة النهج البراجماتي السعودي بالمثل

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 890
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

دعا إيفان إيلاند، الباحث البارز في معهد إندبندنت، الولايات المتحدة إلى معاملة السعودية بنفس السياسة الخارجية البراجماتية التي انتهجتها المملكة الخليجية مؤخرا.

وقال إيلاند نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، إنه لا يمكن لأحد أن يشتكي من قيام السعودية بتنويع علاقاتها الدبلوماسية، وإعطاء الأولوية لمصالحهم الوطنية، بعد إدراكهم أنهم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية أمنهم.

تنويع للابتزاز

واستشهد الباحث على اتجاه السعودية لتنويع سياساتها الخارجية حتى ولو كانت على حساب مصالح الولايات المتحدة برفض ولي عهد المملكة محمد بن سلمان تلبية دعوات الولايات المتحدة والغرب فيما بزيادة انتاج النفج وفرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

وعقب أنه بدلا من ذلك، عمدت المملكة إلى زيادة انتاجها ووارداتها من المنتجات البترولية الروسية.

كما نوعت الرياض علاقاتها الخارجية بشكل عام وخاصة مع الصين، أكبر مشتر للنفط السعودي وأكبر شريك تجاري لها، وجنت المملكة ثمار علاقاتها المتزايدة مع الصين بإبرام اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بعد قطيعة استمرت لسنوات.

وأشار إلى أن هذا التقارب قد يساعد أيضًا في تهدئة أو حل النزاعات الأخرى بين البلدين في الشرق الأوسط، لا سيما المستنقع السعودي الوحشي في اليمن.

مع ذلك، يرى إيلاند أن أنه من الواضح أن السعوديين يحاولون توسيع سياستهم الخارجية، جزئيًا، لحمل الولايات المتحدة على إيلاء المزيد من الاهتمام للمملكة الغارقة بالنفط.

وأضاف أن مسؤولي المملكة لم يتوخوا الحذر بشأن هذا الابتزاز، زاعمين أنهم يفضلون الولايات المتحدة أن تكون حليفهم الرئيسي لكنهم بحاجة إلى توسيع آفاقهم الدبلوماسية، بالنظر إلى عدم التزام الولايات المتحدة، ورغبتها في تقليل وجودها بالشرق الأوسط لزيادته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

نهاية الضمانة الأمريكية

ورأي إيلاند أنه بمرور الوقت أصبح السعوديون يعتمدون بشكل كبير على الترتيبات التي تم التوصل إليها خلال الحرب العالمية الثانية بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود والتي تقضي بتولي أمريكا مهمة الدفاع عن حقول النفط السعودية مقابل الحصول على النفط.

في الرابع عشر من فبراير/شباط عام 1945، التقى روزفلت مع الملك عبد العزيز على متن مدمرة أمريكية في البحر الأحمر، وكان هذا اللقاء بداية عصر الضمانة الأمريكية لأمن منطقة الخليج.

ومنذ ذلك الحين إلى يومنا الحاضر، لم تتمكن أي دولة أو قوة، ضمان حماية أمن المنطقة والسعودية، كالولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر إيلاند إنه إذا كان بإمكان السعودية أن تكون أكثر براجماتية فيما يتعلق بسياستها الخارجية، فإن الولايات المتحدة بالمثل يجب عليها أن تكون أكثر براغماتية بشأن ترتيب اتفاق روزفلت - سعود، والذي اعتبره أنه لم يكن ترتيبًا مثاليًا.

أهمية إستراتيجية

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى سياسية خارجية تتسم بمزيد من الواقعية لكشف زيف مثل هذه الأساطير القديمة لاسيما المتعلق بسوق النفط.

وأوضح أن سوق النفط يتغير باستمرار، وأصبحت هناك حاجة أقل من أي وقت مضى لوجود عسكري أمريكي مكثف في منطقة الخليج، معتبرا أن حتى هذا المفهوم كانت بمثابة وهم في أذهان صانعي السياسة الأمريكيين.

وأكد أن ثورة التكسير الهيدروليكي جعلت الولايات المتحدة مرة أخرى أكبر منتج للنفط في العالم، مما عزز بشكل كبير "أمن الطاقة" في الولايات المتحدة.

وذكر أنه يجب تهنئة السعودية على اتجاههم لتنويع سياساتهم الخارجية بشكل براجماتي، لكن في الوقت ذاته لا ينبغي أن تستسلم لمحاولة محمد بن سلمان ابتزازها عبر تحسين علاقة بلادها بالصين وروسيا؛ للحصول على التزام أمني متزايد من الولايات المتحدة.

وشدد أن الولايات المتحدة في وقعت في هذه الحيلة خلال الحرب الباردة، عندما كانت الدول النامية غير الإستراتيجية تغازل الاتحاد السوفيتي للحصول على المزيد من واشنطن.

وبالمثل، في الحالة السعودية الحالية، تنفق الولايات المتحدة مبالغ ضخمة للدفاع عن النفط الذي يتم تصديره بشكل أساسي إلى الصين.

وخلص إلى أنه يجب أن تحاكي البراجماتية السعودية، والتي تعني في الوقت الحاضر نقل الاهتمام والموارد العسكرية من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية.

 

المصدر | إيفان إيلاند/ ناشونال إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج