معضلة بايدن.. كم يدفع مقابل تطبيع سعودي إسرائيلي يخدم واشنطن؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 715
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

رجح المحلل السياسي الإسرائيلي هيرب كينون قرب التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، معتبرا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام معضلة بشأن ما يجب أن تدفعه واشنطن مقابل اختراق يخدم مصالحها في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل صراع مع الصين روسيا.

ولا ترتبط الرياض بعلاقات علنية مع تل أبيب، وتشترط أن تنسحب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

كينون تابع، في تحليل بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "إذا كانت أسابيع من الضجة الإعلامية تنذر بتطور دبلوماسي مهم، فيجب أن يكون اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية قاب قوسين أو أدنى".

وأضاف: "ذات يوم تدور القصة (الإعلامية) حول مطالب السعوديين من الولايات المتحدة للموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفي اليوم التالي قال رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الصفقة الإسرائيلية السعودية ستخدم مصالح الولايات المتحدة".

وأردف: "في أحد الأيام، ورد تقرير يفيد بأن رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو تحدث مؤخرا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفي اليوم التالي تُبذل جهود مكثفة لترتيب رحلات جوية مباشرة لنقل عرب إسرائيل إلى المملكة لأداء الحج".

واستطرد: "وفي أحد الأيام، قال رئيس (جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي) الموساد السابق، يوسي كوهين، إنه يعتقد أن الصفقة ممكنة تماما.. لكن في يوم آخر، قال عضو في الكونجرس الأمريكي إنه سيعارض صفقات أسلحة مع الرياض كجزء من مثل تلك الصفقة (التطبيع)".

‌والثلاثاء، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن "إسرائيل أيضا في حالة ضبابية فيما يتعلق بالمحادثات بين الرياض وواشنطن".

 

مطالب السعودية

"هناك شيء ما يختمر، على الرغم من أنه غير واضح ما هو بالضبط"، بحسب كينون، مضيفا أنه وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) في 9 مارس/ آذار الماضي، قدم السعوديون مطالب إلى واشنطن مقابل التطبيع مع تل أبيب.

وأوضح أن من بين تلك المطالب بيع أسلحة متطورة وضمانات أمنية والمساعدة في تطوير برنامجها النووي المدني، وكل ذلك مستقل عن المطالب التي ورد أن السعوديين قدموها إلى إسرائيل، وبينها تجميد الاستيطان.

واستدرك: "لكن في اليوم التالي كان الحديث عن سلام سعودي محتمل مع إيران (العدو الأول لإسرائيل)، مما ترك البعض في حيرة من أمرهم فأي القصتين يصدقون"، في إشارة إلى توقيع الرياض وطهران في 10 مارس/ آذار الماضي اتفاقا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية؛ ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات.

واعتبر كينون أن "كلا القصتين صحيح، فقصة الخميس سمحت للعالم أن يعرف أن السعوديين كانوا يبحثون عن جوائز من الولايات المتحدة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وسمحت قصة الجمعة للولايات المتحدة بمعرفة أن الرياض لديها خيارات أخرى، وأنه يجب أن تصلح واشنطن علاقاتها التي تضررت بشدة مع السعودية".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب علاقات علنية مع إسرائيل، التي تطمح بشدة إلى التطبيع مع السعودية نظرا لمكانتها الدينية بالنسبة للمسلمين وقدراتها الاقتصادية الضخمة.

 

مصالح أمريكية

ووفقا لهنغبي: "في المثلث السعودي الإسرائيلي الأمريكي، عندما يتعامل السعوديون مع الولايات المتحدة، فإن مطالبهم معها، وليس مع إسرائيل.. المطالب السعودية، كما تم الإبلاغ عنها، هي من واشنطن، وبالتالي فهي معضلة أمريكية بشأن ما يجب عليهم أن يدفعوه في المقابل".

وتابع: "الأمريكيون يعتقدون أن اتفاقا مع السعودية يعزز موقفهم في الشرق الأوسط، ويدفع الصين وروسيا (بعيدا) إلى حد ما، ويعزز ثقة حلفائهم الإقليميين في الرئيس (بايدن)". ويأمل بايدن في الفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات 2024.

وبحسب كينون، فإن أحد أكبر التحديات التي تواجه الولايات المتحدة هو الحصول على موافقة الكونجرس على صفقات أسلحة واسعة النطاق لدولة ذات سجل مروع في مجال حقوق الإنسان، خاصة وأن بايدن قال خلال الحملة الانتخابية لعام 2020 إنه يجب معاملة بن سلمان كمنبوذ.

تصريح بايدن جاء آنذاك على خلفية مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلده بإسطنبول عام 2018، وسط اتهامات نفت الرياض صحتها بأن ولي العهد هو مَن أمر بقتله.

 

المصدر | هيرب كينون/ جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد