محلل إسرائيلي: غياب بن زايد عن القمة العربية يسلط الضوء على توتر علاقته مع بن سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 459
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

سلّط المحلل الإسرائيلي، تسيفي برئيل، الضوء على غياب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد، عن القمة العربية الأخيرة في جدة، واصفا إياه بأنه مؤشر على "التوترات مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان".

وذكر برئيل، في تحليل نشره بصحيفة "هآرتس" العبرية وترجمه "الخليج الجديد"، أن القمة، التي عقدت يوم الجمعة الماضي، غاب عنها بن زايد رغم تلقيه دعوة شخصية من بن سلمان، واعتذر عن الحضور بسبب "التزامات سابقة"، معتبرا أن هذا التبرير يخفي توترات ليست جديدة بين الزعيمين؛ بسبب مطالب حاكم الإمارات بزيادة حصص إنتاج النفط في بلاده.

وأوضح أن المطلب الإماراتي موجه بالأساس إلى دول تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+"، التي تلعب السعودية دور "رائد صناعة القرار" فيها، وتعارض رفع حصص الإنتاج.

واعتبر بن زايد أن إصرار السعودية يهدف إلى إلحاق الضرر بالإمارات، وهدد، ردا على ذلك، بمغادرة "أوبك+" والعمل "وفقًا لمصالح" بلاده، بحسب المحلل الإسرائيلي.

وأشار برئيل إلى أن حرب اليمن تمثل قضية أخرى لتوتر العلاقات بين بن زايد وبن سلمان، إذ كانت أبوظبي الشريك الرئيسي للرياض في الحرب التي استمرت 8 سنوات، حتى صيف عام 2019، عندما بدأت الإمارات في سحب قواتها، ثم أعلنت رسميا، في أوائل عام 2020، أن قواتها ستعود من اليمن.

واعتبر المراقبون هذه الخطوة نهاية التحالف العربي الذي شكلته السعودية لمحاربة الحوثيين في اليمن، في إطار تحركاتها الإقليمية ضد إيران.

ورغم أن أبو ظبي أعلنت أنها ستستمر في مساعدة السعودية بالحرب، إلا أن "السعوديين بدأوا يتحدثون عن خيانة أبوظبي للمصالح المشتركة للبلدين"، بحسب برئيل.

وإضافة لذلك، لم تتوقف أبوظبي عن التدخل في شأن اليمن حتى بعد سحب قواتها، واستمرت في دعم الميليشيات الجنوبية، وبنت قاعدة عسكرية كبيرة في جزيرة سقطرى، وتروج لتقسيم البلد إلى دولتين، شمالية وجنوبية، كأساس لإنهاء الحرب، فيما تعارض السعودية هذه الفكرة.

وهنا يشير برئيل إلى أن السعودية تخشى من أن تتولى الإمارات زمام الأمور في منطقة يعتبرها السعوديون ملكًا لهم.

منافسة اقتصادية

ملف ثالث يشعل التوتر بين البلدين، وهو المنافسة الاقتصادية على جذب المستثمرين والشركات الأجنبية، إذ يقدم كلاهما مغريات كبيرة لتلك الشركات، وعروضا فخمة للترويج للسياحة، وتستثمران مبالغ ضخمة لشراء النفوذ في دول مثل تركيا، حيث تم إيداع مبالغ كبيرة في البنوك التركية، بواقع 10 مليارات دولار من قبل بن زايد و5 مليارات دولار من قبل بن سلمان.

وجددت الإمارات العلاقات الدبلوماسية مع إيران في أغسطس/آب، وبعد 7 أشهر قررت السعودية أن تفعل الشيء نفسه.

كما جددت أبوظبي علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا قبل حوالي عام من قيام جارتها بذلك، وكلاهما لا يطبق العقوبات الأمريكية على روسيا ويعملان بتعاون وثيق مع الصين.

ويشير برئيل، في هذا الصدد، إلى أن مثل هذه المنافسة "ليست استثنائية، ويبدو أنه لم يكن من المفترض أن تضر بتوحيد الصفوف في قمة جامعة الدول العربية، لكن عندما لم يرد بن سلمان على دعوة بن زايد لاجتماع دول الخليج في أبوظبي في يناير/كانون الثاني، وبعد ذلك لم يحضر مؤتمرين في الإمارات، كان من المستحيل مرة أخرى إخفاء الشقوق في نافذة العرض"، حسب تعبيره.

ونوه المحلل الإسرائيلي، إلى أن بن زايد لم يحضر لاحقا إلى الاجتماع الذي رتبه بن سلمان للرئيس الصيني، شي جين بينج، مع قادة المنطقة، بالرياض في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأرسل، بدلاً من ذلك، ممثلاً نيابة عنه، و"بذلك أهان بن سلمان، الذي كان يأمل في إظهار قوته للسيطرة على قادة دول الخليج"، حسبما يرى المحلل الإسرائيلي.

ويلفت برئيل إلى أن غياب بن زايد عن قمة جامعة الدول العربية لم يكن العرض الوحيد للغضب بين زعماء دول الخليج، إذ حضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اجتماعات القمة، لكنه غادر بسرعة قبل أن يتحدث الرئيس السوري، بشار الأسد.

وأشار إلى أن قطر تعارض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكنها في الوقت نفسه لم ترغب في إيذاء بن سلمان، الذي كان وراء العملية، وكان بحاجة إلى موافقة بالإجماع من جميع أعضاء الجامعة.

 

المصدر | هآرتس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد