بن سلمان اقترح وعباس رفض..”التقاط صورة جزائرية”.. السلطة الفلسطينية والسعودية بصراحة: إنشائيّات معسولة ووعد بـ”الانخراط مجددًا قريبا” لكن “أموال المُساعدات” لم تُرسل..
يبدو أن زيارة أواخر رمضان التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السعودية حملت في طيّاتها بعض التباشير بتحسّن مناخ وبيئة العلاقة مع السلطة الفلسطينية، وبالعودة للاشتباك السعودي مع القضية الفلسطينية.
لكن لم تحمل أي تباشير مادية او مالية او مساعدات إقترنت بتلك الزيارة وباللقاء الهام والصريح الذي عقده الرئيس عباس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ولاحظ مسؤولون في السلطة الوطنية الفلسطينية بأن لقاء عباس بن سلمان لم يتضمّن إلا كلاما إنشائيا عن الاستعداد لدعم السلطة الفلسطينية.
لكن أموال المساعدات السنوية التي كانت السلطة قد اعتادت عليها لسنوات طويلة لم تصل إلى خزينة ومالية حكومة السلطة منذ نحو ثلاث سنوات رغم أن السقف المالي السعودي تقلص من 50 مليون دولارا إلى نحو 35 ثم إلى 10 ملايين.
بكل حال المؤشرات قوية على أن الرئيس عباس لم يحضر معه مالا للسلطة وحصل على كلام سعودي معسول وإيجابي حول الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع السلطة وتجاوز الخلافات التي أصلا كانت قد نتجت عن مرحلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر وموقف السلطة والرئيس عباس من مشاريع كوشنر في ذلك الوقت.
بكل حال بحثت مؤسسات فلسطينية متعددة عن أفضل وصفة و طريقة للحصول على تقييم من الرئيس عباس والوفد المرافق له في زيارته الأخيرة للسعودية مع أن مصادر مقربة من حركة حماس أشارت إلى أن الرئيس الفلسطيني تزامن وجوده تماما مع وفدين في سياق عُمرة سياسية النكهة الأول يمثل حركة حماس والثاني يمثل حركة الجهاد الإسلامي.
وتم تنسيق الزيارة من بيروت ومن الدوحة ورغم ذلك لم يحصل اي لقاء بين الرئيس عباس والوفدين الزائرين في العشر الأواخر من شهر رمضان.
وفسّرت مصادر مطلعة بأن الرئيس عباس أبلغ الجانب السعودي بأنه لا يستطيع التقاط الصور مع وفدي حماس والجهاد الإسلامي كما حصل في الجزائر مصنفا ذلك بانه خطأ لم يكن في مكانه وأن هذه الفصائل التي تعزز الانقسام في الشعب الفلسطيني ليست معنية بالمصالحة.
ويبدو أن الجانب السعودي وفي المباحثات المباشرة بين بن سلمان وعباس تطرق لملف المصالحة وعبّر عن أمله في تعزيز وحدة الصف الفلسطيني وطي صفحة الانقسام مظهرا أن الرياض مهتمة جدا بأن تُساعد في هذا السياق.
لكن الرئيس عباس وفي الرواية المنقولة عن مساعدين له في رام الله أشار إلى أن لديه شرطين هما التزام حركة حماس وفصائل المعارضة بميثاق منظمة التحرير الفلسطينية بصورة مفصلة وحرفية أولا.
وثم الالتزام بما أسماه قرارات الشرعية الدولية.
وعبّرت أوساط دبلوماسية سعودية عن قناعتها بأن وضع عباس لهذين الشرطين كان بمثابة رسالة واضحة أنه لا يريد من جهته التحرّك في أي مبادرة جديدة لإنهاء الانقسام.
وبالتالي تنازل الجانب السعودي حسب مصادر دبلوماسية غربية تابعت هذه الاتصالات باهتمام شديد عن فكرة عقد لقاء ولو من أجل الصورة في ضيافة العمرة بالنكهة السعودية.
وبكل حال أفلت الرئيس عباس من مطب دبلوماسي في هذا السياق وذلك برأي مستشارين مقربين منه ومن حركة فتح.
لكن الأهم على صعيد العلاقات بين السلطة و الرئيس عباس التزام ووعد بتصفية الخلافات القديمة ان وجدت وبالعمل على الإنخراط اكثر تحت عنوان تصفير عدادات الخلاف ضمن الاستدارة السعودية مستقبلا مع السلطة الفلسطينية ومؤسسات الشرعية كما وصفها في اللقاء ولي العهد السعودي اضافة الى وعد والتزام بان تنخرط السعودية اكثر بعد الان في متابعة القضية الفلسطينية وشؤونها.
دون ذلك لا التزامات مالية محددة.
لكن توضيحات بدا أنها مثيرة خصوصا وأن الرئاسة الفلسطينية وضعت مؤسسات منظمة التحرير وقادة اللجنة المركزية في حركة فتح حسب عضو فيها بصورة تلك الشروحات السعودية فقد نقل على الجانب السعودي هنا إبلاغ الرئيس عباس بأن السعودية لن تطبع العلاقات مع الإسرائيليين بأي حال من الأحوال في المرحلة الحالية واللاحقة بدون حل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويضمن الالتزام التنفيذي بوثيقة المبادرة العربية التي كانت السعودية راعية لها.