زيارة قادة حماس إلى السعودية.. ماذا تعني؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 788
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يوسف علي أوغلو - الخليج الجديد

بدأ وفد من كبار قادة حركة "حماس"، الإثنين الماضي، زيارة لافتة إلى السعودية لأداء شعيرة العمرة، تعد الأولى من نوعها منذ عام 2015. ويضم وفد "حماس" رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ورئيس الحركة بالخارج خالد مشعل وعددا من أعضاء مكتبها السياسي أبرزهم خليل الحية وموسى أبومرزوق.

وتزامنت الزيارة مع أخرى للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وصل إلى مدينة جدة السعودية حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء الثلاثاء، وناقش معه الوضع في الضفة الغربية والقدس.

على الرغم من أن زيارة وفد "حماس" جاءت بطلب من الحركة لغرض أداء العمرة، ولم تشهد لقاءات سياسية رفيعة بمسؤولين سعوديين، إلا أنها لا تنفصل عن مراجعة شاملة تجريها الرياض لسياساتها الخارجية بالآونة الأخيرة، بما قد يشمل إعادة الانخراط بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية أو جهود إتمام المصالحة الفلسطينية.

في إطار سعي المملكة للريادة الإقليمية، فإنه من المفيد إعادة نسج خيوط التواصل مع "حماس"، التي تظل لاعبا محوريا لا يمكن تجاوزه في المشهد الفلسطيني، خاصة وأن أطرافا أخرى، مثل قطر ومصر، تعزز دورها في الملف الفلسطيني من خلال العلاقة مع "حماس".

أطلقت الحكومة السعودية سراح 3 من قيادات الحركة المعتقلين لديها، هم: القيادي سليمان حداد ونجله يحيى في مارس/آذار 2023، وممثل الحركة السابق لدى المملكة محمد الخضري في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وهي إشارة إيجابية أخرى من المملكة التقطتها "حماس" التي تواصل طوال السنوات الماضية مساعي استعادة العلاقة مع المملكة لما تمثله من ثقل في المنطقة، ولموازنة العلاقة مع إيران.

المملكة عبر انخراطها المحتمل في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تتناغم، أيضا، مع السياسة الجديدة للصين، التي أبدت استعدادها للمساعدة في تسهيل محادثات السلام تلك، عقب الزخم الدبلوماسي الذي أحدثته رعاية بكين لاتفاق تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية.

"حماس" من جانبها ستستفيد من هذه الفرصة لتعزز حضورها بالمنطقة في وقت تتراجع فيه السلطة الفلسطينية. وهي نتيجة لا ترغب فيها السعودية بطبيعة الحال، لذلك، تزامن موافقة الرياض لقادة "حماس" على أداء العمرة مع توجيه دعوة مفاجئة للرئيس الفلسطيني "محمود عباس" كي لا يفهم أن الرياض تتجه لتهميش "عباس".

تعد استضافة الرياض لقادة "حماس" خطوة مقلقة لإسرائيل، التي ترى فشل مخططها المتواصل منذ 2006، لعزل الحركة الفلسطينية دوليا. ومع هذا؛ فإن جهود تل أبيب لتطبيع العلاقات مع المملكة ستتواصل، حيث تعول على التطبيع مع المملكة لعقد صفقات مماثلة مع دول عربية أصغر لن تُقدم على تلك الخطوة بدون موافقة الرياض. وإن كان ولي العهد السعودي بات يربط هذه الخطوة بعقد تفاهمات واسعة مع الولايات المتحدة.