قائد الاستخبارات العسكريّة: وزراء نتنياهو جهلة وواشنطن ستُغلِق مخازنها إذا خاضت إسرائيل حربًا شاملةً وطويلةً.

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 411
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

تُواصِل شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في جيش الاحتلال الإسرائيليّ توجيه التحذيرات إلى المُستوى السياسيّ في الكيان بأنّ إسرائيل تقترِب جدًا من خوض حربٍ شاملةٍ متعددة الجهات، وفي هذا السياق قال قائد الاستخبارات العسكريّة الأسبق، أهارون زئيفي فاركش، في مقابلةٍ مع صحيفة (هآرتس) العبريّة، أمس الثلاثاء، قال إنّ أعضاء المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) في الحكومة الإسرائيليّة بقيادة بنيامين نتنياهو هم مجموعة من الجهلة، الذين لا يفهمون شيئًا، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّه إذا نشبت الحرب الشاملة والطويلة فإنّ إسرائيل ستجِد نفسها دون أسلحةٍ وعتادٍ، والمعضلة الكبرى، بحسبه، أنّ الأمريكيين خلافًا للماضي، سيقومون بإغلاق مخازنهم ولن يُكلِّفوا أنفسهم عناء الردّ على المكالمات الهاتفيّة القادِمة من تل أبيب طلبًا للتزوّد بالأسلحة، طبقًا لأقواله.

 إلى ذلك، رأى د. يهوشواع كلينسكي، الباحث الكبير في معهد أبحاث الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب أنّ الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه الشهر الفائت بين المملكة العربيّة السعوديّة وبين إيران، بوساطةٍ صينيّةٍ، هو بمثابة إنجازٍ دبلوماسيٍّ آخرٍ في سلسلة الإنجازات السياسيّة التي تمكّنت يران من إحرازها في الفترة الأخيرة، على حدّ تعبيره.

 وشدّدّ الباحث على أنّه في تحليلٍ لانعكاسات وتبعات الاتفاق السعوديّ-الإيرانيّ يجِب الأخذ بعين الاعتبار الحوثيين في اليمن، الذين يحكمون البلاد منذ العام 2015 بعد انقلابٍ عسكريٍّ، والذين يتمتعون بدعمٍ إيرانيٍّ منقطع النظير، على حدّ قوله.

 وتابع قائلاً إنّ “الحوثيين يملكون أسلحةً وصواريخ قادرة على ضرب أهدافٍ إستراتيجيّةٍ، وعلى ضوء الوضع الجديد، وعدم وجود رغبةً لديهم في شنّ هجومٍ على السعوديّة أوْ على دولٍ خليجيّةٍ أخرى، فإنّهم وبتشجيعٍ من إيران سيقومون بتحويل قدراتهم وجهودهم نحو دولة الاحتلال، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، من المُمكن جدًا استثمارهم من قبل إيران في الردّ على إسرائيل بسبب اعتداءاتها على أهدافهم في سوريّة، أوْ بالمُقابل توجيه ضربةٍ لإسرائيل في محاولةٍ لجسّ نبضها وقدراتها وقوّتها”، على حدّ تعبير الباحث الإسرائيليّ.

 وأشار د. كلينسكي في مقالٍ نشره بموقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، إلى أنّ أحد السيناريوهات المتوقعّة يشمل شنّ ضربةٍ إستراتيجيّةٍ لمدينة إيلات، جنوب الكيان (أم الرشراش)، بما في ذلك ضرب ميناء المدينة والمنشآت المحيطة به، منشآتٍ نفطيةٍ حيويةٍ، بالإضافة إلى المطارات المتواجدة في المنطقة، أوْ استهداف القطع البحريّة الإسرائيليّة في البحر الأحمر، بهدف تعطيل الخّط التجاريّ بين إسرائيل والهند ودول الشرق الأدنى، طبقًا لأقواله.

عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أوضح الباحث أنّه بحسب السيناريو المذكور فإنّ إسرائيل ستجِد نفسها مُحاطة بائتلافٍ وحلفٍ سنيٍّ شيعيٍّ، والذي يمتلِك أسلحةً متنوعةً وبسيطةً جاهزةً للاستخدام، والتي من الصعب أنْ يتّم رصدها ووقفها قبل ضربها لأهداف في الدولة العبريّة، على ما قاله.

 وخلُص د. كلينسكي إلى القول إنّ الحلف الجديد المُتشكِّل يشمل الحوثيين في الجنوب، والميلشيات التابِعة لإيران في شرق العراق، بالإضافة إلى (حزب الله) في لبنان، و (حماس) و (الجهاد الإسلاميّ) في قطاع غزّة، أيْ في الغرب، وبناءً على ذلك يتحتّم على إسرائيل إعادة تقييم إستراتيجيتها بهدف مُواجهة التهديد الجديد الذي نبع من الاتفاق السعوديّ-الإيرانيّ، طبقًا لأقواله.

 جديرٌ بالذكر أنّه وفق المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب فإنّ “استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يُعَّد مفاجأةً استراتيجيّةً، وإنْ لاحت مؤشراتها في أروقة الاستخبارات الإسرائيليّة، ومن ناحية تل أبيب فإنّ التآكل في الالتزام الأمريكيّ تجّاه المنطقة، وعلى نحوٍ خاصٍّ في السياق الإيرانيّ، مقلق وقد يشهد على تخوفٍ عربيٍّ من أنّ طريق إيران إلى دولة حافة نووية محتم”، على حدّ تعبير المصادر في الكيان.