لم يشارك المغرب في قمة جدة التي بحثت فيها الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي والعراق ومصر والأردن الجمعة الماضية حول عودة سوريا الى حظيرة الجامعة العربية، مما ادى الى توتر بين الرياض والرباط.
وكانت الجزائر تقود مساعي إعادة سوريا الى صفوف الجامعة العربية، قبل أن تقدم الإمارات العربية والعربية السعودية على خطوات جريئة باستقبال وزير خارجية دمشق فيصل مقداد ودراسة عودة سوريا الى الجامعة العربية ابتداء من القمة التي ستحتضنها العربية السعودية الشهر المقبل.
واستدعت الرياض إضافة الى دول مجلس التعاون الخليجي كل من مصر والعراق ومصر، واستبعدت المغرب من اللقاء، واعتادت دول الخليج استدعاء المغرب للمشاركة الى جانب الأردن ودول الخليج في القرارات الهامة التي تهم مستقبل الأمة العربية، وأرسى الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز هذا التقليد بعد اندلاع الربيع العربي، وتم الاتفاق على احتضان المغرب سياسيا واقتصاديا برفقة الأردن لخلق تماسك بين الأنظمة الملكية.
ويرجح أن استبعاد المغرب من طرف السعودية يعود إلى تحفظ المغرب على ميله الكبير لسياسة واشنطن في الظروف الحالية، بينما تريد دول الخليج تبني سياسة تناهض بصمت القرارات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، ولا ترغب الرياض في تشويش الرباط على هذا المسلسل الجديد، ومن جانب آخر، لا يتقاسم المغرب مع دول الخليج تقاربها الحالي مع إيران، وكان المغرب قد قطع علاقاته مع إيران عام 2018 بعد اتهامها بدعم جبهة البوليساريو.
ويرفض المغرب كما قطر عودة سوريا الى الجامعة العربية، وكانت جريدة “وال ستريت جورنال” قد تحدثت عن المجموعة العربية المناهضة لسوريا ومنها المغرب، ولم تقدم الرباط واجب العزاء لدمشق بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ولم ترسل اي مساعدات انسانية.
وكانت صحف مغربية قد تحدثت عن اشتراط المغرب عودة سوريا بتقليل دعمها لجبهة البوليزاريو، وهي الحركة التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، وذهب نشطاء “يوتوب” الى الحديث عن أزمة بين العربية السعودية والمغرب على خلفية عودة سوريا، بينما لا تستبعد مصادر أخرى أن عدم استدعاء المغرب هو لعدم إغضاب الجزائر التي كانت سباقة في دفاعها عن عودة سوريا.