همسة سعودية في الأذن الأردنية: “سنعود للتواصل قريبًا ولا تقلقوا من الاتّفاق” وضوء أخضر أمريكي لتطوير الاتصالات بين عمّان بغداد طهران لكن “بقُيود”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 641
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لندن – خاص بـ”رأي اليوم”:

يبدو أن محاولات حثيثة خلف الستارة والكواليس لتدعيم حالة من الحوار والتواصل السياسي لا بل عبر قنوات أمنية أيضا بين الجمهورية الإيرانية والأردن تسير على قدم وساق.

ولكن بمشاركة أطياف متعددة من أركان البيت الشعيي العراقي وعلى اساس القناعة بأن ترسيم حدود الاتفاق الاستراتيجي ما بين إيران والسعودية مؤخرا ينبغي أن لا يقف عند حدود الأزمة اليمنية أو الملفين السوري واللبناني لكن ينبغي أن يطال تعزيز حالة الاستقرار في العراق وإلحاق الأردن بطريقة أو بأخرى بالمساحة التي تتحدث عن اعادة تأهيل العلاقات الإيرانية العربية عموما كمرحله ثانية.

ما يصدر عن الدوائر المرتبطة بالقرار في السعودية يوحي بأنها ينبغي أن تلحق بالمرحلة الأولى للاتفاق أطراف أخرى لاحقا.

وتنقل الأوساط السعودية مقربة من شخصيات أردنية عن مسؤولين بارزين في الجانب السعودي بأن الاتفاق الاستراتيجي الذي يتفاعل الآن مع إيران ليس مرتبطا فقط بالملف اليمني اوبتبادل المنافع والمصالح بين السعودية وايران حصرا لكن نوايا الجانب السعودي تحاول تصفير عداد المشكلات العامّة في الإقليم.

والجزء المتعلق بالجوار الايراني العربي حصرا وبالتالي يهمس السعوديون في الأذن الأردنية على أساس طمأنة عمان بأن الاتفاق مع طهران لا يعني أن الأردن خارج حسابات شبكة المصالح والجوار السعودية تحديدا ويبدو أن هذا الضوء الأخضر يعني تحفيز وتشجيع الأردنيين لاحقا على المضي قدما باتجاه خطوات دبلوماسية معلقة لأسباب أمنية منذ عام 2016 ومن بينها تسمية وتعيين  وإرسال سفير أردني إلى طهران.

الأردن بدوره في حالة تفاعل مع هذه الاتصالات وبعض التقارير  العميقة تشير بوضوح إلى أن المؤسسات العميقة في الادارة الامريكية ورغم أنها ليست بصورة التفاصيل وارتبكت قليلا بعد الاتفاق السعودي الإيراني بسبب عناصر لها علاقة بدور الصين في استضافة الحوار بين الجانبين إلا أن الإدارة الأمريكية لا تُعارض هذا الاتفاق وترى أنه يمكن الاستفادة منه في تخفيف سيناريوهات الصدام العسكري مع إيران على الأقل في هذه المرحلة.

ويميل الأمريكيون حسب التقارير المعمقة إلى التعامل مع الاتفاق الإيراني السعودي باعتباره واقع موضوعي اليوم يتحوّل إلى خارطة عمل وإنجاز حقيقية وواقعية في المنطقة.

ويبدو أن مثل هذا الضوء الأخضر قد ينقل الحوار الأمني السياسي بين طهران وعمّان الذي حصل قبل نحو ثمانية أسابيع عبر وساطات عراقية إلى مستويات ثنائية قريبا ومن المرجح أن عمان تستعد لمثل هذه الخطوة وأن الإدارة الامريكية لم تعد تعارض أي توجه أردني لتفعيل مساحة محددة من العلاقات الدبلوماسية مع الايرانيين في اطار حماية مصالح الأردن شريطة أن تكون الخطوات مرتبطة بتصوّر أمريكي يعلمه الجميع ولا تجازف كثيرا بالتعاون الأمني مع الجهات الإيرانية التي يعتبرها الأمريكيون إرهابية.

وعلى ضوء ذلك تحديدا ثمّة أنباء وتسريبات عن احتمالية اختلاف معايير العلاقة الدبلوماسية بين عمان وطهران مع نهاية شهر أيار وبداية شهر حزيران المقبل في تطوّر قد يكون لافتا وله علاقة بتعاون اقتصادي وتكامل تجاري وحدودي واتفاقيات بملف الطاقة بين الاردن والعراق تشمل سوريا ايضا وهي اتجاهات في العمل الاقتصادي المشترك لا تمانعها الادارة الامريكية وتعتبرها جزء من منظومة سعيها لاستقرار الامور في العراق ولحماية الاقتصاد الأردني إضافة إلى أنها قد تكون وسيلة لتخفيف حدّة الاحتقان الذي نتج عن الوساطة الصينية وعن التفاصيل التي اخفيت من جهة السعودية على الأمريكيين والمقصود هنا تخفيف الاحتقان حصرا بين الإدارة الأمريكية الحالية فيما تبقى لها من عمر وعدة أشهر وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة وبين الطاقم الذي يديره ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.