باكستان في أزمة.. والسعودية لن تتدخل لإنقاذها إلا في هذه الحالة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 662
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

سلط الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، كريم عمر، الضوء على الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها باكستان، وموقف السعودية منها، مشيرا إلى أن المملكة تبدو غير راغبة في التدخل هذه المرة لأسباب سياسية واقتصادية وجيواستراتيجية.

وذكر كريم، في مقالنشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني وترجمه "الخليج الجديد"، أن تنحية عمران خان من رئاسة وزراء باكستان، في أبريل/نيسان 2022، أطلقت أزمة سياسية في البلاد، لا تظهر لها أي بوادر للتراجع، حيث أثرت الاضطرابات السياسية في إسلام أباد على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، حتى باتت باكستان تتأرجح على حافة الانهيار المالي.

ورغم التوقعات بأن تكون الحكومة الباكستانية الجديدة، المدعومة من الجيش، برئاسة شهباز شريف، أكثر قبولًا للقوى الإقليمية والعالمية، بما فيها السعودية، إلا أنها لم تنجح حتى اليوم في الحصول على منح مالية.

اعتقد الكثيرون أن الانقياد السياسي وعلاقات شريف الشخصية بأمراء العائلة السعودية المالكة ستكون كافية لتأمين مساعدة مالية حاسمة لباكستان، لكن ذلك لم يتحقق.

ويفسر كريم ذلك بتغير النهج السعودي في تقديم الدعم المالي، خاصة بعد تكرار تقديم المملكة تاريخياً لباكستان عمليات إنقاذ مالية، بما في ذلك قرض بقيمة 1.5 مليار دولار في عام 2014، وإيداع بقيمة 3 مليارات دولار في عام 2018، و3 مليارات دولار أخرى في عام 2021، من بين مساعدات أخرى.

 ففشل باكستان في التوصل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي أثار تساؤلات داخل دوائر صنع القرار السعودية حول الحكمة من تكرار الإنقاذ الذي لا ينتهي للاقتصاد الباكستاني، ولذا لم تقدم المملكة أي منحة مالية جديدة.

وهنا يشير كريم إلى أن نهج السعودية في تقديم المساعدات المالية، والذي لم يكن خاضعا لأية قيود، آخذ في التغير، وأصبح تحسين ممارسات الحوكمة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية، ومعالجة عدم الاستقرار السياسي، شرطا للحصول على الدعم السعودي.

ودون تنفيذ باكستان لهكذا إصلاحات، تظل إمكانية تجديد الدعم المالي السعودي منخفضة نسبيًا.

ويعود البعد السياسي لعدم رغبة السعودية في تقديم المساعدة المالية لباكستان إلى استمرار شعبية عمران خان ضد الحكومة الحالية، حسبما يرى كريم.  

فمحاولة الحكومة الفيدرالية تجنب إجراء انتخابات في المحافظات الرئيسية واستهدافها للسياسيين من شأنه التسبب في عدم استقرار سياسي، وهو عنصر أساس في شرط السعودية لتقديم الدعم المالي في نهجها الجديد.

هناك أيضًا زاوية جيوستراتيجية للعلاقة السعودية الباكستانية، بحسب كريم، حيث يحافظ البلدان على علاقات دفاعية وثيقة، وتقوم قواتهما المسلحة بإجراء تدريبات مشتركة بشكل روتيني، كما سبق أن نشرت باكستان جنودًا في السعودية لأدوار تدريبية واستشارية.

لكن هذا التعاون الدفاعي الباكستاني مع السعودية انخفض بشكل كبير، وأصبح بعيد تماما عن ثقل وأهمية الوجود العسكري الباكستاني داخل المملكة خلال الحرب العراقية الإيرانية.

كما أن التقارب الجديد بين الرياض وطهران من شأنه التقليل من حاجة الرياض إلى الارتباط الأمني مع إسلام آباد.

ويخلص كريم إلى أن تنفيذ باكستان لإصلاحات اقتصادية هيكلية وسياسات مالية يوافق عليها صندوق النقد الدولي، وضمانها للاستقرار السياسي المحلي، هو السبي الوحيد لتجديد الدعم المالي السعودي.

 

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد