واشنطن إكزامينر: انضمام السعودية لمنظمة شنغهاي غباء فادح من إدارة بايدن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 567
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

علقت صحيفة واشنطن إكزامينر على إعلان السعودية رسميا انضمامها لمنظمة شنغهاي للتعاون، معتبرة أن ذلك بمثابة "غباء فادح" وقصر نظر فيما يتعلق بسياسة إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تجاه الرياض.

جاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة للكاتب توم روجان المتخصص في شؤون السياسية الخارجية. 

وقال روجان إنه على الصعيد العملي لا يعتقد أيا من خبراء الشرق الأوسط في المخابرات الأمريكية أو المجتمع العسكري أن سياسة بايدن السعودية كانت منطقية، وتتجاهل حليفا تاريخيًا.

وذكر أن سياسة بايدن تجاه السعودية أضعفت السبل المربحة للتجارة الجديدة والتعاون في مجال الطاقة، وبدلاً من ذلك نقلت تلك المصالح لصالح بكين الفاسد.

وأشار الكاتب إلي أن سياسية بايدن تنسى أهمية مصلحة السعودية في استقرار العلاقات الشرق أوسطية مع إسرائيل وحلفائها مثل الأردن. كما أنها لا تدعم مخاوف الولايات المتحدة الرئيسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

لعبت المخابرات العامة السعودية دورًا فعالًا، على سبيل المثال، في التسلل إلى الجماعات الإرهابية مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، كما فقدت تلك المخابرات العديد من الضباط والوكلاء في عمليات مصممة خصيصًا لخدمة المصالح الأمريكية.

لكن السعودية التي تعد أحد أفضل حلفاء الولايات المتحدة عالقة الآن بين غضب بايدن وولي العهد.

ولفت إلي أن إعلان منظمة شنغهاي للتعاون الأربعاء انضمام السعودية يسلط الضوء على كيفية انتقال الرياض، في غضون عامين فقط، من موقع الحليف الحميم للولايات المتحدة إلى موقع الشريك المعقد بشكل متزايد.

وذكر أنه في حين تشكل منظمة شنغهاي للتعاون تحديًا اقتصاديًا وليس أمنيًا بشكل أساسي لمصالح الولايات المتحدة، تنظر بكين وموسكو إلى التجمع من منظور واضح لتقويض القوة الأمريكية.

وبالتالي، سيكون لدى صانعي السياسة الأمريكيين قلق حقيقي من أن هذه انضمام السعودية لمنظمة شنغهاي قد تستلزم تنويعًا تدريجيًا بعيدًا عن دور الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية التي لا جدال فيها.

كما يشير ولي العهد إلى أن أهواء بكين، وليس نزوات واشنطن، هي التي تدفع النفوذ السعودي على مستويات إنتاج أوبك+ وأسعار النفط العالمية.

من المحتمل أن تنذر هذه الخطوة بتقلبات متزايدة في تكلفة الطاقة للشركات والعائلات الأمريكية.

بالنظر إلى نفوذ موسكو وبكين على طهران، وهو أهم بكثير بالنسبة للرياض من الانفراج الوهمي الذي ضربه للتو مع إيران، فمن المحتمل أن تبدو منظمة شنغهاي للتعاون مكانًا للاستفادة من النفوذ مع أولئك المستعدين للرد بالمثل. قد يظن ولي العهد أن أمريكا تتحدث فقط بينما بكين تفعل.

وذكر أن بايدن حاول إرضاء وسائل الإعلامية فيما يتعلق بقضية مقتل جمال خاشقجي، بينما كان عليه أن يعطي الأولوية للمصالح الأمريكية جنبا إلى جنب مع ممارسة ضغوط كبيرة على السعودية وولي عهدها لتجنب مثل هذه الفظائع في المستقبل. 

لكن بدلا من ذلك بعد دخول بايدن البيت الأبيض أوقف على الفور مبيعات الأسلحة لإدارة ترامب للسعودية. ثم ألغى تصنيف تشكيلات المتمردين الحوثيين في اليمن على أنها منظمة إرهابية، رغم أنها كانت تقذف بالصواريخ الباليستية على المدن السعودية. 

وفي الوقت ذاته كانت السعودية ترى أن بايدن يتوسل باستمرار لإيران للعودة للاتفاق النووي حتى وهي تحاول اغتيال الأمريكيين على الأراضي الأمريكية.

وعقب روجان أنه صحيح أن هناك بعض المبررات المنطقية كانت تقف وراء إلغاء تصنيف الحوثيين، مما أتاح المساعدة التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين الجائعين على سبيل المثال. 

ومع ذلك، وبالتزامن مع انتقاداته وانتقادات حزبه الديمقراطي للجهود الحربية السعودية في اليمن، فإن تصرفات بايدن كانت تفوح منها رائحة خيانة شخصية للرياض. 

وعندما حاول بايدن تصحيح المسار مع المملكة وولي عهدها خلال اجتماع في يوليو/تموز 2022، اتضح أنه الاجتماع فاتر الحماسة ومصمم فقط لإنتاج زيادات في إنتاج النفط السعودي. 

وعقب الكاتب أن ليس من المستغرب أن يبدو أن الاجتماع زاد من شعور ولي العهد بالإهانة والاستياء.. ونجم عنه تأثير ضئيل للغاية على لاعب قوي رئيسي في سياسات الشرق الأوسط وأحد أقوى اللاعبين في اقتصاديات الطاقة العالمية.

وختم الكاتب مقاله قائلا: "لا بد أن شي جين بينغ (الرئيس الصيني) يضحك".

 

المصدر | توم روجان/ توم روجان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد