“ناصري” مع السديري لكن في منزل سعود آل ثاني وفي عمان.. صورة في “سهرة رمضانية” ألهبت النقاشات وفتحت “التلغيز السياسي”: سُقوط سيناريو قطر خارج الحسابات.. والبيت الخليجي غير مُوحّد والرّهانات الأردنية في “مكانٍ خاطئ”
كانت صورة سياسية ودبلوماسية بامتياز تلك التي قرعت الجرس في أوساط عمان الاعلامية في وقت متأخر من مساء الاحد حيث السفير السعودي نايف بن بندر السديري في العاصمة الاردنية يستقبل نظيره القائم بالأعمال الايراني في الأردن علي أصغر ناصري ايضا ولكن في منزل السفير القطري الشيخ سعود آل ثاني.
تلك لم تكن مجرد صورة بمناسبة الدعوة قام بها السفير القطري لسفراء العالمين العربي والإسلامي فالصورة التي شارك فيها الدبلوماسي الايراني البارز والذي سبق ان اشتكي من صعوبات تواجه عمله في الاردن وتجمعه بالسفير السعودي تعني الكثير من التلغيز السياسي خصوصا وانها صور التقطت وتم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي وبكثافة.
وأهم ما في تلك الصور ليس التقاطها او نشرها فحسب ولكن المكان الذي تم التقاطها فيه ففي الوقت الذي لا تزال فيه الدبلوماسية الاردنية في حالة قراءة لتطورات وتدحرجات ملف العلاقات السعودية الايرانية كانت تلك الصور توحي بان دولة قطر على خط الاشتباك مباشرة بين السعودية وإيران.
وبالتالي يبرر ذلك إستضافة السفير القطري في عمان لتلك المصافحة مع تبادل التهاني بشهر رمضان المبارك والابتسام للكاميرا بين سفيري طهران والرياض في عمان ايضا.
ويعني ذلك ان دول الخليج على الأرجح تتسارع بدورها في اتخاذ الخطوات التي تراها مناسبة ولائقة اليوم في ضوء المتغير الكبير الذي صنعه الاتفاق بالوساطة الصينية بين ايران والمملكة العربية السعودية.
الرسالة القطرية هنا تؤشر على ان الدوحة في حالة دعم وإسناد و توافق مع السعودية فيما يخص أجندة التقارب مع ايران.
وتلك في ضوء إمكانات دولة قطر الاقتصادية والمالية والسياسية وحراكها اشارة قد تعني الكثير لان دول الخليج كما قيل في ندوة اردنية مغلقة الاسبوع الماضي ليست موحدة بخصوص التقارب مع الموضوع الايراني.
وما تقوله صورة سهرة السفير القطري الرمضانية هو ان مثل هذا الانطباع لدي الخارجية الاردنية ونخب عمان قد يكون خاطئا فالعلاقات بين الامارات و ايران متقدمة ويعرف الاردنيون جيدا بان العلاقات الايرانية مع سلطنة عمان في افضل أحوالها وبان مملكة البحرين بالتأكيد ستتبع السعودية ولم تعد قلقة من التفاصيل في ضوء الاتفاق الاستراتيجي الضخم بين الرياض وطهران.
ومع انضمام اللاعب القطري الذي يقيم أصلا علاقات حيوية مع الايرانيين ولو عبر الصورة بمناسبة دبلوماسية خلال سهرة رمضانية يمكن تبديل النظرية الاردنية التي تفترض بان البيت الخليجي ليس موحدا في مواجهة تداعيات الإتفاق الإيراني السعودي الذي لا يزال تحت الاختبار والقابل للبعثرة والتشتت ويمكن أن تعيقه التفاصيل وفقا لما اقترحته ورقة ملخصة لورشة عمل مغلقة حاولت مساعدة صانع القرار الأردني في ايجاد دليل أو خارطة طريق لفهم حالة التموقع الجديدة واتخاذ ما يلزم من خطوات دبلوماسية.
لكن النتيجة أن منطلق القراءة قد يكون خاطئا.
وبالتالي لا فائدة ترجى للمؤسسات الرسمية الأردنية من وراء تلك الإقتراحات التي تصوت لصالح الانتظار والترقّب ووجود اللاعب القطري في بنيه الاتفاق السعودي- ايراني مؤشر حيوي ليس فقط على عمق التنسيق القطري السعودي.
ولكن أيضا على عمق التأثير القطري في إطار البيت الداخلي الخليجي وعلى تجاوز العلاقات السعودية القطرية للكثير من عقد الماضي.
وهو نبأ لا يحب الكثير من السياسيين الاردنيين تصديقه لكنه يتحول إلى واقع اليوم وتلك الصورة تؤشر في السياق نفسه إلى أن عمّان عندما يتعلّق الأمر بالتطورات اللافتة بين الاردن والسعودية وقطر قد تكون في حالة عزلة دبلوماسية قياسا في الواقع بالرغم من ان العلاقات الاردنية مع الحكومة السورية وخصوصا في ظل الأزمة المفتوحة مع الوجه الجديد لإسرائيل.