حُمّى قُلاعيّة تُصيب علاقات السعودية والأردن و”كتم الخلافات” تعبيرٌ عن أزمةٍ أكبر ممّا ينبغي..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 720
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لندن- خاص بـ”رأي اليوم”:

يُؤشّر عدم انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية العليا بين الأردن والسعودية الشهر الماضي على أن الاتصالات في المستوى السياسي وحتى في المستوى البيروقراطي بين البلدين لا تزال تُواجه صُعوبات وإشكاليات.

 ويعيد دبلوماسيون غربيون مشكلات العلاقة الأردنية السعودية إلى اعتبارات رفيعة واختلافات وتجاذبات في فهم الأولويّات إضافة إلى أن القيادة السعودية لا تبدو متحمّسة لا لتقديم استثمارات تُساعد الاقتصاد الأردني خلافا لأنها توقفت المساعدات ولا تبدو متحمسة ايضا لبناء قواعد فهم وتواصل استراتيجية الطابع مع الجار الأردني.

واتّضح أن الازمة اكبر مما ينبغي مؤخرا بين الأردن والسعودية.

ليس بسبب تأجيل اجتماعات وزارية كان متفقا عليها وفي اللحظات الأخيرة فقط.

ولا بسبب الإجراءات التي اتخذت ضد تصدير الأغنام من الأردن إلى السعودية بسبب مرض الحمى القلاعية ولا بسبب الخلافات على مسألة أو في ملف مكافحة المخدرات.

ولكن يكشف الاتفاق الإيراني السعودي الأخير بكفاءة كبيرة عن حجم الإشكال الناتج بين عمان والرياض هذه الايام خصوصا وأن الاردن تحت الضغط أو يشعر الآن بضغط كبير جراء احتمالية انتقال الاتفاق السعودي الايراني الى مستويات اقليمية واستراتيجية بصورة تضغط على الدبلوماسية الاردنية او تهمش امامها مجالات وزوايا المناورة.

وضغط الاتجاه السعودي بشدة على الدبلوماسية الأردنية التي لم تكن تعلم شيئا عن الاتفاق الأخير مع إيران وأوحى بأن السعودية تُعيد برمجة مصالحها وتسوياتها بدون مشاورات مع الجيران الأصدقاء أو الحلفاء خصوصا وأن الرياض تغيب عن اللقاء السداسي الشهير في أبو ظبي قبل نحو ثمانية أسابيع.

وحسب الدبلوماسيين الغربيين عكس غياب الأردن التام وبكل التفاصيل عن مجربات الاتصالات المرتبطة بالملف الاتفاق الايراني السعودي برودة شديدة في العلاقات بين البلدين واحتياجات لاعادة التواصل ولكن بأثمان سياسية فيما الخلافات الموجودة اصلا مكتومة ولا يتم التعبير عنها لا في عمان ولا في الرياض بعدما ضرب مرض الحمى القلاعية ليس تصدير الأغنام الأردنية للسعودية لكن الإتصالات بكل القطاعات.

ومن المرجح حسب أوساط سياسية ودبلوماسية مطلعة جدا أن استعادة التعافي في منظومة التواصل بين الجانبين يحتاج بإلحاح لإرادة سياسية وسط تنامي الشعور الأردني بأن المطلوب منهم من جهة الأمير محمد بن سلمان “أكبر من قدراتهم” فيما يؤسس وجود نحو  400 ألف أردني عامل في السوق السعودية ولا يتعرّضون لأي مُضايقات عنصر إحراج للحكومة الأردنية التي تُحاول تجنّب إغضاب الطرف الآخر بكل الأحوال.

ووسط تلك الخلافات المكتومة انطباعات عامّة بأن الخلافات وإن كانت مكتومة قوية وجذرية وتحتاج لوقت حتى تتعافى منظومة الاتصال التي بدأت تؤثر على الجوانب البيروقراطية إلى حد كبير بدلالة تأخير  تصدير الأغنام مؤخرا وإرجاء اجتماعات وزارية وكثرة الإعلانات السعودية عن تورّط أردنيين بتهريب المخدرات وقبل ذلك نقاش حاد نسبيا وبدلالات بين مسئولي البرلمان في البلدين.