"جوهرة التاج".. تطرف حكومة نتنياهو يمنع التطبيع مع السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 758
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

طبيعة الحكومة الإسرائيلية الحالية، المكونة من تحالف أحزاب يمينية ومتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعني استبعاد احتمال تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في المستقبل القريب، لكن من المرجح أن تستمر العلاقات غير الرسمية بين الرياض وتل أبيب في الازدهار.

هذا ما خلص إليه الباحث جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لـ"Gulf States Analytics"، وهي شركة استشارية حول المخاطر الجيوسياسية مقرها بواشنطن، في تحليل نشره موقع "أمواج ميديا" وترجمه "الخليج الجديد".

وأضاف كافييرو أن المسؤولين والمواطنين الإسرائيليين ينظرون إلى السعودية على أنها "جوهرة التاج" في عملية التطبيع مع الدول العربية بسبب قوة المملكة ومكانتها في المنطقة.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، علاقات علنية مع إسرائيل.

وأكثر من مرة، أعلن نتنياهو، الذي عاد إلى السلطة لولاية سادسة كرئيس للوزراء بعد انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2022، رغبته في تطبيع العلاقات مع الرياض.

لكن من غير المرجح، وفق كافييرو، أن تدخل السعودية في "اتفاقات إبراهيم" للتطبيع، بينما لا يزال عاهل السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حاكما؛ نظرا لالتزامه المستمر منذ عقود بدعم القضية الفلسطينية.

 

استفزازات إسرائيلية

ويعتقد خبراء أنه قد يتم إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات بعد أن يصبح نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، المعروف بكونه أكثر انفتاحا على التعامل مع إسرائيل، ملكا، لكن التشكيلة المتشددة لحكومة نتنياهو قد تمنع أي اتفاق دبلوماسي حتى بعد تولي بن سلمان الحكم.

وقالت الدكتورة أنيل شلين، الزميلة الباحثة في معهد كوينسي، إنه على الرغم من أن بن سلمان ونتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن "يريدون جميعا من السعودية التطبيع مع إسرائيل، إلا أن استفزازات الحكومة اليمينية (الإسرائيلية) تجعل هذا الاحتمال أبعد من أي وقت مضى".

واعتبرت أنه إذا اعتلى بن سلمان العرش في ظل الإدارة الإسرائيلية الحالية "فمن المرجح أن ينتظر حكومة جديدة" قبل إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات.

ومشيرا إلى تصاعد العنف منذ بداية العام الجاري في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس الشرقية، قال السفير الأمريكي السابق في تونس غوردون غراي، إن "هذه الحوادث تجعل القيادة السعودية مترددة في التقرب من الحكومة الإسرائيلية".

وتابع: "بالنظر إلى التقلبات الحالية، فإن أقصى ما يمكن أن تتوقعه الولايات المتحدة حاليا هو أن تواصل السعودية سياستها المتمثلة في عدم خلق عقبات أمام الدول العربية التي قد تنظر في توسيع علاقاتها مع إسرائيل".

وفي 2020 وقّعت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل التي لا تزال تحتل أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان.

 

معارضة شعبية

وفي السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى، يعارض المواطنون بشدة التطبيع مع إسرائيل في ظل الظروف الحالية.

وبصفته الحاكم المستقبلي للمملكة، بحسب كافييرو، يتعين على بن سلمان التفكير في موقف جمهوره المحلي والإقليمي من القضية الفلسطينية وتقييم المخاطر السياسية للاتفاق الدبلوماسي مع تل أبيب.

وقال دوغ سيليمان، الدبلوماسي السابق والرئيس الحالي لمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "سيكون له أثر بالغ على أي قرار تتخذه السعودية".

وأوضح أن "الدور الذي تبنته الرياض كقائد للمجتمع الإسلامي العالمي سيتطلب أن تحظى السعودية بما يمكن اعتباره تنازلا كبيرا من إسرائيل (لصالح الفلسطينيين) قبل المضي قدما في التطبيع"، وهذا غير محتمل وسط نظرة تل أبيب الحالية.

 

 من تحت الطاولة

وحتى من دون انضمام السعودية علنا إلى "اتفاقات إبراهيم"، فمن المرجح أن يتعاون بن سلمان ضمنا مع حكومة نتنياهو، عبر استمرار علاقة بدأت بين إسرائيل والمملكة منذ عقود ونمت بعيدا عن أعين الناس، بحسب كافييرو.

وقال السفير السابق غراي إن "السعودية لديها عدد من المسائل على أجندة سياستها الخارجية"، بما في ذلك إيران وحربها في اليمن وتحقيق التوازن في العلاقات مع الولايات المتحدة.

 

المصدر | جورجيو كافييرو/ أمواج ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديد