تتسلل من الاقتصاد إلى الدفاع.. بكين تهدد هيمنة واشنطن بالشرق الأوسط
لطالما كانت تطلعات الصين في منطقة الشرق الأوسط اقتصادية في المقام الأول حتى الآن، على الرغم من أنها تطمح للاستحواذ على المزيد من سوق الدفاع، بحسب تقرير لموقع "أرمي تكنولوجي" الأمريكي.
ووفق التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، خلال اجتماع في 16 فبراير/ شباط الجاري، أثار مسؤول كبير في القوات الجوية الأمريكية مخاوف بشأن تطلعات بكين في الشرق الأوسط، حيث تسعى واشنطن للحفاظ على مكانتها كمزود رائد للأمن والتجارة لدول المنطقة.
واعتبر اللفتنانت جنرال "أليكس جرينكويتش"، قائد سلاح الجو التاسع (القوات الجوية المركزية)، أحد عناصر القيادة المركزية الأمريكية، أن الصين تشكل تهديدا في الشرق الأوسط، حيث تحتفظ القوات الأمريكية في المنطقة بوجود للحفاظ على التعاون مع دول بالمنطقة.
وقال "جرينكويتش" إن "الوجود الصيني في المنطقة هو في الأساس وجود اقتصادي، مدفوعا بمبادرة الحزام والطريق (التجارية). الصينيون يتطلعون إلى تجميع العالم معا في نظام جديد قائم على قواعد تكون في مصلحتهم على عكس نظامنا.. ما أود قوله هو أن مصالحهم تدفع البلدان إلى جانبهم".
وحاول تأكيد أن علاقات الولايات المتحدة وتعاونها مع دول في الشرق الأوسط طويلة الأمد ومفيدة لكلا الطرفين، حيث يتبادلان البيانات والاستخبارات والتدريبات. هذا بدلا عن علاقة "المعاملات"، التي يدعي "جرينكويتش" أنها ترتبط الصين بدول في المنطقة.
أول قاعدة صينية
على الرغم من أن الصين ليس لها مشاركة مباشرة في وجود بنى تحتية عسكرية في المنطقة، إلا أن تقرير "سوق الدفاع الصيني.. العقيدة والاستراتيجية العسكرية 2022-2027" لشركة جالوبال داتا يشير إلى أنه في عام 2017 افتتحت بكين أول قاعدة خارجية لها في دولة ساحلية بشرق أفريقيا.
هذه القاعدة العسكرية افتتحتها الصين في جيبوتي بهدف إعادة إمداد سفن البحرية الصينية المشاركة في مهام حفظ السلام والمهام الإنسانية قبالة سواحل اليمن والصومال، وفق بكين.
وقال محلل الطيران والدفاع والأمن في الشركة "أبهيجيت أبسينجيكار": "على الرغم من أن الصين تحاول بالفعل تأمين قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط منذ فترة، إلا أن معظم دول المنطقة لا تزال داخل مجال النفوذ الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن تسمح بقاعدة صينية في الشرق المنطقة".
وتابع: "بما أن مثل هذا الإجراء من المرجح أن يتعارض بشكل مباشر مع (مصالح) الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن تفتح دول الشرق الأوسط، مثل سلطنة عمان والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والعراق والأردن والكويت، أبوابها أمام قاعدة عسكرية صينية".
هيمنة أمريكية
وتشير تعليقات "جرينكويتش" إلى أن الولايات المتحدة حذرة من أنشطة الصين في مواجهة هيمنة واشنطن التاريخية في توريد الأسلحة لدول الشرق الأوسط.
وتعد الصين أكبر مصدر للأسلحة إلى دول مثل باكستان وبنجلاديش والمغرب، وهي دول تقع على أطراف المنطقة أو لها علاقات قوية معها.
وعلى الرغم من أن الصين حققت العديد من أوجه التقدم في تصنيع الأسلحة، إلا أنها متخلفة عن الولايات المتحدة من حيث القدرة العسكرية.
وتساهم الشركات المملوكة للدولة في غالبية الصادرات من الصين، بما في ذلك الطائرات المقاتلة "JF-17 Thunder / FC-1"، والطائرات بدون طيار "CH-3"، وصواريخ "C-802" المضادة للسفن.
صراع مباشر
وبحسب تقرير "سوق الدفاع السعودي 2022-2027"، الصادر عن شركة جلوبال داتا، كانت الولايات المتحدة المورد الرئيسي لأنظمة الأسلحة للسعودية، أكبر دولة بالشرق الأوسط، حيث استوردت طائرات مقاتلة من طراز "F-15"مع صواريخ كروز وغيرها من الذخائر الموجهة.
وتقريبا، يبدو أنه سيكون من المستحيل حاليا أن تتفوق الصين على جودة واتساق الأسلحة والمعدات العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة في هذا السوق.
كما تعتمد مجموعة متنوعة من الدول الأخرى في الشرق الأوسط، مثل الإمارات وقطر، على الولايات المتحدة في واردات الأسلحة، حيث تستمر التوترات الإقليمية بالمنطقة في دفع واردات الأسلحة مثل أنظمة الدفاع الصاروخي "ثاد".
ووفق "أبسينجيكار" فإنه "من غير المرجح أن تقوم الصين بأي تحركات استفزازية في المنطقة لأن مثل هذه الخطوة ستضعها في صراع مباشر ضد الولايات المتحدة".
وختم بأنه في الوقت الحالي، تتمتع الصين ببعض الوجود العسكري في دول منها باكستان وجيبوتي لتأمين مصالحها الاستراتيجية، لكنها بعيدة نسبيا عن تحدي المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة بشكل مباشر.
المصدر | أرمي تكنولوجي- ترجمة وتحرير: الخليج الجديد