نائب أمريكي يطلب من كوشنر وثائق حول حصوله على ملياري دولار من السعودية
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن العضو الديمقراطي في لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب الأمريكي، جيمي راسكين جدد مطالبته لجاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي السابق، بوثائق توضح كيفية حصوله على ملياري دولار من صندوق استثمار سعودي يترأسه ولي عهد المملكة الأمير "محمد بن سلمان".
وحسب ما نشرته الصحيفة، الأربعاء، قال راكسين، إن كوشنر فشل في الرد على التساؤلات عما إذا كان "من اللائق استغلال عمله الحكومي من أجل تحقيق أرباح شخصية تخدم مصالحه المالية الخاصة".
واستشهد راسكين بتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 11 فبراير/شباط الجاري، عن الشراكة الاقتصادية بين كوشنر، وبن سلمان، والتي تثير "تساؤلات وعلامات استفهام غير واضحة"، بحسب وصف الصحيفة.
ووفقا لـ"واشنطن بوست"، يترأس بن سلمان صندوق ثروة سيادي يستثمر في صندوق الأسهم الخاصة بكوشنر، المعروف باسم "أفينيتي بارتنرز"، وذلك بعد وقت قصير من ترك كوشنر منصبه في البيت الأبيض والذي مكنه من التعامل بانتظام مع الشؤون السعودية.
وفي أوائل عام 2021، عندما غادر دونالد ترامب البيت الأبيض، واجه هو وصهره كوشنر تحديات تجارية غير مسبوقة، وتراجعت عائدات ممتلكات ترامب خلال فترة رئاسته.
كما أدى هجوم مؤيديه على مبنى الكابيتول الأمريكي إلى الإضرار بعلامته التجارية في مجال العقارات وسوق المال، وهو نفس ما واجهه كوشنر بصفته أحد كبار مساعدي ترامب، وكانت شركة عائلته في حاجة إلى خطة إنقاذ بقيمة 1.2 مليار دولار.
لكن بن سلمان تحرك بسرعة لإنقاذ كوشنر، وترامب، حسبما ما كشف عنه تقرير "واشنطن بوست".
وفي اليوم التالي لتركه البيت الأبيض، أنشأ كوشنر شركة حولها بعد أشهر إلى شركة أسهم خاصة برصيد ملياري دولار من صندوق ثروة سيادي يرأسه بن سلمان.
وهيكلت شركة كوشنر تلك الأموال بطريقة لم تضطر إلى الكشف عن مصدرها، وفقًا لوثائق لم يتم الكشف عنها سابقًا تابعة للجنة الأوراق المالية والبورصات والتي راجعتها "واشنطن بوست".
وقال خبراء للصحيفة إن كوشنر استخدم استراتيجية شائعة تسمح للعديد من شركات الأسهم بعدم الالتزام بالشفافية بشأن مصادر التمويل.
وبعد عام على انتهاء فترة رئاسته، بدأت ملاعب الجولف الخاصة بترامب في استضافة بطولات LIV Golf المدعومة من الصندوق السعودي، وذلك بعدما أبرمت شركة ترامب اتفاقية مع شركة عقارية سعودية لبناء فندق ترامب كجزء من منتجع جولف بقيمة 4 مليارات دولار في عمان.
وقال راسكين في رسالته التي كتبها لكوشنر ونشرتها "واشنطن بوست": "أشعر بانزعاج شديد من رفضك المستمر تقديم وثائق بشأن استثمار الحكومة السعودية ملياري دولار في صندوقك في ضوء التقارير البارزة الأخيرة التي تفيد بحدوث هذا الأمر بعد أشهر فقط من تركك لمنصب رفيع في البيت الأبيض كنت مسؤولاً خلاله عن تشكيل سياسة الشرق الأوسط".
وطلب راسكين من كوشنر في الرسالة تحديد جميع المستثمرين الأجانب في شركته.
والسر وراء قرب العلاقة بين بن سلمان وترامب وكوشنر، تحدثت عنها الصحيفة في تقريرها، السبت، ولفتت إلى أن المكاسب والأرباح الضخمة التي حققها ترامب وكوشنر من أموال السعودية جاءت بعد مساعدة بن سلمان في الصعود إلى السلطة ودعمه خلال العديد من الأزمات الدولية.
ورسالة راسكين جاءت بعد تقديم طلب في يونيو/حزيران إلى لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب، التي كان يسيطر عليها الديمقراطيون في ذلك الوقت، للحصول على تلك الوثائق.
وبينما قامت شركة كوشنر بتسليم ما يقرب من 2000 صفحة ردًا على ما جاء بها، كشف راسكين في رسالته، الثلاثاء، أنها في الغالب ليست سوى المستندات المتاحة للجمهور التي "لا تتعلق جوهريًا باستثمار الحكومة السعودية في الشركة".
وكتب راسكين أنه عندما قامت اللجنة بالمتابعة، في أكتوبر/تشرين الأول، لم يرد المسؤول القانوني للشركة.
ومع سيطرة الجمهوريين الآن على مجلس النواب، طلب راسكين هذا الأسبوع من رئيس اللجنة، النائب جيمس كومر، المشاركة في التوقيع على الخطاب.
لكن كومر قال في بيان له، الثلاثاء، لصحيفة "واشنطن بوست" إنه لن يشارك في التوقيع على رسالة راسكين، وهو قرار قد يجعل من الصعب على أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الحصول على المعلومات من كوشنر.
المصدر | الخليج الجديد + وكالات