نواب بريطانيون يحذرون وزير خارجيتهم: السعودية ستنفذ إعدامات جماعية في عطلة عيد الميلاد
حذر نواب بريطانيون في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية "جيمس كليفرلي" من احتمالية إقدام السلطات السعودية على تنفيذ عمليات إعدام لعشرات السجناء، خلال عطلة عيد الميلاد الحالية، مستغلة انشغال الغرب بتلك العطلة لتجنب رد الفعل الدبلوماسي على ما سيحدث.
وفي الرسالة التي كشفت عنها صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، في تقريرترجمه "الخليج الجديد"، قال النواب إن المملكة ستستخدم عيد الميلاد كـ"غطاء لارتكاب الفظائع" كما كان الحال في عام 2016، عندما تم إعدام ما يقرب من 50 شخصا، من بينهم أطفال، في أواخر ديسمبر/كانون الأول، آنذاك، تقريبًا.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى "كليفرلي": "نشعر بقلق بالغ من أن السعودية قد تنفذ إعداما جماعيا خلال فترة العطلة، عندما تكون أعين العالم في مكان آخر وتشعر السلطات السعودية أنها ستواجه رد فعل دبلوماسي أقل".
وأضافت الرسالة أن "للمملكة تاريخ في تنفيذ عمليات الإعدام خلال فترة الأعياد ورأس السنة الجديدة، كما فعلت في عامي 2016 و 2020، حيث كان من الصعب على المجتمع الدولي الاستجابة بسرعة".
وواصلت، موجهة حديثها إلى وزير الخارجية البريطاني: "نحن نحثك على تقديم إقرارات قبل العطلة للتعبير عن أن هذا سيكون غير مقبول على الإطلاق قبل فوات الأوان".
ووقع الخطاب نواب من مختلف الأحزاب، بمن فيهم "ديفيد ديفيس" من حزب المحافظين، و"هيلاري بين" من حزب العمال، والسير "بيتر بوتوملي" عن حزب المحافظين، و"أليستير كارمايكل" من حزب الديمقراطيين الأحرار، و"آندي سلوتر" من حزب العمال.
وتقول "ذا تليجراف" إنه من المعروف أن حوالي 60 شخصا يواجهون خطر الإعدام في السعودية، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان، التي تقول إن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى بكثير.
وغالبًا ما يتم قطع رؤوس السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بالسيوف أو شنقهم أو وضعهم أمام فرق إطلاق النار، كما يقول التقرير.
وتأتي تلك الرسالة جاء ذلك بعد أيام قليلة من اتهام نشطاء بريطانيين الحكومة بتحول موقفها بشكل متخاذل من المعارضة العلنية لتنفيذ عقوبة الإعدام في السعودية، بعد أن تراجع وزير الخارجية عن تصريحات سابقة له بأن سجينا في المملكة ينتظر تنفيذ حكم الإعدام "تعرض إلى تعذيب مقيت" على يد سجانيه.
الحديث كان يدور عن المواطن الأردني "حسين أبو الخير"، 57 عامًا ، الذي من المقرر إعدامه قريبًا بتهم تتعلق بالمخدرات إثر اعتراف قسري.
واتُهمت بريطانيا، إلى جانب حكومات غربية أخرى، باتخاذ مواقف أكثر ليونة بشأن عقوبة الإعدام في السعودية الغنية بالنفط؛ لأن تلك الحكومات تحاول التخفيف من ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن رسالة النواب إلى وزير الخارجية البريطاني "كليفرلي"، التي اطلعت عليها "ذا تليجراف" أشارت إلى أن السعودية أعدمت ما لا يقل عن 20 شخصًا خلال الأسبوعين الماضيين، من بينهم 12 أجنبيًا.
وكتب النواب: "ليس من قبيل المصادفة أن السعودية نفذت سلسلة الإعدامات الأخيرة بينما كان العالم يشاهد كأس العالم".
وقالت "مايا فوا"، مديرة جمعية "ريبريف" الخيرية القانونية: "التقى جو بايدن وبوريس جونسون وإيمانويل ماكرون جميعًا ولي العهد هذا العام، وفشلوا جميعًا في إدانة إراقة الدماء. ألم نتعلم كم هو قصير النظر للتقرب من الطغاة، على أمل أن يتغيروا؟".
وتمضي الرسالة في التحذير من استمرار الصمت الغربي تجاه ما يحدث، قائلة إنه "في حالة السعودية، فإن النتيجة الحتمية هي المزيد من عمليات الإعدام في جرائم الطفولة وجرائم الاحتجاج وجرائم المخدرات غير العنيفة".
المصدر | ذا تليجراف - ترجمة وتحرير الخليج الجديد