عائلات سجناء رأي تطالب أمريكا بالضغط لتحسين أوضاع حقوق الإنسان بالسعودية ومصر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 989
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

على الرغم من شعورهم بالخيبة، يعتزم أهالي النشطاء المسجونين أو المفرج عنهم حديثاً في الشرق الأوسط مواصلة الضغط لتحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان، وقد حثوا الولايات المتحدة هذا الأسبوع على استخدام نفوذها لاسيما في مصر والمملكة العربية السعودية.

وأجروا محادثات في هذا الصدد بواشنطن مع ممثلين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس، برعاية المنظمة غير الحكومية "فريدوم إينسياتيف".

ويأتي ذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من الزيارة التي قام بها الرئيس "جو بايدن" إلى جدة، حيث التقى كلا من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، والتي جرت عليه الكثير من الانتقادات، وخدشت صورته.

فقبل أن يتم انتخابه رئيسا كان "بايدن" التزم أن يلعب دور المبشر بالديموقراطية وأن يعامل السعودية كدولة "منبوذة"، بسبب اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" في دسمبر/ كانون الأول 2018 داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.

لكن مصافحته الودية بقبضة اليد مع "محمد بن سلمان" في يوليو/تموز طبعت المتابعين.

كانت "سناء سيف"، شقيقة المعتقل الأشهر في مصر "علاء عبدالفتاح"، تعي جيدا أن الواقعية السياسية تسود عادة فوق أية اعتبارات أخرى، لكنها تشعر مع ذلك "بالإحباط" من سلوك "بايدن"، بينما يخوض شقيقها إضرابا عن الطعام منذ أكثر من ستة أشهر.

وتقول لوكالة "فرانس برس" إن المسؤولين الأمريكيين الذين التقتهم في واشنطن أظهروا "الكثير من المواساة"، لكن من دون "أية إجراءات ملموسة تترجم" عمليا هذه المشاعر.

وهي واثقة من أن ممارسة واشنطن لضغوط على الحكومة المصرية سيكون له تأثير عليها، وأيضا ضغوطا السلطات البريطانية لحملها على أن تتحرك أكثر، على اعتبار أن شقيقها حصل هذا العام على جنسية هذا البلد من داخل زنزانته.

و"علاء عبدالفتاح" مدان بالسجن خمسة أعوام بتهمة "نشر أخبار زائفة".

بدوره يدعو المناضل الفلسطيني "رامي شعت" الولايات المتحدة إلى أن تلقي بثقلها لكي لا تتحول الدورة 27 لقمة المناخ العالمية، المرتقبة بمصر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلى مناسبة "لتبييض" صورة النظام المصري.

وقد قضى "شعت" أكثر من 900 يوم سجنا في هذا البلد.

ويقول لوكالة "فرانس برس" إن "مستوى القمع صار مدمرا" في مصر، حيث يوجد أكثر من 60 ألف معتقل رأي بحسب منظمات غير حكومية.

في الوقت نفسه يعتبر الرئيس "عبدالفتاح السيسي" كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "مصدرا رئيسيا للدعم والموارد والأسلحة".

وتتلقى مصر مساعدة عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة تقدر بأكثر من مليار دولار سنويا.

ويعتقد "شعت" أن لدى "عبدالفتاح السيسي"، "حساسية إزاء ضغوط الأمريكيين والأوروبيين، بل فقط إزاء انتقاداتهم البسيطة، لذلك أدعوهم إلى التعبير عن انتقادات أكثر حدة".

من جهتها أعربت "لينا"، شقيقة المناضلة السعودية المدافعة عن حقوق المرأة "لجين الهذلول"، للمسؤولين الأمريكيين عن قناعتها بأن "الحل الوحيد يكمن في التوقف عن تشجيع ديكتاتور"، في إشارة إلى ولي العهد السعودي.

وقد أفرج عن شقيقتها في 2021 لكنها ما تزال ممنوعة من مغادرة البلاد.

وحثت من التقتهم قائلة "لديكم وسائل لممارسة ضغوط".

وقبل زيارة "بايدن" إلى جدة "كانت رسالتنا للإدارة الأمريكية جلية: إذا أردتم زيارة بلداننا بدون وضع شروط واضحة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، فإن الأوضاع سوف تصبح أكثر سوءا وسيزيد الذين يضطهدوننا جرأة"، كما قالت "لينا" لوكالة "فرانس برس".

وتابعت: "وعدونا بأن الأمور لن تسير على هذا الشكل"، لكن الوضع في السعودية "أسوأ من ذي قبل"، حيث "يشعر الجميع بالخوف" و"يسجن الناس بسبب تغريدات على تويتر".

في سبتمبر/أيلول كان "جو بايدن" أكد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن "الولايات المتحدة سوف تدعم دائما حقوق الإنسان (...) عبر العالم"، وأن "المستقبل للبلدان التي تحرر كافة طاقات سكانها".

لكن مصافحته ولي العهد السعودي التي يفترض أن تدشن انطلاقة جديدة في العلاقات الدبلوماسية مع الرياض، أظهرت محدوديتها في مجالات أخرى، بحيث أعلن تحالف "أوبك+" الأربعاء، بقيادة السعودية، خفض إنتاجه من النفط.

وعلق الرئيس السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، "كينيت روث" قائلا: "بايدن باع مبادئه حول حقوق الإنسان مقابل وعد من ولي عهد السعودية برفع إنتاج النفط".

وسأل "بايدن": "هل كان الأمر يستحق هذا الثمن؟".

 

المصدر | أ.ف.ب