تهديدات داعش للسعودية باليمن.. ما مغزاها ولماذا الآن؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1088
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تطرح التهديدات التي أطلقها تنظيم "داعش" الإرهابي في اليمن ضد المملكة العربية السعودية تساؤلات عديدة حول أهداف هذه الرسائل في هذا التوقيت، لا سيما أن المنطقة تشهد صراعات كبيرة.

ويقول المحلل السياسي السعودي، "عبدالله العساف"، إن "تنظيم داعش لا يعمل منفردا أو من تلقاء نفسه، وأن هناك دول تقف خلف التنظيم".

ويشير إلى أن "التنظيم لا يعدو سوى أذرع ووسائل تحركها تلك الدول وتستفيد منها وتقوم بنقلها من مكان إلى آخر من العراق إلى اليمن أو ليبيا وسوريا وبلدان أخرى حسب مصالح تلك الدول أو من أجل الضغط على جهات معينة".

ويرى "العساف" أن "ما يحدث اليوم في العراق لا يجب فصله عما يحدث من تهديدات داعش في اليمن لجنوب السعودية".

ويعتقد أن "أطرافا دولية لم يرق لها توجه المملكة العربية بضخ المزيد من النفط في ظل الوضع الدولي الراهن ووقوفها مع الغرب".

ويضيف المحلل: "لذلك حركت الكثير من الأذرع في الشمال والجنوب من أجل الضغط على المملكة، ولا نعتقد أن ما يحدث في العراق هو موجه للعراق أو إيران، إنما هو موجه للضغط على السعودية".

ولا يستبعد "العساف"، ضلوع الغرب في تلك التهديدات للسعودية ومشاركته فيها، وبالتالي "نجد أن الحوثي مرجعيته إيران، أما داعش فهو عبارة عن مادة هلامية صنعتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية، فليس لها أب واحد وإنما لها ألف أب".

ويتابع: "حتى لو اختلف داعش عقائديا مع التوجه الإيراني، إلا أنه يخدم الأجندة الإيرانية، لذلك نجد أنه لا يقوم بأي أعمال إجرامية ضد إيران على الرغم من أن طول الحدود يبلغ 1200 كم بينها وبين العراق مفتوحة ولا يوجد عليها حراسات".

 

تأثير محدود باليمن

من جانبه، يقول مدير مركز "جهود" للدراسات باليمن، "عبدالستار الشميري": "بالنسبة لجماعات العنف الأكثر تطرفا مثل داعش والقاعدة وجماعة أنصار الشريعة وبعض الخلايا الأخرى، هذه وإن كانت موجودة في أجزاء كبيرة من اليمن لكنها لا تشكل تهديدا قويا على دول الخليج أو السعودية، بل يظل تأثيرها محدود باليمن".

ويضيف: "تلك التنظيمات تنشط في الأماكن الرخوة باليمن والتي لا يوجد بها أمن أو قبضة عسكرية".

ويتابع "الشميري": "كما أنها (التنظيمات) تنشط بتعاون وثيق بينها وبين الحوثيين، حيث تم توظيف الكثير من قادة القاعدة وداعش في القيادات والأعمال، وتم أيضا إخراج عدد كبير من معتقلي تلك التنظيمات من سجون الحوثي وتولوا الكثير من المراكز القيادية في صنعاء".

ويؤكد المحلل، عدم قدرة مجاميع تنظيمي "داعش" و"القاعدة" على النفاذ إلى داخل السعودية للقيام بعمليات نوعية نظرا لقوة الدولة هناك.

ويمضى قائلا: "قد تكون هناك خلايا نائمة في المملكة لكنها لا تستطيع الاستيقاظ والقيام بعمل ما، خاصة وأن هناك توجهات منذ فترة لملاحقة ومتابعة العناصر الإرهابية في السعودية، لذا فإن تهديدات تلك التنظيمات سوف تظل مقتصرة على اليمن والمناطق اليمنية بالتحالف مع جبهات أخرى مثل أنصار الله والإصلاح وغيرهم".

وتشهد المديريات الوسطى في محافظة أبين نشاطاً لتنظيم "القاعدة" الذي يشن عناصره بين الحين والآخر هجمات إرهابية على الجيش والأمن، ما دفع القوات اليمنية إلى تنفيذ حملات على أوكار التنظيم.

وتصاعد حضور عناصر تنظيم "القاعدة" في مناطق عدة باليمن، مع اندلاع النزاع في البلد العربي الذي يمزقه الصراع منذ أواخر 2014.

ويشهد اليمن منذ نحو 8 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40% منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + سبوتنيك