هل سيتم الإعلان عن سلام سعودي- إسرائيلي؟ وماذا سيكون موقف مصر؟ ترقّبٌ لنتائج لقاء بايدن مع القادة العرب التسعة.. لحظة تاريخية وإجماع على أن الرهان على أمريكا خاسر.. إسرائيل تلعب لعبتها والتاريخ لن يرحم المُتخاذلين

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1051
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:

تترقب الأوساط السياسية في مشارق الأرض ومغاربها لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع قادة المنطقة العربية التسعة، حيث يتوقع المحللون أن يسفر اللقاء عن نتائج كبرى ستغير مستقبل المنطقة جذريا.

د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية يقول إن أنظار العالم تتجه الآن إلى السعودية ليس لأنها المكان الذي سوف يلتقي فيه الرئيس الامريكي بايدن بقادة الدول الخليجية والعربية التسعة الذين دعاهم للقائه هناك ، ولكن لأن الرد السعودي علي عرض السلام الذي سوف يحمله معه وهو قادم اليها من اسرائيل سوف يكون أمراً من الأهمية بمكان.

وأضاف مقلد أن سلاما سعوديا اسرائيليا بشكل خاص سوف يعني الكثير بالنسبة لهم في واشنطن وتل ابيب،وقد يكون البداية لتغيرات اقليمية أعمق وأبعد مدى مما قد نتصوره….او هذا علي الاقل هو ما يبنون عليه حساباتهم وتوقعاتهم في كل من الولايات المتحدة واسرائيل.

وقال مقلد إنه في كل الاحوال يجب التأكد من ان ما يخططون له ويعقدون رهانهم عليه الآن ، ليس هو اقامة نظام امن اقليمي شرق اوسطي يحقق الامن المتكافئ لكل الاطراف المشاركين فيه كما قد يبدو للوهلة الاولي ، وانما سيكون نظام شرق اوسطي علي غرار ما خطط له شيمون بيريز رئيس وزراء اسرائيل والرئيس الامريكي بيل كلينتون في مطلع التسعينيات عندما طرحوا وقتها مبادرتهم السياسية المعروفة لاقامة ما سمّوْه بالشرق الاوسط الجديد ويكون فيه للتكنولوجيا الاسرائيلية المتقدمة دور محوري واساسي في ربط دول هذه المنطقة ببعضها، هذا بينما تستفيد اسرائيل من رؤوس الاموال والاسواق العربية التي ستكون مفتوحة امامها على مصراعيها.

وتابع قائلا: “وتضمنت هذه المبادرة الامريكية الاسرائيلية العديد من المحاور والتي لم تترك مجالا واحدا من مجالات التعاون العربي الاسرائيلي المشترك الا وتطرقت اليه واكدت علي اهميته.. وكانت حجتهم في ذلك ان هذا التعاون متعدد المحاور والآفاق هو الذي سوف يفتح الطريق واسعا امام سلام عربي اسرائيلي شامل وبما يحقق الامن والاستقرار للجميع، وقد فشل المشروع رغم كل الدعاية التي سبقته بسبب ما اثير حوله من انتقادات عربية حادة لفكرته واهدافه وتوقيته وبسبب المشكلات الكثيرة التي كانت ما تزال عالقة وقتها بين الطرفين العربي والاسرائيلي بدون حل.. وهذا هو ما قاله الرئيس المصري مبارك في تبرير رفضه له… ولم يتحمس له سوى الحسن الثاني ملك المغرب الذي وصفه بانه مشروع هائل يحاول المزج بين عبقرية التكنولوجيا الاسرائيلية ووفرة الثروات العربية… وفيما عدا ذلك لم يمتدحه احد ولهذا فشل وطويت صفحته”.

وقال مقلد إنهم يعودون الآن مرة أخرى إلى نفس الفكرة القديمة لكن بأسلوب واخراج مختلف، مشيرا إلى أنهم يصفون ما يقترحونه في خطتهم الجديدة، بالسعي الي دمج اسرائيل في الشرق الاوسط لتصبح جزءا لا يتجزأ منه عبر كل هذه القنوات التكنولوجية والاقتصادية والامنية، وبالصورة التي ستجعل منها الرابط المشترك بين هذه الدوائر المتشابكة كلها.

وقال إنه غني عن القول أن الاطراف الخليجية والعربية سوف تتحمل معظم اعباء وتكاليف هذا التحالف الاقليمي الجديد بينما تبقي اسرائيل هي اكثر اطرافه استفادة منه واقلها مساهمة فيه.

وعن المبرر الذي يستخدمه الامريكيون والاسرائيليون في تسويق مشروعهم الذي حضر الرئيس بايدن الي الشرق الاوسط من اجله لإقناع القادة العرب الذين سوف يلتقيهم به ، يرى مقلد أنهم وجدوه في التهديدات التي يشكلها برنامج ايران النووي لامن كل دول المنطقة علي حد زعمهم، لافتا إلى أنها ذريعة بالغوا في تضخيمها الى حد يصعب مجاراتهم فيه او تصديقه خاصة انها تبني كل ما تدعو اليه من خطط ومشاريع علي تهديد افتراضي محتمل قد لا يجد طريقه الي الواقع ابدا.

وقال إنه كان لابد من افتعال مبرر لاقامة مثل هذا الحلف الاقليمي المتعدد الاغراض والدوائر والاهداف لادخال كل هذه الدول فيه وليتحركوا بالشرق الاوسط في مسار مختلف…وهو ما يحاولونه الآن ويضع الرئيس بايدن كل ثقله وراءه.

وقال إنه ليس في ما يقترحونه أي مفاجأة، فهم يكررون انفسهم، ويعيدون المحاولة، بسيناريو جديد، ووجوه جديدة ، وتبقي الاهداف في النهاية واحدة رغم اختلاف الذرائع والمبررات.

واختتم مقلد مؤكدا أن اسرائيل التي كانوا يصفونها حتي حرب اكتوبر 1973 بحاملة الطائرات الامريكية التي لا تغرق في الشرق الاوسط ، ويصفون جيشها بالقوة التي لا تقهر، تظل هي الدولة الوحيدة التي لم يحول الامريكيون اهتمامهم عنها ابدا، وبقوا يتعاملون معها علي انها حليفهم الاستراتيجي الاهم والاكثر مصداقية بالنسبة لهم في العالم.

وأنهى قائلا: “ولكي تصبح من جديد حاملة طائراتهم التي لا نغرق في واحدة من اهم المناطق الاستراتيجية والنفطية في العالم والتي تتحكم بممراتها المائية الدولية في حركة وشرايين التجارة العالمية ، فقد وضعوا هدفا استراتيجيا ثابتا لهم في واشنطن هو دعم اسرائيل بكل صور واشكال الدعم بما يحقق لها تفوقها العسكري الدائم علي كل دول المنطقة مجتمعة ، ولم يتراجع الامريكيون عن التزامهم بدعم اسرائيل غير المشروط بشتي التعهدات الامريكية المكتوبة وغير المكتوبة، المعلنة وغير المعلنة… حتي اصبحت هذه السياسة الامريكية تجاه اسرائيل بديهية سياسية مستقرة ولا خلاف عليها”.

 

رهان خاسر

في ذات السياق يرى د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية فإن ‏الرهان العربي على الولايات المتحدة في هذه المرحلة المفصلية من مراحل تطور النظام الدولي رهان خاسر، مؤكدا أن كل ما يهم الولايات المتحدة في المنطقة هو النفط، وهي تعتقد أن العرب لا يستحقون هذه الثروة ولا يدركون قيمتها، و مصلحة إسرائيل التي هي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأمريكي.

من يحتاج من؟

من جهته يرى الكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يحتاج إلى الشرق الأوسط، لا العكس، مشيرا إلى أن تلك حقيقة واقعة فرضتها الظروف خلال الفترة الأخيرة، كانت نتيجتها أن انعطفت سياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة من النقيض إلى النقيض تمامًا.

وأضاف أن هذا هو حال الأمريكان دائمًا، ينظرون إلى مصلحتهم، ويتحركون نحوها، ويتناسون مواقفهم السابقة تجاه من لم تكن لهم مصلحة معه فى السابق.

وأضاف أننا لا ننتظر أن يأتى بايدن ليوزع هدايا، كما أننا لا ننتظر أن يكون موقفه بنفس غطرسة قوة السابق، مؤكدا أنه سيأتى من أجل الحفاظ على مكانته- مكانة أمريكا- فى الشرق الأوسط، لذا سيكون ملزمًا بتصحيح صورة الإدارة الأمريكية أمام شعوب المنطقة، وأن يتعهد بحل جذرى للقضية الفلسطينية، ولأزمة الحدود بين تل أبيب وبيروت، وأن يتعهد بتدارك ما يحدث فى المفاوضات النووية الإيرانية، لتبديد مخاوف أهل المنطقة.

وقال المناوي إنه سيكون مُلزمًا أن يتفق مع السعوديين والإماراتيين على بنود اقتصادية غير مجحفة لطرف دون الآخر.